«صراع ناري» شباب قسنطينة يواجه نهضة بركان في نصف نهائي الكونفدرالية

شهدت أحداث الشوط الأول من مباراة شباب قسنطينة الجزائري ونهضة بركان المغربي ضمن إياب نصف نهائي بطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية، تعادلاً سلبيًا على أرضية ملعب الشهيد حملاوي، حيث يسعى كل من الفريقين لتقديم أفضل أداء رغم الصعوبات المختلفة، إلا أن نتيجة الذهاب التي انتهت لصالح نهضة بركان جعلت اللقاء أكثر هدوءاً نسبياً، ما يزيد من التكهنات حول هوية المتأهل للنهائي.

تشكيل نهضة بركان في مباراة شباب قسنطينة

نهضة بركان دخل المباراة بتشكيلة متوازنة، حيث يركز المدرب على تعزيز الدفاع مع استغلال الفرص الهجومية، وقد جاءت التشكيلة كالتالي: في حراسة المرمى، المحمدي؛ في خط الدفاع، تواجد عسال، تاحيف، الموساوي، ومنعوت، أما خط الوسط فقد شهد مشاركة كل من كامارا، لبحيري، خيري، وميهري، بينما اعتمد الفريق في خط الهجوم على زغودي ولمليوي. هذه التشكيلة المثالية تعكس رؤية المدرب في تأمين الطرق الدفاعية لاستغلال أفضلية نتيجة الذهاب.

رغم الأداء الدفاعي المحكم، إلا أن شباب قسنطينة حاول الضغط الهجومي لكن دون جدوى، حيث بدت محاولاتهم في الشوط الأول ضعيفة نسبياً، بينما نجحت خطوط نهضة بركان في إحكام السيطرة على مناطقهم، ما جعل المباراة تتسم بتوازن دفاعي شديد وغياب الفرص الخطيرة للطرفين، وهو ما يُظهر جدية النهج الممتاز لطرفي المواجهة.

المسيرة التاريخية لفريق نهضة بركان في الكونفدرالية

فريق نهضة بركان يعتبر أحد الأندية الأكثر تألقاً في تاريخ بطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية، حيث أحرز اللقب مرتين عامي 2020 و2022، كما تأهل إلى المباراة النهائية في أعوام 2019 و2024، ويقترب من تحقيق رقم قياسي جديد عبر الوصول إلى النهائي للمرة الخامسة في آخر 7 سنوات، ما يُبرز مدى تطور النادي وقدرته على التنافس قارياً. مثل هذه النتائج لم تكن لتتحقق بدون الخبرة الفنية للمدرب التونسي معين الشعباني، الذي قاد الفريق لنجاحات عديدة مؤخراً، أبرزها التتويج بالدوري المغربي لأول مرة في تاريخه، مما جعله يعيش فترة ذهبية واستثنائية.

تتميز فرق مثل نهضة بركان بامتلاكها منظومة تكتيكية متطورة، تعتمد على تنوع الخيارات الهجومية والصلابة الدفاعية، مما يجعلها قادرة على مواجهة الفرق القوية وإحداث الفارق بمختلف المباريات، ويمتاز النهضة أيضاً بجماهيره العريضة وشعبيته في المغرب وخارجه، مما يدعمه بقوة في منافسته القارية.

تحديات الأجواء الحماسية في الملاعب الجزائرية

رغم التفوق العريض لصالح نهضة بركان في الذهاب بنتيجة أربعة أهداف نظيفة، إلا أن الفريق واجه تحديات نفسية وجماهيرية كبيرة أثناء خوض مباراة الإياب على ملعب الشهيد حملاوي، حيث تعرف الملاعب الجزائرية بأجوائها الحماسية وصعوبة المباريات التي تقام هناك. جميع هذه العوامل دفعت الجهاز الفني للفريق إلى وضع خطة صارمة تُساعد اللاعبين على التماسك وعدم الانسياق خلف ضغط الجماهير.

من الجدير بالذكر أن المواجهات بين الفرق الجزائرية والمغربية في المنافسات القارية تحمل طابعاً مميزاً بسبب العراقة الكروية والندية الشديدة بين الطرفين، ما يجعل لهذه اللقاءات أبعاداً أكبر من مجرد التنافس الرياضي، حيث تتسم عادة بالإثارة والحماس، وتظل الذاكرة مليئة بالعديد من المواجهات المشابهة التي تركت بصمة خاصة في تاريخ الكرة الأفريقية.