«رفض قاطع».. دمشق تؤكد موقفها الرافض لتقسيم سوريا تحت أي مسمى

وسط أجواء متوترة تشهد الساحة السورية تطورات متلاحقة، أعلنت دمشق رفضها القاطع للدعوات المطالبة بفرض “حماية دولية” على الطائفة الدرزية، معتبرة أن هذه المحاولات تمثل انتهاكًا لسيادة البلاد، وتستهدف تمزيق النسيج الوطني السوري. جاء هذا الرفض عبر بيان رسمي لوزارة الخارجية السورية ردًا على تحركات دولية ومحلية تفاقمت بعد اشتباكات دامية في منطقة صحنايا بريف دمشق.

دمشق تؤكد أن حماية الطائفة الدرزية مسؤولية سيادية

شددت وزارة الخارجية في بيانها على أن حماية المكونات السورية، بما في ذلك أبناء الطائفة الدرزية، تقع ضمن نطاق السيادة الوطنية، مؤكدة أن الدولة السورية تحترم التعددية وتحمي الجميع دون استثناء. واعتبر البيان أن الدعوات لحماية دولية للأقليات ما هي إلا ذريعة لمحاولة تدويل الأزمة الداخلية، مما يهدد وحدة الأراضي السورية ويدعم أجندات خارجية مشبوهة. كما عبّرت الحكومة السورية عن تقديرها للجهود المبذولة من قبل مشايخ الطائفة الدرزية لاحتواء الأوضاع المتوترة، ووصفت التحركات الإسرائيلية الأخيرة بأنها تصعيد خطير يستهدف إثارة الفتنة وإضعاف الدولة.

تصعيد إسرائيلي وتحذيرات من التدويل

التحركات الإسرائيلية جاءت لتضيف تعقيدًا جديدًا على المشهد مع إعلان تنفيذ غارة على مواقع جنوب دمشق، بزعم حماية الطائفة الدرزية، بالإضافة إلى نقل مصابين إلى المستشفيات الإسرائيلية. هذه الخطوة أثارت استياء السلطات السورية التي وجهت رسائل تحذر فيها من تداعيات التدخلات الخارجية على استقرار المنطقة. ويرى مراقبون أن إسرائيل تحاول استغلال الأوضاع الأمنية لتحقيق مكاسب استراتيجية عبر فرض معادلة جديدة قد تتجه نحو احتلال طويل الأمد للجنوب السوري تحت ذريعة حماية الأقليات.

تحذيرات سورية من تسعير الفتنة الطائفية في الداخل

تزامنًا مع هذه الأحداث، حذر مفتي سوريا الشيخ أسامة الرفاعي من مغبة الانجرار وراء الفتن التي تستهدف تفكيك المجتمع السوري وضرب وحدته الوطنية. داعيًا إلى التركيز على الحوار الوطني وتجنب الانقسامات الطائفية والسياسية التي قد تؤدي إلى تفاقم الصراعات. الرفاعي أكد في كلمة متلفزة أن سوريا بأطيافها المتعددة قادرة على تجاوز هذه الأزمة إذا تعاون جميع مكونات الشعب لصد المخططات الخارجية الرامية لزعزعة استقرار البلاد. يرى المحللون أن هذه المرحلة تتطلب مقاربة جديدة توحد الجهود من أجل تعزيز الاستقرار بدلاً من الدفع باتجاه التصعيد.

العنوان القيمة
حماية الطائفة الدرزية مسؤولية الدولة السورية وفق سيادتها
التصعيد الإسرائيلي غارات وتبريرات بحماية الأقليات
رد المفتي الدعوة إلى نبذ الفتنة وتعزيز الوحدة الوطنية

مع تصعيد الموقف في الجنوب، تبقى أزمة سوريا حجر الزاوية في سياسة المنطقة المعقدة، ما يعني أن أي تدخل خارجي قد يفاقم الوضع ويدفع به نحو مستويات أكثر خطورة. ولكن يبدو واضحًا من الموقف السوري الرسمي أن أي سيناريوهات لتدويل القضية ستواجه برفض قاطع، مع التركيز على استعادة الاستقرار والحفاظ على الوحدة الوطنية في وجه كل محاولات التمزق المفتعلة. وهذا ما يعكس الرسائل المتكررة من دمشق إلى المجتمع الدولي والفاعلين الإقليميين.