صدمة الأسواق العالمية.. كيف تؤثر قرارات ترامب المرتقبة على أسعار العملات خلال 2025؟

توقعات أداء العملات الأجنبية مقابل الدولار في 2026 تمثل اليوم حجر الزاوية في استراتيجيات الاستثمار العالمي، خاصة بعد الهزات العنيفة التي تعرضت لها العملة الأمريكية في ختام الدورة السابقة؛ إذ سجل مؤشر الدولار تراجعاً لافتاً بنسبة 9.5% ليستقر عند مستوى 98.228 نقطة، وهو المستوى الأدنى له منذ قرابة ثمانية أعوام، نتيجة تداخل معقد بين القرارات السياسية للإدارة الأمريكية والتوجهات النقدية المتقلبة للفيدرالي.

مستقبل الفيدرالي وتأثيره على توقعات أداء العملات الأجنبية مقابل الدولار في 2026

إن القلق والترقب يسكنان قلوب المتداولين حالياً بسبب التساؤلات العميقة حول استقلالية مجلس الاحتياطي الاتحادي؛ حيث توضح أهم توقعات أداء العملات الأجنبية مقابل الدولار في 2026 أن ضغوط البيت الأبيض المتزايدة ستكون المحرك الأول لمسارات السوق، لا سيما مع اقتراب انتهاء ولاية جيروم باول في مايو المقبل والبحث عن بديل يتناسب مع تطلعات السلطة التنفيذية، وهذا الوضع الضبابي منح العملات الرئيسية مثل اليورو والجنيه الإسترليني فرصة ذهبية للتحليق عند مستويات 1.1747 و1.3463 على التوالي، وهي الأرقام الأفضل منذ عام 2017؛ مما دفع مؤسسات وزنها ثقيل مثل “تي دي للأوراق المالية” إلى صياغة رؤية متشائمة لمستقبل العملة الخضراء، مرجحة كفة العملة الأوروبية الموحدة التي بدأت تستعيد بريقها المفقود وسط تآكل الزخم التقليدي للدولار نتيجة الصراعات التجارية الدولية المتفاقمة والتحولات في موازين القوى الاقتصادية.

تأثير قرارات الفائدة على مسار توقعات أداء العملات الأجنبية مقابل الدولار في 2026

فشلت محاولات العملة الأمريكية في استرداد عافيتها خلال الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر الماضي رغم ما جاء في محاضر اجتماعات البنك المركزي من انقسام حول وتيرة التيسير النقدي؛ فالمستثمرون يسعرون الآن احتمالات تتجاوز في جرأتها تقديرات الفيدرالي نفسه، وهو ما يضع ضغوطاً إضافية على توقعات أداء العملات الأجنبية مقابل الدولار في 2026 ويدفع المحافظ الاستثمارية نحو بيع الدولار بشكل منهجي، وبينما تشير الخطط الرسمية إلى خفض وحيد للفائدة في العام الجديد، يراهن السوق في العقود الآجلة على خفضين متتاليين؛ وهذا التباين الجوهري هو ما مكن اليورو من قنص مكاسب سنوية بلغت 13.5%، بينما ارتقى الإسترليني بنسبة 7.6%، ويمكننا رصد ملامح هذا التحول من خلال الجدول التوضيحي التالي:

القوة الآسيوية وحضورها في توقعات أداء العملات الأجنبية مقابل الدولار في 2026

لم تكن التحولات تقتصر على الأسواق الأوروبية فقط، بل إن توقعات أداء العملات الأجنبية مقابل الدولار في 2026 استمدت زخماً هائلاً من الأداء المتميز لعملات دول آسيا والأوقيانوس التي انتهزت ضعف الدولار لتحقيق قفزات نوعية؛ حيث استطاع اليوان الصيني تجاوز حاجز المقاومة عند 7 يوان لكل دولار لأول مرة منذ ثلاثين شهراً كاملة، محققاً أسرع معدل نمو له منذ عام 2021، ورغم محاولات بنك اليابان للسيطرة بتغيير مستويات الفائدة مرتين، ظل الين في مستويات حرجة تستدعي الحذر عند 156.35، مما يجعل التدخلات اليابانية القادمة تحت المجهر في ظل المتغيرات الحالية؛ ولتوضيح مشهد تحركات العملات المرتبطة بالسلع والأسواق الناشئة نجد الآتي:

• تحقيق الدولار الأسترالي مكاسب تجاوزت 8% كأفضل أداء له خلال أربع سنوات.
• نجاح الدولار النيوزيلندي في كسر موجة الهبوط التي بدأت في 2021 بنمو قدره 3.4%.
• بروز اليوان الصيني كبديل استراتيجي قوي قادر على مواجهة تقلبات السياسة التجارية الأمريكية.
• تزايد وتيرة التفاؤل حيال عملات الأسواق الناشئة التي وجدت في انحسار الدولار متنفساً للنمو.

إن قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة على إيجاد توازن دقيق بين رغبتها في دعم الصادرات عبر خفض قيمة العملة وبين حماية مكانة الدولار كاحتياطي عالمي تظل التحدي الأبرز للمرحلة؛ وهذا المشهد المليء بالتعقيدات هو ما سيرسم الملامح النهائية داخل توقعات أداء العملات الأجنبية مقابل الدولار في 2026 مع ترقب السوق لكيفية فك الارتباط بين السيادة السياسية واستقلالية القرار النقدي.