«أصوات رعب».. العاصفة الترابية تضرب سيوة وتزحف نحو باقي المحافظات

في ظل التأثيرات المناخية المتقلبة التي تشهدها مصر، تصدّر المنخفض الجوي الخماسيني الأحداث الجوية خلال الأيام الأخيرة. فقد نشرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية فيديوهات توثِّق نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة في واحة سيوة ومحافظة مطروح، حيث سجلت سرعات الرياح مستويات عالية بلغت 78 كيلومترًا في الساعة، ما أدى إلى انخفاض كبير في مستوى الرؤية الأفقية. يأتي ذلك في وقت يستعد فيه المواطنون لموجة طقس غير مستقرة قد تبلغ ذروتها قريبًا.

المنخفض الجوي الخماسيني وتأثيراته على الصحراء الغربية

المنخفض الجوي الخماسيني يمثل واحدة من الظواهر الجوية المعتادة التي تؤثر على مناطق واسعة من مصر، خاصة في الصحراء الغربية. وقد بدأ هذا المنخفض في التأثير على سيوة ومطروح، حيث حمل معه عاصفة ترابية عنيفة، مما جعل الأجواء هناك محمّلة بالرمال والأتربة. هذا المنخفض يتميز بسرعات رياح تتراوح بين 40 إلى 60 كيلومترًا في الساعة، مع إمكانات محدودة للرؤية بسبب الكثافة العالية للرمال المتطايرة، لذا أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية تحذيرًا واضحًا للمواطنين بشأن ضرورة توخي الحذر خلال التنقل أو القيادة.

تزامنًا مع ذلك، أظهرت مقاطع الفيديو التي نشرتها الهيئة هذا النشاط الجوي غير المعتاد في واحة سيوة، والتغيرات التي طرأت على الطقس هناك. كما أشارت الهيئة إلى احتمالية هطول أمطار تتراوح بين المتوسطة والغزيرة وقد تكون رعدية أحيانًا، ما يضيف عنصرًا آخر من عدم الاستقرار الجوي في المناطق المتأثرة.

تحذيرات هيئة الأرصاد واستجابة الجهات المختصة

استجابة لتحذيرات الأرصاد الجوية، أعلنت العديد من الجهات المسؤولة عن اتخاذ إجراءات للتأقلم مع الظروف الجوية المتوقعة. من بين هذه الإجراءات، قرار وزارة التربية والتعليم بتعطيل الدراسة على مستوى الجمهورية يوم الأربعاء، وذلك حرصًا على سلامة الطلاب والمعلمين من تأثيرات المنخفض الخماسيني. كما تم تأجيل جميع الاختبارات التي كانت مقررة في هذا اليوم إلى الأسبوع المقبل، في خطوة تهدف إلى تخفيف الآثار السلبية للعاصفة الترابية.

وفي سياق متصل، أثارت الهيئة تحذيراتها ليس فقط للطبيعة، وإنما أيضًا على الرؤية الأفقية والأضرار التي يمكن أن تُلحقها الرياح القوية بالمباني والمنشآت الخفيفة. وطالبت الهيئة المواطنين بتجنب الخروج إذا لم يكن هناك ضرورة ملحّة، مع ضرورة إغلاق النوافذ والابتعاد عن الأماكن منخفضة الأمان، خاصة في المناطق المكشوفة.

كيفية الوقاية أثناء الموجات الترابية

خلال مرور العواصف الترابية والمنخفضات الخماسينية، يُعتبر اتخاذ الاحتياطات اللازمة أمرًا أساسيًا لتجنب المخاطر الصحية والمادية. ومن بين النصائح المقدمة للمواطنين ارتداء الكمامات الطبية عند الخروج للحد من استنشاق الغبار، مع ضرورة استخدام النظارات الواقية للحفاظ على سلامة العينين. كما يُنصح بتغطية الأجهزة الإلكترونية الحساسة وإغلاق الأبواب بإحكام لمنع دخول الأتربة إلى المنازل.

كما يُفضل استخدام مرطبات الجو أو المكيفات المزودة بمرشحات للحفاظ على جودة الهواء داخل المباني. أما بالنسبة لقائدي السيارات، فيجب تقليل السرعة على الطرق لتجنب حوادث السير الناتجة عن انخفاض الرؤية الأفقية، مع تفعيل الأضواء الأمامية والخلفية عند القيادة في تلك الأجواء.

في النهاية، يبقى التكيّف مع التقلبات المناخية ضرورة حتمية، ويُعد وعي المواطنين وتفاعل المؤسسات من أولى الخطوات للتخفيف من آثار العواصف الخماسينية، خاصة مع توقعات استمرار عدم الاستقرار الجوي خلال الفترة المقبلة.