«تراجع كبير» في أسعار النفط بسبب التوترات التجارية وضعف توقعات الطلب

شهدت أسعار النفط الخام تراجعًا ملحوظًا اليوم الثلاثاء وسط حالة من القلق بين المستثمرين بشأن تأثر الطلب على النفط بالاضطرابات الاقتصادية الناتجة عن الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.79٪ مسجلة 65.34 دولارًا للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.74٪ لتستقر عند 61.60 دولارًا للبرميل، وذلك بعد تسجيل خسائر كبيرة في تعاملات الاثنين.

انخفاض أسعار النفط وأسبابه

تواصل أسعار النفط تسجيل هبوط تدريجي نتيجة التصعيد في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين عالميين، فقد دفعت الرسوم الجمركية المفروضة من قبل الولايات المتحدة على السلع الواردة من الصين، وردود الصين بفرض رسوم على المنتجات الأميركية، إلى تراجع توقعات النمو الاقتصادي في العالم، إذ بات من الواضح أن البيئة الاقتصادية التي تعاني من اضطرابات تجارية متكررة تلقي بظلالها السلبية على معدلات الطلب على النفط الخام.

وتشير أحدث التحليلات إلى أن العديد من خبراء الاقتصاد يتوقعون أن تؤدي هذه الحرب إلى ركود اقتصادي عالمي، حيث أظهرت استطلاعات “رويترز” أن المخاوف تتزايد بشأن مستقبل النمو التجاري وتأثيره المتوقع على الصناعات الأساسية من بينها قطاع الطاقة، مما دفع المستثمرين إلى تقليل توقعاتهم للطلب على النفط.

تقلبات توقعات أسعار النفط مستقبلاً

في ضوء التطورات الجارية، خفض بنك “باركليز” توقعاته لسعر خام برنت لعام 2025 بمقدار أربعة دولارات ليصل إلى 70 دولارًا للبرميل، كما أرجعت التقارير هذا التخفيض إلى زيادة وتيرة الإنتاج في مجموعة “أوبك+”، الأمر الذي أسفر عن فائض معروض يصل إلى مليون برميل يوميًا، ولعل اجتماع أعضاء “أوبك” القادم سيحدد السياسات المستقبلية لتعزيز الأسعار أو المحافظة على استقرار السوق.

من جهة أخرى، تشير تقارير حديثة إلى ارتفاع مخزونات النفط الخام الأميركية بمقدار 500 ألف برميل وفقًا لتقديرات محللين في استطلاع “رويترز”، وبالنظر إلى هذه العوامل، فإن السوق قد تواجه مزيدًا من التقلبات في المرحلة المقبلة.

تأثير المخزون والاستراتيجيات الإنتاجية على السوق

الزيادة المرتقبة في مخزونات النفط الأميركية من شأنها أن تضغط على الأسعار في المستقبل القريب، خاصة مع تزايد إعلان الشركات الأميركية انخفاض تكاليف الإنتاج مما يعزز من قدرتها على المنافسة العالمية، كما ذكرت تقارير من معهد البترول الأميركي أن الأوضاع الحالية تشكل ضغطًا كبيرًا على الأسعار مع وفرة العرض وضعف الطلب. وتشير الأرقام الرسمية المنتظرة من إدارة معلومات الطاقة إلى أن البيانات قد تدعم هذا التوجه.

في النهاية، يبقى سوق النفط عرضة للتقلبات اعتمادًا على مدى تأثير العوامل الجيوسياسية والتجارية والاقتصادية، ما يجعل الحاجة للتنسيق بين الدول المنتجة أكثر أهمية لتحقيق استقرار طويل الأمد. لهذا، فإن مراقبة تطورات السوق واتجاهات العرض والطلب تعدّ المفتاح لفهم مستقبل الأسعار.