«أسباب مؤلمة».. وفاة أمح الدولي تهز جماهير الأهلي وحبيب الملايين

فقدت الساحة الرياضية وجماهير النادي الأهلي رمزًا من رموز الحماس والتشجيع، حيث رحل عن عالمنا محمد أحمد عبدالغني، المعروف باسم «أمح الدولي»، الشخصية المحبوبة التي أضافت البهجة إلى مباريات القلعة الحمراء. قوبل خبر وفاته بحزن عميق بين محبيه وأصدقائه، حيث أُعلن عن موعد صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر بمسجد السيدة عائشة، في وداع مؤثر لهذا الرمـز الكبير.

أسباب وفاة «أمح الدولي»

شهدت الأيام الأخيرة لـ«أمح الدولي» تدهورًا صحيًا كبيرًا نتيجة حادث أليم، حيث تعرض لسقوط تسبب في كسر شديد بالعمود الفقري، مما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، إلا أن شقيقه أشار إلى أن العلاج المقدم لم يكن كافيًا لعلاج حالته. هذا الأمر أدى إلى مضاعفات خطيرة تضمنت شللاً مؤقتًا وظهور جلطة دموية صاحبتها أعراض التهاب رئوي حاد، وجراء ذلك، خضع «أمح» لعملية جراحية دقيقة في العمود الفقري، ولكن صحته تدهورت بشكل مفاجئ قبل أن يرحل تاركًا أثرًا لا يُمحى بين محبيه.

وكان شقيق «أمح الدولي» قد نشر مقطع فيديو قبيل الجراحة دعا فيه إلى الدعاء لشفائه، حيث ظهر «أمح» مرتديًا قميصه المعتاد الذي يحمل شعار النادي الأهلي، مما أظهر مرة أخرى مدى ارتباطه بـ«القلعة الحمراء». ورغم الجهود العلاجية المكثفة للعملية، لم تتحسن حالته وتوفي تاركًا مأساة لكل مَن عرفه أو تتبع مسيرته.

من هو «أمح الدولي»؟

يُعتبر محمد أحمد عبدالغني، أو كما يُطلق عليه «أمح الدولي»، أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في عالم التشجيع الرياضي، على الرغم من كونه من ذوي الهمم. اشتهر بشخصيته العفوية وروحه المرحة التي ساهمت في ترسيخ انتمائه لجماهير النادي الأهلي، ولم يكن مجرد مشجع عادي، بل أصبح أيقونة للجماهير الكروية، خاصة بعد أن تمكن من إقامة علاقات قوية مع أبرز لاعبي النادي مثل محمود كهربا وحسين الشحات وأحمد الشيخ.

ورغم معاناته، تمتع «أمح الدولي» بإرادة فولاذية، حيث واجه تحديات صحية كبيرة. فقد تعرض خلال حياته للعديد من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، إلى جانب إصابته بجلطتين والتهابات رئوية متكررة. كما عانى نفسيًا في بعض مراحل حياته، خصوصًا عند منعه من حضور مباريات النادي الأهلي. لكنه في المقابل، أثبت أن الإصرار والتفاؤل هما مفتاح النجاح حتى في أصعب الظروف.

إنجازات «أمح الدولي» وتأثيره في المجتمع الرياضي

لا تقتصر شهرة «أمح الدولي» على مدرجات الأهلي فقط، بل تجاوزت ذلك لتصل إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث حققت قناته على «يوتيوب» نجاحًا كبيرًا، متجاوزة 17 مليون مشاهدة في أقل من عام، عبر مقاطع تُظهر طاقة إيجابية بالرغم من التحديات التي واجهها. وقد حصل على الدرع الفضي من “يوتيوب” ليكون نموذجًا يُحتذى به لمواجهة الصعوبات بالصبر والإبداع.

ومن خلال مسيرته، ألهم «أمح الدولي» الكثيرين من ذوي الهمم ومن جماهير الرياضة عامة، مؤكدًا أن الحدود الجسدية قد تكون هي الدافع لتحقيق الأهداف، وليس العائق. كانت قصته مليئة بالصعوبات ولكنه استطاع التعامل معها، مما جعله رمزًا لكل محب للنادي الأهلي ولكل مَن يسعى لنشر البهجة رغم الأوقات الصعبة. ومع وفاته، يخسر المجتمع الرياضي شخصية استثنائية تركت بصمة محبة لا تُنسى.