في إطار سعي الدولة لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات الاقتصادية، ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة هامة خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية في جنوب الوادي. استعرض الرئيس السيسي التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدولة المصرية، مسلطًا الضوء على أهمية التوازن المالي ودور الحكومة في دعم الفئات الأكثر احتياجًا دون التأثير سلبًا عليها. كما تناول الرئيس قضايا حيوية مثل تكلفة الكهرباء وتأثير الأزمات العالمية على الاقتصاد الوطني، داعيًا إلى الشفافية والتواصل المستمر مع الجمهور لفهم الواقع الاقتصادي والتعاون في مواجهته.
الرئيس السيسي يوضح التحديات الاقتصادية خلال افتتاح مشروعات تنموية بجنوب الوادي
خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية في جنوب الوادي ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي الضوء على التحديات الاقتصادية التي تواجه الدولة المصرية مؤكدا أن إدارة الدولة تتطلب توازنا ماليا دقيقا وأشار الرئيس السيسي إلى أن الدولة تعمل جاهدة على مساعدة الفئات الأكثر احتياجا دون أن تؤذيها مؤكدا أن القرارات الاقتصادية تتأثر بقدرة الدولة على تحمل التكاليف.
و قال الرئيس السيسي: “الدولة في النهاية موازنة”، موضحًا أن هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها لضمان تحقيق التوازن المالي. وأكد أن هناك بعض الفئات القادرة على تحمل تكاليف أعلى، مثل الرغيف الذي قد يصل سعره إلى 3 أو 4 أو 5 جنيهات، إلا أن هناك الكثير من المواطنين الذين لا يستطيعون تحمل هذه التكاليف، مما يستوجب تفهم هذه الحقائق عند اتخاذ القرارات.
و تحدث الرئيس السيسي عن التحديات التي تواجه قطاع الكهرباء، مشيرا إلى أن التكلفة الحقيقية لتوفير الكهرباء أعلى بكثير من الأسعار الحالية التي يدفعها المواطنون وأوضح أن رفع أسعار الكهرباء إلى مستواها الحقيقي قد يضاعف التكلفة مرتين أو ثلاث مرات مما يضع عبئا كبيرا على الفئات الأكثر احتياجا وشرح الرئيس السيسي أن هذه الفجوة بين التكلفة والسعر المدفوع تسببت في مديونية وزارة الكهرباء لشركات البترول والتي يجب معالجتها.
و دعا الرئيس السيسي المسؤولين إلى التحدث بصراحة مع الجمهور عن التحديات الاقتصادية التي تواجه الدولة، مؤكدًا على أهمية الشفافية في شرح الأمور للناس. وقال: “اتكلموا وقولوا الحكاية إيه للناس”، مشيرًا إلى أن فهم الناس للتحديات سيساعد في تحقيق الدعم والتعاون المطلوبين. وأضاف: “الدول لا تدار كده، وإنما تدار بالجدية والمسؤولية والفهم”.
حيث تطرق الرئيس السيسي إلى تأثير الأزمات العالمية مثل جائحة كورونا والأزمات الجيوسياسية على الاقتصاد المصري مشيرا إلى أن هذه التحديات تزيد من تعقيد الأمور وتتطلب جهودًا مضاعفة لتحمل الأعباء المالية. وأكد على ضرورة وضع هذه التحديات في الاعتبار عند التخطيط للمستقبل وتقييم الموارد المتاحة.
اختتم الرئيس السيسي حديثه بالتأكيد على أهمية الجدية والمسؤولية في إدارة الدولة، مشيرًا إلى أن الفهم الصحيح للتحديات الاقتصادية سيؤدي إلى دعم المواطنين وتعاونهم في مواجهة هذه التحديات. وأكد أن تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي يتطلب قرارات صعبة ومدروسة تأخذ في الاعتبار مصلحة جميع الفئات المجتمعية.
تأتي تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح المشروعات التنموية بجنوب الوادي كتأكيد على التزام الدولة بمواجهة التحديات الاقتصادية بروح من المسؤولية والشفافية. من خلال تسليط الضوء على القضايا المالية الحيوية والتأكيد على أهمية التوازن بين الدعم الحكومي والتكاليف الحقيقية يسعى الرئيس السيسي إلى تحقيق استقرار اقتصادي يضمن العدالة الاجتماعية ويحمي الفئات الأكثر احتياجا إن الدعوة للتواصل المفتوح مع الجمهور والفهم العميق للواقع الاقتصادي تعد خطوة ضرورية لتعزيز التعاون والمشاركة في بناء مستقبل أفضل لمصر.