«استقرار مفاجئ» في سعر الذهب مع انحسار الطلب وهدوء التوترات التجارية

يشهد سعر الذهب تغيرات يومية تتأثر بالعديد من العوامل العالمية والإقليمية، وقد سجل الذهب خلال الفترة الأخيرة استقراراً نسبياً نتيجة مجموعة من التطورات الاقتصادية والجيوسياسية، حيث تأتي أسعار السبائك قرب 3316 دولاراً للأونصة بعد تراجعها قليلاً في الجلسة السابقة، مدفوعة بتحسن طفيف في شهية المخاطرة بسوق المال نتيجة تخفيف بعض الرسوم الجمركية وخطوات إدارية تسعى لدعم الاقتصاد.

تحليل أسعار الذهب وتأثير المفاوضات التجارية

يمكن ملاحظة أن المفاوضات التجارية تؤثر بشكل كبير على سوق الذهب، فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن تخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات المستوردة وأجزائها، مما أدى إلى تخفيف الضغط على الأسواق بشكل عام، ولكن الأمر لم يقلل كلياً من بريق الذهب كملاذ آمن في ظل عدم وجود اتفاقيات مستقرة مع الدول الكبرى مثل الصين والهند، واستمرار بعض التشككات حول النمو الاقتصادي العالمي وسوق العمل؛ حتى مع وجود إشارات على مرونة سعر الذهب وانخفاضه بنسبة 0.8% مؤخراً، إلا أن السوق لا يزال يشهد نشاطاً مدعوماً بمشتريات قوية من البنوك المركزية وصناديق الذهب المتداولة.

استثمارات الذهب وسط الظروف العالمية الحالية

لا يزال الذهب الخيار الأول للعديد من المستثمرين، خاصة مع التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، وقد سجلت الصناديق المتداوَلة المدعومة بالذهب زيادات كبيرة في تدفق الاستثمارات، مما ساعد في دفع أسعاره لبعض القفزات التاريخية التي تخطت 3500 دولار للأونصة لفترة زمنية قصيرة، بالإضافة إلى ذلك، فإنه من اللافت أن الصين تشهد زيادة في الطلب على الذهب لأغراض المضاربة، بينما شهدت ثقة المستهلك الأمريكي انخفاضاً ملحوظاً، الأمر الذي يعزز مكانة الذهب كاستثمار أكثر أماناً في زخم المتغيرات الاقتصادية الحالية؛ بالرغم من تحسن بعض عناصر الاقتصاد إلا أن حالة عدم اليقين ما زالت تدفع المزيد من المستثمرين للتوجه نحو المعدن الأصفر.

توقعات حركة الذهب المستقبلية في السوق

يتوقع الخبراء أن تستمر أسعار الذهب في الاستقرار النسبي مع حركات طفيفة صعوداً وهبوطاً، خاصة في ظل احتمالية استمرار الحروب التجارية بين الولايات المتحدة وبعض شركائها، وقد أشار الرئيس الأمريكي في تصريحاته الأخيرة إلى قرب إبرام صفقات مع دول مثل الهند وفرنسا، إلا أن الأسواق الصينية نفت وجود مفاوضات جارية، مما يضع مزيداً من الغموض حول توقعات السوق، وفي ظل هذه الظروف، تبقى البنوك المركزية لاعباً رئيسياً في دعم الطلب على الذهب، مما قد يتيح استقراراً خلال الفترة المقبلة في ظل تقلبات العملات الأخرى، ومع ذلك، فإن استقرار مؤشر الدولار سيظل مراقباً عن كثب مع تطورات السياسات النقدية التي قد تؤثر مباشرة على أسعار المعدن النفيس.