«تصعيد خطير».. نتنياهو يتحدى جهود التهدئة: سنقاتل حتى تحقيق النصر

في ظل استمرار التوتر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، يتزايد التصعيد الميداني والسياسي مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمسكه بالحل العسكري لتحقيق “النصر الحاسم”، كما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي على أهمية التواجد العسكري في نقاط التماس الاستراتيجية. بينما تستمر جهود الوسطاء الدوليين للتوصل إلى هدنة مؤقتة، إلا أن الانقسامات العميقة تجعل الحسم بعيد المنال.

تصعيد نتنياهو: العمل العسكري ضرورة لتحقيق النصر الحاسم

جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهده بتحقيق النصر العسكري الحاسم ضد أعداء إسرائيل، مؤكدًا أن هذا الخيار هو الوسيلة الضرورية لبقاء دولته وفق تعبيره. في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية لضحايا الجيش الإسرائيلي، شدد نتنياهو على ضرورة التضحيات لتحقيق الأمن والاستقرار. هذه التصريحات تأتي في وقت تتصاعد فيه الأعمال القتالية داخل قطاع غزة والمناطق الحدودية الأخرى، حيث لا يبدو أن هناك بوادر لتراجع هذا التصعيد، بل على العكس، فالمؤشرات تؤكد توسع العمليات إذا فشلت المفاوضات الجارية.

وزير الدفاع الإسرائيلي يُعزز مسار التصعيد العسكري

من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن رؤية عسكرية حاسمة تستند إلى ضرورة تمركز الجيش الإسرائيلي في نقاط التماس الاستراتيجية من جنوب لبنان إلى غزة وسوريا، مؤكدًا أن الجيش لن يتراجع عن عملياته في غزة ولن يُقدم تنازلات خلال المواجهة مع الفصائل الفلسطينية. كما شدد على العبرة المستخلصة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023 في الاستمرار بالاستعداد لمواجهة طويلة الأمد لتحقيق أهداف إسرائيل الأمنية، التي تشمل السيطرة على المناطق الحيوية ومنع الفصائل من إعادة تسليح نفسها أو تحصين قواعدها العسكرية بأي طريقة كانت.

جهود التهدئة مقترح وقف لإطلاق النار لمدة 6 أشهر

تتواصل مساعي الوسطاء الدوليين لخفض التصعيد عبر طرح مقترحات لوقف إطلاق النار لفترة مؤقتة تستمر 6 أشهر، تتضمن خطوات لإعادة فتح معبر رفح وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ومع ذلك، تبرز عقبة كبرى تتجسد في مطالب الفصائل الفلسطينية بوقف كامل للحرب وانسحاب إسرائيلي شامل من القطاع. كما أثار النقاش حول تبادل الأسرى جدلًا واسعًا بين الأطراف المعنية، حيث تطالب حركة حماس بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين كشرط رئيسي بينما تصر إسرائيل على استرجاع جنودها دون تنازلات تهدد أمنها الاستراتيجي.

على الرغم من الترجيحات بسبب الضغوط الدولية المتزايدة للوصول إلى اتفاق، إلا أن المشهد الميداني لا يزال يتسم بتصعيد عسكري خطير، خاصة مع إعلان إسرائيل عن تعبئة جنود احتياط جدد، ما يشير إلى الاستعداد لتوسيع نطاق الهجمات البرية داخل القطاع، ما يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل أعمق وخلق بيئة معقدة سياسيًا وأمنيًا.