«فضيحة مدوية» ترامب يقيل مستشاره للأمن القومي بسبب التسريبات المثيرة

في تطور جديد أثار جدلاً واسعًا، أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشار الأمن القومي مايك والتز ونائبه أليكس وونغ من منصبيهما، وذلك بعد تسريبات خطيرة تتعلق بخطط عسكرية سرية ضد الحوثيين في اليمن. هذه الخطوة تأتي في سياق تغييرات جذرية داخل فريق البيت الأبيض للأمن القومي، وسط تقارير تؤكد وجود مرحلة جديدة من إعادة الهيكلة التنظيمية.

إقالة مستشار الأمن القومي تطيح بفريق الأمن في البيت الأبيض

تشير مصادر موثوقة إلى أن إقالة والتز جاءت بعد أشهر من تصاعد الشكوك بشأن ولائه وقدرته على تنفيذ سياسات البيت الأبيض بشكل فعال، حيث أظهرت تسريبات وثائق سرية تورطه في محادثات مشفرة تناولت توقيت وطبيعة الضربات العسكرية المستهدفة للحوثيين في اليمن. هذه الوثائق أثارت سخطًا واسعًا داخل الإدارة الأمريكية وخاصة بين مسؤولي وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية

كما أكدت وسائل إعلام مثل “فوكس نيوز” و”سي إن إن” أن القرار جاء بعد تأكيد صحة المعلومات المسربة، وهو ما تسبب في أضرار كبيرة لصورة الإدارة الأمريكية أمام حلفائها، إضافة إلى إثارة خلافات داخلية بين مستشاري الأمن القومي وكبار المسؤولين في البيت الأبيض. من المتوقع أن تؤدي إقالة والتز ونائبه إلى تغييرات أكبر قد تشمل إقالة مسؤولين إضافيين

ما علاقة خطط العمليات في اليمن بتداعيات الإقالة؟

شهد مارس الماضي فضيحة تسريب خطط عمليات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن، والتي تضمنت توقيت الضربات والأسلحة المستخدمة. وتم نشر صور لهذه النقاشات عبر الصحفي جيفري غولدبرغ من “ذا أتلانتيك”، مما أثار قلقًا عالميًا حول مدى أمن وسرية المعلومات داخل الإدارة الأمريكية. ورغم محاولات والتز الدفاع عن نفسه وإظهار أنه تعلّم من التجربة، فإن الفضيحة أضعفت موقفه بشكل كبير داخل فريق البيت الأبيض للأمن القومي

إضافةً لذلك، وُجهت لوالتز انتقادات جديدة تتعلق بفشله في تطبيق أولويات ترامب في ملفات حساسة مثل إيران وأوكرانيا، وتعميق الخلافات مع كبار مسؤولي الإدارة. هذه العوامل، مجتمعة، دفعت الرئيس إلى اتخاذ قرار الإطاحة به، مما يعكس مدى الإحباط الذي وصل إليه ترامب بشأن إستراتيجيات الفريق الأمني

المرشحون لخلافة والتز في منصب مستشار الأمن القومي

بحسب التقارير الإعلامية، برز اسم المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف كمرشح رئيسي لخلافة والتز، إلا أنه أبدى تحفظه على تولي المنصب ما لم يتم تعيينه مباشرة من الرئيس ترامب. المرشحون الآخرون يشملون مسؤولين بارزين داخل الإدارة يتمتعون بخبرة عميقة في الملفات الأمنية والسياسات الخارجية. وقد يُعلن ترامب خلال الأيام المقبلة عن خلف والتز، وسط توقعات بأن يختار شخصية قادرة على إعادة ترتيب أولويات الأمن القومي بشكل جذري

تبقى هذه الخطوة نقطة تحول رئيسية في مسار إدارة ترامب خلال ولايته الثانية، حيث تسعى الإدارة إلى استعادة الثقة داخليًا وخارجيًا، وتعزيز أمن وسرية عملياتها المستقبلية، خاصة في ظل التوترات المستمرة بمنطقة الشرق الأوسط