كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي الحالية، تُظهر تقدمًا ملحوظًا على الرئيس السابق دونالد ترامب في استطلاع رأي حديث أجرته وكالة رويترز بالتعاون مع إبسوس. وقد أظهر هذا الاستطلاع أن هاريس تحصل على دعم بنسبة 47% مقارنة بـ 42% لترامب، مما يشير إلى زيادة تفوقها بعد مناظرة قوية جمعتها مع ترامب.
تأثير المناظرة على الاستطلاع
المناظرة التي جرت بين هاريس وترامب كانت نقطة تحول في هذا السباق الرئاسي، حيث أظهرت الأرقام أن غالبية الناخبين الذين تابعوا المناظرة يرون أن هاريس كانت الأكثر نجاحًا. حوالي 53% من المستطلعين الذين شاهدوا المناظرة أكدوا أن هاريس تفوقت على ترامب، في حين اعتبر 24% فقط أن ترامب كان الأفضل. هذه الأرقام تأتي بعد استطلاع سابق أجرته نفس الجهة في أغسطس، حيث كانت هاريس تتفوق على ترامب بفارق أربع نقاط فقط، مما يعني أن المناظرة ساهمت في تعزيز موقفها.
نقاط ضعف ترامب في المناظرة
أحد أبرز الأمور التي كشفتها المناظرة هو تراجع أداء ترامب، حيث أشار حوالي 52% من المشاركين إلى أن ترامب لم يظهر بالذكاء المتوقع، وهذا ما أثر سلبًا على صورته لدى الناخبين. في المقابل، حصلت هاريس على درجات إيجابية تتعلق بالنزاهة الأخلاقية، حيث رأى 52% من المستطلعين أنها تتمتع بمستوى أعلى من النزاهة مقارنة بترامب الذي حصل على 29% فقط. حتى بين الجمهوريين، أشار 20% إلى أن ترامب لم يظهر بالذكاء المتوقع، مما يعكس قلقًا داخليًا داخل قاعدته الانتخابية.
التحديات التي تواجه ترامب
يبدو أن سلسلة المشاكل القانونية التي يواجهها ترامب كانت عاملًا محوريًا في هذه المناظرة. هاريس لم تتردد في توجيه انتقادات لاذعة لترامب بشأن قضايا مثل تزوير السجلات التجارية، وهو ما وضعه في موقف دفاعي طوال المناظرة. هذه الانتقادات ساهمت في إضعاف صورة ترامب كرئيس قوي، خاصة مع تقدمه في العمر، حيث أشار الاستطلاع إلى أن 52% من الناخبين يرون أن ترامب أصبح أكبر من أن يتولى منصبًا حكوميًا، في حين أن 7% فقط يرون ذلك عن هاريس.
مقارنة الأداء بين هاريس وترامب
عند تقييم أداء كلا المرشحين، يتضح أن الناخبين يرون هاريس أكثر قدرة على التصرف بكرامة. حوالي 56% من المستطلعين قالوا إن هاريس تبدو أكثر كرامة مقارنة بـ 24% فقط رأوا ذلك في ترامب. إضافة إلى ذلك، اعتبر 49% أن هاريس “تفهم مخاوفهم” بينما اعتبر 18% فقط أن ترامب يتفهم تلك المخاوف. هذا الفارق الكبير في تقييمات الناخبين يعكس الفجوة في التواصل بين ترامب وهاريس مع الجمهور.
تأثير الفئة العمرية
مع تقدم ترامب في السن (78 عامًا)، أصبح عمره مسألة تثير قلق العديد من الناخبين. الاستطلاع أشار إلى أن 52% من الناخبين يرون أن ترامب أصبح كبيرًا في السن بما لا يؤهله لقيادة البلاد، في حين أن 7% فقط يرون أن هاريس (59 عامًا) تواجه نفس المشكلة. هذه الفروق العمرية تؤثر بشكل كبير على نظرة الناخبين للمرشحين، خاصة في ظل الضغوط الجسدية والنفسية التي يتطلبها المنصب الرئاسي.
دور الولايات المتأرجحة
على الرغم من التقدم الذي تحققه هاريس في الاستطلاعات الوطنية، فإن نتيجة الانتخابات في النهاية تتوقف على نتائج الولايات المتأرجحة. هذه الولايات تلعب دورًا محوريًا في تحديد من سيفوز بالسباق الرئاسي، وقد تكون النتائج متقلبة حسب التغيرات في مزاج الناخبين خلال الأسابيع المقبلة.
الاستطلاعات الوطنية مثل تلك التي أجرتها رويترز/إبسوس توفر نظرة عامة عن تفضيلات الناخبين على مستوى البلاد، لكنها لا تعكس بشكل دقيق النتائج في كل ولاية على حدة. لذلك، ستظل الأنظار موجهة نحو نتائج المجمع الانتخابي في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وفلوريدا وميشيغان، حيث ستحسم النتائج الفعلية للانتخابات.
الخلاصة
تقدم كامالا هاريس على دونالد ترامب في الاستطلاعات الأخيرة يشير إلى تحول محتمل في السباق الرئاسي، خاصة بعد مناظرة حاسمة بين الطرفين. مع ذلك، يبقى السباق مفتوحًا على جميع الاحتمالات، خصوصًا في الولايات المتأرجحة التي ستحدد مصير الانتخابات في نوفمبر. Trump يواجه تحديات قانونية وشخصية، بينما تواصل هاريس تعزيز صورتها كخيار أكثر ملاءمة لقيادة الولايات المتحدة.