«تهديدات ترامب» ترفع أسعار النفط عند التسوية بعد قرار مستوردي النفط الإيراني

شهدت أسعار النفط تقلبات كبيرة على مدار يوم الخميس في الأول من مايو، حيث تحولت من انخفاض إلى ارتفاع ملحوظ بأكثر من دولار للبرميل، وذلك في أعقاب التصريحات الحادة للرئيس الأميركي دونالد ترامب التي هدد فيها بفرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري النفط أو البتروكيماويات من إيران، مما أثار مخاوف في الأسواق بشأن احتمالية انخفاض الإمدادات العالمية في المدى القريب.

تصاعد أسعار النفط بعد التهديد بعقوبات على مشتري النفط الإيراني

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.75% لتصل إلى 62.13 دولار للبرميل عند التسوية، في حين صعدت العقود الآجلة للخام الأميركي بنفس النسبة تقريباً لتستقر عند 59.24 دولار للبرميل، وجاء هذا الارتفاع بعد التصريحات المثيرة للجدل لترامب، حيث أكد عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة به أن أي جهة تشتري النفط من إيران ستتعرض لحظر تجاري مع الولايات المتحدة، ما تسبب في حالة من الذعر لدى المستثمرين وترقب في الأسواق.
وكانت الأسعار قد سجلت انخفاضاً بأكثر من 1% في وقت سابق من الجلسة نتيجة المخاوف المستمرة بشأن ارتفاع الإمدادات في السوق العالمي، إلا أن التوترات الجيوسياسية والتأجيل الأخير للمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، التي تهدف للتوصل إلى اتفاق نووي، أعاد الزخم التصاعدي للأسعار مدعوماً بالقلق من تجاهل بعض الأطراف للتهديدات الأميركية.

تهديدات ترامب وتأثيرها على الاقتصاد والأسواق

تصريحات الرئيس الأميركي ركزت على ضرورة وقف جميع مشتريات النفط أو البتروكيماويات من إيران، مما سلط الضوء على تصاعد التوترات بين البلدين، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وإيران كانتا قد أجريتا ثلاث جولات من المفاوضات بهدف تخفيف التوترات النووية، إلا أن الجولة الرابعة تأجلت إلى أجل غير مسمى، مما زاد من الترقب وعدم اليقين في الأوساط الاقتصادية والسياسية.
هذه التوترات تسببت في إعادة فتح الباب أمام المخاوف من تأثير السياسات الاقتصادية الأميركية على الأسواق العالمية، خاصة مع انكماش الاقتصاد الأميركي بنسبة 0.3% في الربع الأول، وسط توقعات بتزايد احتمالية حدوث ركود عالمي نتيجة التعريفات الجمركية وتصاعد النزاعات التجارية.

التوقعات المستقبلية لأسعار النفط وسط تعقيدات العرض والطلب

في المقابل، تلعب منظمة أوبك+ دوراً محورياً في تحديد الاتجاه المستقبلي لأسعار النفط، حيث تزامنت التطورات الأخيرة مع انعقاد اجتماع المجموعة الذي يتوقع أن يناقش مقترحات لتسريع زيادات الإنتاج استجابة لمخاوف ضعف الطلب، إلا أن السعودية أكدت عدم استعدادها في الوقت الراهن لدعم السوق بخفض الإمدادات، مشيرة إلى قدرتها على تحمل فترة طويلة من انخفاض الأسعار.
في سياق متصل، شهدت أسواق المال الأميركية انتعاشاً ملحوظاً مدعوماً بالأرباح القوية لشركات التكنولوجيا الكبرى، إلا أن أسعار الذهب انخفضت على إثر ذلك، حيث زادت شهية المخاطرة لدى المستثمرين، وهو ما أثر بطريقة غير مباشرة على استقرار أسعار النفط وسط توقعات بمرونة أكبر في التعامل مع تغييرات السوق في الفترة المقبلة.
يبقى المشهد العام ملبداً بصعوبات متعددة، نتيجة التعقيدات السياسية المتعلقة بإيران وعدم اليقين بشأن قرارات أوبك+، ما يجعل أسعار النفط مرشحة لمزيد من التقلب خلال الفترة المقبلة.