«اغتيال مروع» يستهدف نجل شيخ قبلي بارز وسط اليمن في ظروف غامضة

تشهد محافظة إب وسط اليمن، حالة من التوتر والفوضى الأمنية نتيجة التصاعد المستمر للصراعات القبلية والنزاعات المحلية، والتي تجدها مليشيا الحوثي فرصة لتنفيذ أجنداتها وتعزيز هيمنتها، وتعد حادثة اغتيال نجل الشيخ القبلي “سام محمد علي أحمد الحريمي” واحدة من أبرز الحوادث الأخيرة التي تعكس مدى الخطورة التي تعيشها المنطقة والاضطراب الذي يدمر بنيتها الاجتماعية.

اغتيال نجل شيخ قبلي في محافظة إب

أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال الشاب “سام الحريمي”، والذي ينتمي إلى عزلة جبل حريم في مديرية حزم العدين غربي محافظة إب، وقد نصب المسلحون كميناً محكماً للشاب وأطلقوا النار عليه ليُفقد حياته على الفور، وقد كانت هذه الجريمة بمثابة صدمة لذويه وعشيرته خصوصاً أنه كان يحمل آمال العائلة ليخلف والده في المشيخة التي تمثل مكانة مرموقة في المجتمع القبلي، وترتبط هذه الحادثة بحسب المصادر بقضية ثأر قديمة تعود لخلافات حول أراضٍ، وهو ما يجعل الأزمة تأخذ أبعاداً معقدة في المنطقة.

التوترات القبلية وتأثيرها على الأوضاع الأمنية

تعيش مديرية حزم العدين حالة متواصلة من النزاعات بسبب الخلافات القبلية وتراكم القضايا العالقة، مثل حوادث الثأر والنزاعات على الأراضي، وأصبحت تلك القضايا من أبرز الأسباب التي تغذي الفوضى الأمنية في محافظة إب، وقد برزت مؤخراً حادثة أخرى مطلع يناير بسبب خلاف على أراضٍ بين عائلات المنطقة والذي أدى إلى سقوط ضحايا وإصابة آخرين، والحادثة الأخيرة تزيد الأوضاع تعقيداً خاصة مع تدخل الأطراف المسلحة التي قد تسعى إلى تأجيج النزاعات لأغراض سياسية تخدم مصالح مليشيا الحوثي.

دور مليشيا الحوثي في تأجيج النزاعات والنزاعات

يتفق العديد من المراقبين على أن مليشيا الحوثي تعمل على استغلال النزاعات في إب لتحقيق مكاسب سياسية واجتماعية تمكنها من فرض سيطرتها، إذ تعتمد سياسة “فرق تسد” في تأجيج الصراعات بين العائلات والقبائل، مما يزيد من الانقسام داخل المجتمع، كما توفر تلك النزاعات فرصة للمليشيا لتجنب الضغط على قضايا رئيسية مثل الأزمات الاقتصادية والخدمات العامة، وتشهد المحافظة ارتفاعاً غير مسبوق في حالات الجريمة والسطو المسلح التي تغذيها السياسات الممنهجة لنشر الفوضى بدلاً من إيجاد حلول حقيقية.

تؤكد هذه الحوادث الحاجة العاجلة إلى إيجاد حلول جذرية للصراعات المحلية، والعمل على تحقيق الاستقرار في محافظة إب التي تعاني من تزايد العنف وانتشار العصابات المسلحة، ويبقى تدخل الجهات المعنية والعمل الجماعي السبيل الوحيد للخروج من دائرة العنف المستمر، فيما يعاني المواطن العادي من تأزم الوضع الأمني من دون أي بوادر للتغير القريب.