«قفزة نفطية» وصعود بنسبة 2% مقابل «تراجع الذهب» بنسبة 2.2%

شهدت الأسواق المالية تحركات درامية خلال الأيام الأخيرة، حيث تأثرت أسعار النفط والذهب بقرارات وسياسات اقتصادية دولية متقلبة، وسجل الذهب تراجعًا بنسبة 2.2% إلى 3216.41 دولار للأوقية، مع عودة الهدوء التجاري وتراجع التوترات العالمية، كما ارتفعت أسعار النفط بنسبة قاربت 2% مدفوعةً بتصريحات سياسية عززت المخاوف بشأن الإمدادات العالمية.

تراجع أسعار الذهب بنسبة ملحوظة

انخفضت أسعار الذهب بشكل كبير وسط تراجع الطلب العالمي على المعدن النفيس، حيث سجلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب نسبة هبوط بلغت 2.8% لتصل إلى 3226.90 دولار بعد أن كانت قد حققت ارتفاعًا قياسيًا الأسبوع الماضي عند 3500.05 دولار، ويأتي هذا الانخفاض بالتزامن مع انتهاء عطلة الأسواق الصينية؛ حيث تنخفض عادة مستويات التداول في ظل تلك العطلة، وقد أثر هدوء التوترات التجارية على تقليل الطلب الاستثماري على الذهب الذي يعتبر ملاذًا آمنًا وقت الأزمات، أما المعادن النفيسة الأخرى، فقد عانت أيضًا من انخفاضات مؤثرة، إذ تراجعت الفضة بنسبة 1.3% إلى 32.15 دولار للأوقية، في حين انخفض البلاتين بنسبة 1.2% ليحقق 954.85 دولار، بينما شهد البلاديوم ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 941.14 دولار.

ارتفاع أسعار النفط وسط تهديدات بالعقوبات

على صعيد آخر، حققت أسعار النفط ارتفاعات ملموسة بنسب قاربت 2% بدعم من تهديدات الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات ثانوية على شراء النفط الإيراني نتيجة لتأجيل المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بقيمة 1.07 دولار أو ما يعادل 1.8% لتصل إلى 62.13 دولار للبرميل، وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.03 دولار أو ما يوازي 1.8% مسجلاً 59.24 دولار للبرميل، ويتوقع محللون أن تلك العقوبات قد تتسبب في تراجع الإمدادات العالمية بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا ما لم تتخذ أوبك+ إجراءات لتعزيز الإنتاج لسد الفجوة المحتملة.

التأثير الاقتصادي على السلع والمعادن

وفي انعكاس للوضع الاقتصادي المتقلب، سجل الاقتصاد الأمريكي أول انكماش له منذ ثلاث سنوات نتيجة لتلك العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي تؤثر على توقعات الأسواق العالمية، فيما تحاول أوبك+ تنسيق الجهود لزيادة إنتاج النفط، يكافح الاقتصاد للاستقرار في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، ومن المتوقع أن تظل أسعار الذهب والنفط تحت وطأة تأرجح مستمر نتيجة للمستجدات الجيوسياسية والتطورات الاقتصادية العالمية المتلاحقة.

مع هذه التغيرات، يتوجب على المستثمرين متابعة الأخبار الاقتصادية بشكل مستمر لتكييف استراتيجياتهم الاستثمارية؛ حيث ستظل الأسواق العالمية تشهد حالة من الاضطراب خلال الفترة المقبلة، نتيجة للتحديات المتزايدة والتي ستؤثر بدورها على أداء النفط والذهب بشكل واضح.