«صراع محتدم» كندا: الحزب الحاكم يعزز النفوذ وسط طموحات ترمب المتصاعدة

تم إعادة صياغة المقال بما يتلاءم مع شروطك تمامًا.

أسفرت الانتخابات العامة في كندا عن احتفاظ الليبراليين بقيادة رئيس الوزراء مارك كارني بالسلطة، رغم عدم تمكنهم من تحقيق حكومة أغلبية تتيح لهم التحكم الكامل دون الحاجة لدعم الأحزاب الأخرى. ومع فرز الأصوات، حصد الليبراليون 156 مقعداً فيما جمع المحافظون 145 مقعدًا، مما يجعل هذه التشكيلة البرلمانية واحدة من الأكثر تنافسًا. ومع ذلك، يبدو أن تشكيل حكومة مستقرة سيواجه تحديات كبيرة بسبب هيمنة المعارضة على جزء كبير من المقاعد.

الليبراليون يواجهون تحديات مع كولومبيا البريطانية

مقاطعة كولومبيا البريطانية، الواقعة في أقصى غرب البلاد، قد تكون العامل الحاسم في ستراتيجية الليبراليين لتشكيل حكومة مستقرة. الأرقام الحالية تشير إلى أن الليبراليين سيطروا على غالبية المقاعد في هذه المقاطعة، وسط تضارب توقعات الشبكات المحلية مثل CTV News حول قدرتهم على تحقيق أغلبية برلمانية. هذه النتيجة تضع حكومة مارك كارني في مأزق يتطلب تعاوناً مع الأحزاب الصغيرة لإدارة الملفات الاقتصادية الملحة، خاصة مع التحديات التجارية القادمة من الولايات المتحدة.

تهديدات ترمب وتأثيرها على الاقتصاد الكندي

التصعيد التجاري الذي قاده الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كان من أبرز قضايا الحملة الانتخابية، إذ تعهد كارني بالتصدي لهذه السياسات التي أثرت بشدة على الاقتصاد الكندي. فرض الرسوم الجمركية على منتجات رئيسية مثل السيارات الصنع الكندي أضر بالقطاع الصناعي وأشعل شعوراً بالوطنية داخل كندا. من ناحية أخرى، ظهر كارني كالقائد الأنسب لإدارة هذه الأزمة معتمداً على خبرته مع الأزمات الاقتصادية حين أدار “البنك المركزي الكندي” و”بنك إنجلترا”. هذه الخبرة جعلته قادراً على تحسين الخطاب الدبلوماسي الاقتصادي مع واشنطن، مع تحسين قدرة بلاده للتفاوض في الملفات الحساسة.

مستقبل الحكومة الكندية في ظل حُكم الأقلية

حكم الأقلية يُعتبر تحدياً أمام الحكومات الكندية، حيث نادراً ما تدوم مثل هذه الحكومات أكثر من عامين ونصف. الليبراليون بقيادة كارني بحاجة لدعم الأحزاب الصغيرة لتمرير القوانين وإدارة المفاوضات التجارية ليظل الاقتصاد الكندي مستقراً. معظم المحللين يرون أن هذه الحكومة قد لا تكون قادرة على تطبيق كافة الوعود الانتخابية. في الوقت نفسه، أظهر المحافظون، كأكبر قوى المعارضة، استعداداً للقفز إلى المشهد السياسي في حال أخفقت سياسة الليبراليين، مما قد يعيد البلاد لدائرة جديدة من الانتخابات.

على الرغم من أن المشهد السياسي يبدو معقداً، فإن نجاح كارني في التعامل مع الملفات الشائكة، مثل فرض الرسوم الجمركية وانتعاش الاقتصاد، قد يكون مفتاح استقرار الحكومة الحالية. بالتالي، يبقى التعاون مع المعارضة وتحقيق التوازن بين الملفات الداخلية والخارجية أمراً ضرورياً في الفترة المقبلة.