«انخفاض قياسي» لأسعار الذهب 2.9% بضغط من ارتفاع الدولار وتحسن التجارة

سجلت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا خلال جلسة تداول يوم الخميس، حيث تراجعت العقود الآجلة بنسبة 2.9% لتصل إلى 3210 دولارات للأوقية، وهو أدنى مستوى يتم تسجيله في أكثر من أسبوعين، وتأتي تلك التغيرات وسط حالة من التفاؤل بشأن الاتفاقيات التجارية المحتملة بين الولايات المتحدة ودول مثل الهند واليابان، بجانب ارتفاع الدولار الأمريكي الذي أثّر بشكل كبير على السوق.

تأثير ارتفاع الدولار على أسعار الذهب

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.8%، مما أدى إلى تعزيز قوته أمام باقي العملات العالمية، حيث يُعتبر ارتفاع الدولار من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى ضعف أسعار الذهب، وعندما يرتفع الدولار، يصبح شراء الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين بالعملات الأخرى، وهو ما يُفسر تراجع معدلات شراء الذهب خلال الفترة الأخيرة، وبالإضافة إلى ذلك، أدى نقص السيولة الناتج عن عطلة الأسواق الصينية إلى زيادة الضغط على أسواق الذهب عالميًا.

التفاؤل التجاري وأثره على السوق

التفاؤل بشأن الاتفاقيات التجارية بين الولايات المتحدة وبعض الدول الكبرى، مثل الهند واليابان، ساهم في تحويل اهتمام المستثمرين إلى أصول أخرى بديلة عن الذهب، إذ أن تلك الاتفاقيات تعزز النشاط الاقتصادي وتزيد من شهية المستثمرين للأسهم والأصول المرتبطة بالنمو الاقتصادي، ما حدّ من الإقبال على المعدن النفيس، المعروف بأنه ملاذ آمن يُفضَّل عند التوترات الاقتصادية أو الجيوسياسية.

الذهب تحت ضغط الأسواق العالمية

إلى جانب العوامل السابقة، يجب تسليط الضوء على الاتجاه العام في أسواق المعادن، حيث شهد الذهب انخفاضًا مستمرًا للجلسة الثالثة على التوالي، وهو ما يعكس تغييرات في استراتيجية المستثمرين الذين وجدوا في الأصول الأخرى فرصة لتحقيق مكاسب أسرع؛ ويُعد هذا التراجع تأكيدًا للمخاطر المرتبطة بالمضاربة على أسواق الذهب في ظل التقلبات العالمية، خاصة عندما يتعلق الأمر باقتصادات كبرى تسعى للاستقرار عبر صفقات تجارية.

في النهاية، تُظهر البيانات الصادرة أن تباطؤ الإقبال على الذهب يرتبط بشكل مباشر بالعوامل الاقتصادية العالمية، مما يجعله عرضة للتقلبات، وعليه، فإن تحديد الاتجاه المستقبلي لهذا المعدن النفيس يعتمد بشكل كبير على مستجدات السياسات التجارية وحركة الأسواق العملة العالمية.