«تراجع ملحوظ» أسعار الذهب تنخفض مع انحسار التوترات التجارية العالمية

شهدت أسعار الذهب هبوطًا ملحوظًا اليوم، وذلك مع تقلص الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن نتيجة انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها العالميين، فيما ينتظر المستثمرون صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة من شأنها أن تحدد الاتجاه المقبل لسياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث سجل الذهب تراجعًا في المعاملات الفورية والعقود الآجلة مع صباح هذا اليوم.

تراجع أسعار الذهب اليوم وانعكاساتها الاقتصادية

انخفضت أسعار الذهب في السوق اليوم بشكل ملحوظ، حيث هبطت المعاملات الفورية بنسبة 0.8 بالمئة لتصل إلى 3314.65 دولار للأوقية، في حين شهدت العقود الآجلة تراجعًا بنسبة 0.7 بالمئة لتسجل 3324.20 دولار، ويرجع ذلك إلى التفاؤل النسبي الذي شهده السوق بسبب التوقعات الإيجابية حول قرب انتهاء التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من الدول الكبرى، مع تقديم شركاء تجاريين رئيسيين مقترحات تفضيلية لتخفيف الرسوم الجمركية المفروضة.

وقد أطلقت الصين مبادرات تقضي بإعفاء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الجمركية، مما عزز الآمال بتحقيق تقدم إيجابي في العلاقات الاقتصادية الثنائية، بينما تسعى إدارة الرئيس الأمريكي لتخفيف الرسوم على السيارات وقطع الغيار المحلية والأجنبية؛ ومع ذلك، لا تزال مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي قائمة، حيث يرى الخبراء أن السياسات التجارية الراهنة أسهمت في انخفاض ثقة قطاع الأعمال.

أسباب تراجع الذهب ومستقبل الأسعار

تشكل التغيرات في البيئة التجارية العالمية عاملاً رئيسيًا وراء الهبوط الذي شهدته أسعار الذهب اليوم، إذ تأثرت السوق بالتطورات الإيجابية التي عكست رغبة الأطراف المتنازعة في تهدئة الأوضاع، فضلاً عن تصاعد توقعات المستثمرين بانخفاض حدة الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية والصينية، كما سجل الذهب الأسبوع الماضي أعلى مستوياته بتجاوز 3500 دولار للأوقية نتيجة تصاعد المخاوف السياسية والمالية عالميًا، ولكن البيئة الحالية تشير إلى احتمالية عودة الاستقرار إلى الأسواق.

ورغم ذلك، تبقى القرارات الاقتصادية المقبلة من قبل الاحتياطي الفيدرالي مؤثرة بشكل كبير على أسعار الذهب، حيث إن تصريحات المسؤولين حول تقارير الوظائف ونفقات الاستهلاك المقرر صدورها قريبًا قد تحدد ملامح الأسواق للأيام القادمة، ومن المرجح أن تستمر البنوك المركزية في الأسواق الناشئة بتعزيز احتياطياتها من الذهب لدعم استقرار اقتصاداتها.

انعكاسات سوق المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر التراجع على أسعار الذهب فقط، بل شمل الأسواق الأخرى للمعادن النفيسة، حيث شهدت الفضة هبوطًا بنسبة 0.6 بالمئة لتسجل 32.98 دولار للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.2 بالمئة ليبلغ 984.65 دولار، وجاء البلاديوم أيضًا في دائرة الخسائر مسجلًا هبوطًا نسبته 0.5 بالمئة ليستقر عند 944.34 دولار، وتظل التوقعات مرتبطة بالعوامل الاقتصادية والسياسية الكبيرة التي تؤثر على الأسواق العالمية.

في النهاية، تبقى أسعار الذهب مرهونة بالتوترات التجارية وسياسات البنوك المركزية، حيث أن استمرار التحركات نحو تخفيف القيود التجارية يمنح الأسواق قدرًا من التفاؤل ولكن يتطلب متابعة حثيثة للتطورات الاقتصادية المقبلة.