«الإعلام الجديد» محور جلسة نقاشية تكشف تأثيره في تشكيل الثقافة المجتمعية

في إطار فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب، نظمت وزارة الإعلام جلسة حوارية بعنوان “الإعلام الجديد ودوره في تشكيل الثقافة المجتمعية”، بمشاركة أكاديميين وخبراء في الشأن الإعلامي والثقافي، حيث ناقشت الجلسة تأثير الإعلام الجديد على الأنماط الفكرية والاجتماعية في المجتمع، ومستقبل الإعلام الرقمي ودوره في تعزيز الهوية الوطنية والقيم الإيجابية.

الإعلام الجديد وأثره في تشكيل الثقافة المجتمعية

شهد الإعلام الجديد تطورًا هائلًا في السنوات الأخيرة، مما جعله لاعبًا محوريًا في إعادة تشكيل الهوية الثقافية وصياغة الثقافة المجتمعية، ويتفق الخبراء على أن هذه الأدوات الإعلامية الرقمية باتت تؤثر بشكل كبير في نشأة الوعي لدى مختلف شرائح المجتمع، خاصة الشباب. كما تسعى الجهات المعنية إلى تعزيز تفعيل هذه الأدوات في دعم القيم الثقافية والوطنية، من خلال تطوير مهارات استخدام وسائل الإعلام الرقمي بشكل واعٍ ومدروس، حيث أشار هلال بن سالم الهلالي إلى أن التقنيات الحديثة، مثل البودكاست والمنصات الرقمية، تُتيح الإمكانية لاستثمار الثراء الثقافي، بما يخدم الأدوار الاجتماعية والتعليمية والمجتمعية في سلطنة عُمان؛ بينما دعا الخبراء إلى ضرورة وضع إطار شامل يضمن توجيهًا مناسبًا لهذه التقنيات بما يعزز من رسالة الإعلام.

التربية الإعلامية ودورها في التوعية الثقافية

ناقش المشاركون في الجلسة أهمية التربية الإعلامية كمفهوم أساسي لرفع مستوى الوعي الإعلامي لدى أفراد المجتمع، وأكد الدكتور خميس بن سليم أمبوسعيدي أن هذه الأدوات يجب استثمارها بحكمة نظرًا لصعوبة السيطرة على المحتوى الإعلامي بسبب الانفتاح الرقمي، مشيرًا إلى ضرورة إدماج التربية الإعلامية في المناهج التعليمية، بما يزود الجيل الشاب بالقدرة على التفاعل النقدي مع المضمون الذي يتلقونه عبر الإنترنت، كما سلط الضوء على ظاهرة المؤثرين وضرورة التعامل المدروس معها، خاصةً أن الشباب يميلون لتقليد هؤلاء المؤثرين مما يتطلب تعزيز الوعي النقدي والمجتمعي تجاههم، كل ذلك يسهم في تشكيل وعي إعلامي مسؤول ومتوازن يواكب تحديات العصر.

الإعلام الرقمي وتعزيز الهوية الوطنية

أكدت الجلسة أن الإعلام الرقمي يُعد وسيلة رئيسية لتعزيز الهوية الوطنية، حيث يمكن استخدامه لنشر القيم الوطنية والثقافية وتعزيز الروابط المجتمعية، كما ركز المتحدثون على أهمية إقامة برامج ودورات تدريبية تهدف إلى رفع كفاءة الإعلاميين، وتطوير مهاراتهم لمواكبة التطورات التقنية. إضافة إلى ذلك، تم تسليط الضوء على بعض التجارب الإقليمية الناجحة في توظيف الإعلام الرقمي لدعم القيم الثقافية وتعزيز الحوار البناء بين الثقافات؛ مما يجعل الإعلام الجديد أداة فعالة في بناء الوعي الفردي والجماعي وتحقيق التنمية الثقافية في سلطنة عُمان.