«الذكاء الاصطناعي» يغير المشهد.. السعودية تعلن خطتها لموسم الحج 2025

تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة لتقديم تجربة حج استثنائية لضيوف الرحمن باستخدام تكنولوجيا متقدمة في موسم الحج 2025، حيث أعلنت وزارة الداخلية عن مبادرات قائمة على الذكاء الاصطناعي لتسهيل الإجراءات، تعزيز الأمن، وضمان سلامة الحجاج، كما شددت على فرض عقوبات صارمة للمخالفين لضمان الامتثال الكامل للأنظمة وتنظيم الحركة داخل مكة المكرمة.

الذكاء الاصطناعي في خدمة ضيوف الرحمن بموسم الحج 2025

يمثل الذكاء الاصطناعي محوراً رئيسياً في مبادرات موسم الحج 2025، وقد أكد العقيد طلال الشلهوب، المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، أن الوزارة قامت بإطلاق منصة “تصريح” بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، تتيح المنصة إصدار التصاريح إلكترونياً للمركبات والأجهزة الحكومية المشاركة، مما يسهم في تعزيز كفاءة الخدمات المقدمة للحجاج وتقليص الإجراءات الورقية المعقدة، بالإضافة إلى إدارة البيانات بدقة وتقليل الأخطاء البشرية.

كما تعمل هذه المنصة كجزء من منظومة متكاملة تعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الحجاج، تتبع تدفق الحركة داخل المشاعر المقدسة، والتعامل مع الأزمات بشكل فوري لضمان تجربة روحانية آمنة وسلسة، وقد أثبتت هذه التقنيات فعاليتها في إدارة الحشود والتحديات الأمنية المرتبطة بمواسم سابقة للحج.

إجراءات صارمة وعقوبات للمخالفين في الحج 2025

تناولت وزارة الداخلية أيضاً الإجراءات المشددة لضمان الالتزام الكامل بأنظمة وتعليمات الحج، حيث كشفت عن عقوبات صارمة تستهدف المخالفين ومنها الغرامات المالية التي تصل إلى 100 ألف ريال سعودي على الأفراد المخالفين، كما تواجه المركبات المستخدمة في نقل المخالفين مصادرة نهائية بموجب أحكام قضائية، وتفرض عقوبات إضافية على الجهات التي تؤوي المخالفين أو تسهم في مخالفة النظام.

تشمل هذه الإجراءات أيضاً منع دخول غير المصرح لهم إلى مكة المكرمة، وتحديداً حاملي التأشيرات المخصصة للزيارة، وهو ما يعزز من الانسيابية داخل العاصمة المقدسة ويقلل من الازدحام، هذه التدابير تهدف إلى تحقيق تجربة أكثر تنظيمًا وسلاسة لملايين الأشخاص الذين يأتون إلى المملكة لأداء مناسك الحج.

مؤتمر الاتصال الرقمي منصة لتعزيز الخبرات

شهد “مؤتمر الاتصال الرقمي” المنعقد في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة مشاركة واسعة ضمت أكثر من 140 باحثاً ومتخصصاً من 13 دولة، حيث تم استعراض موضوعات مثل الاتصال المؤسسي وتحسين استراتيجيات الإعلام في الأزمات وتوظيف الذكاء الاصطناعي، وحظيت الجلسات الحوارية بمساهمة خبراء من جهات أكاديمية ومهنية، مما أسهم في استعراض التجارب الناجحة في توظيف التقنيات الحديثة.

كما ناقش المؤتمر استراتيجيات تعزيز الأمن وتوظيف الاتصال الرقمي في مواسم الحج، حيث اعتبر منصة لتبادل الرؤى حول تحسين عمليات التنظيم والاتصال مع حجم الحشود الكبير، تجلى ذلك في توظيف أحدث تقنيات الاتصال المؤسسي المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى رفع كفاءة التنسيق الأمني والخدمي مع الحجاج.

تعكس هذه الاستراتيجيات والتدابير التزام المملكة بجعل موسم الحج أكثر أماناً وسلاسة باستخدام التقنيات المستقبلية، وهو ما يعزز من التجربة الروحانية للحجاج على مدى الأعوام القادمة.