«انهيار مفاجئ».. أسعار الذهب في مصر تتراجع بقوة مع هبوط الأونصة عالميًا

شهدت أسعار الذهب في مصر انخفاضًا كبيرًا خلال تداولات يوم الخميس، حيث تراجع سعر الجرام بما يزيد عن 110 جنيهات بسبب هبوط الأسعار العالمية واستقرار سعر صرف الدولار عند مستويات منخفضة نسبيًا مقابل الجنيه. هذا الانخفاض يعكس مباشرة التأثيرات الاقتصادية العالمية والمحلية على سوق الذهب، الذي يشهد تقلبات ملحوظة بسبب العوامل الجيوسياسية والسياسات النقدية المحلية والعالمية.

أسعار الذهب في مصر وتراجع السوق المحلي

سجل سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولاً في السوق المحلي، انخفاضًا من 4670 جنيهًا بداية التعاملات إلى 4625 جنيهًا، مواصلاً تراجعه عن مستوى 4735 جنيهًا الذي بلغه نهاية جلسة الأمس. يعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى غياب الدعم الكافي من تغييرات أسعار صرف الدولار أمام الجنيه، مما جعل السوق المحلية تتأثر بصورة أكثر حدة بانخفاض الأسعار العالمية. وتأتي هذه التذبذبات في ظل ضعف القوة الشرائية واهتزاز ثقة المستثمرين مع استمرار تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية.

على الصعيد العالمي، أدت تقلبات الأسواق المالية إلى انخفاض سعر أونصة الذهب بنسبة 1.6%، لتصل إلى نحو 3221 دولاراً بعدما افتتحت التداولات عند مستوى 3285 دولارًا. وقد عزز تعافي الدولار الأمريكي وتبديد المخاوف من الصراعات التجارية من حالة الضعف التي تعرض لها الذهب كملاذ آمن، ما تسبب في مزيد من الهبوط.

تأثير السياسات النقدية على أسعار الذهب في مصر

حذر صندوق النقد الدولي في تقرير حديث من تأثير التساهل في تخفيض أسعار الفائدة داخل مصر، موضحًا أن المزيد من خفض الفائدة قد يؤدي إلى ضغوط اقتصادية إضافية، خاصة مع استمرار حالة الغموض الناجمة عن السياسات التجارية الأمريكية. وأشار التحليل الفني لشركة جولد بيليون إلى إمكانية استمرار تراجع أسعار الذهب عالميًا إذا ما تم كسر مستويات الدعم الحالية عند 3230 دولارًا، مع وجود احتمالات لاستهداف مستوى 3160 دولارًا للأونصة.

محليًا، أصبح مستوى 4700 جنيه لعيار 21 نقطة مقاومة مهمة، حيث يتداول الآن قرب 4660 جنيهًا، وهذا يعكس ضعف الطلب بعد موجة الارتفاعات الحادة التي شهدتها السوق خلال الفترة الماضية. يأتي ذلك مع حالة من الركود النسبي الذي يسود أسواق الذهب بسبب التغيرات السريعة في الأسعار وعدم استقرار السوق.

الطلب العالمي على الذهب وتأثيراته على السوق

رغم التحديات، أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي ارتفاع الطلب العالمي على الذهب بنسبة 16% خلال العام الحالي، حيث بلغ إجمالي الطلب 1310 أطنان. وعلى الرغم من انخفاض الطلب على المشغولات الذهبية بنسبة 19% ليسجل 434 طنًا، إلا أن الطلب على السبائك والعملات الذهبية ارتفع بنسبة 3%، ليصل إلى 325.4 طنًا. هذا يعكس تحولًا في أنماط الاستثمار العالمي نحو الذهب كملاذ آمن بالرغم من التقلبات والعوامل المؤثرة.

تساهم هذه الزيادات في دعم استقرار السوق إلى حد ما، إلا أن استمرار النزاعات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، بجانب تأثيرات السياسات النقدية، يلقي بظلاله على توقعات الأسعار خلال المستقبل القريب. يشير ذلك إلى أهمية مراقبة التطورات السياسية والاقتصادية والتكيف مع تقلبات الأسواق لإدارة الاستثمار في سوق الذهب بفعالية.