ذكرى نياحة البابا شنودة الثالث قديس العصر ومعلم الأجيال – العظيم في البطاركة

ولد قداسة البابا شنودة الثالث، المعروف بمنارة الإيمان والمحبوب الملايين، كطفل يتيم واجه تحديات كبيرة منذ بدايات حياته، ليفقد والديه في صغره ويتم تربيته على يد أخيه الأكبر. رغم هذه الظروف الصعبة، شق طريقه ليُصبح من أعظم القادة الروحيين، معلماً للمسكونة وملقباً بـ”ذهبي الفم الثاني.”

ولد يتيماً ولكنه صنع تاريخاً

ترعرع قداسة البابا شنودة الثالث، واسمه الأصلي نظير جيد روفائيل، في ظل ظروف استثنائية. فقد والدته بعد أيام من ولادته، ولم ينعم بحنان الأب إذ توفي والده أيضاً وهو في سن الثانية عشرة. تولى أخوه الأكبر مسؤوليته، ليظهر القدر الإلهي دوره بتنشئة هذا الرجل الفريد الذي أصبح فيما بعد أباً روحياً للملايين، حاملاً رسائل المحبة والسلام للشعوب. بفضل رؤيته العميقة وحكمته تألّق كبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، متجسداً في أخلاق وسيرة الرسل القديسين.

بابا العرب.. شخصية استثنائية

أطلق على قداسة البابا شنودة الثالث لقب “بابا العرب” عرفاناً بدوره الفريد وحبه للجميع، مسيحياً كان أم مسلماً. تأثيره انتشر واسعاً بفضل عظاته المستمدة من الكتاب المقدس، والتي بلغت الآلاف، إضافة إلى إصداره عدداً كبيراً من الكتب الروحية. كان البابا شنودة نموذجاً لرجل الإنجيل الحي، محامياً عن الإيمان، يُلقب بـ”أثناسيوس القرن العشرين.” اشتهرت ابتسامته ودفء شخصيته حيث ترك أثراً روحياً عميقاً في قلوب محبيه، وعبّر عن أمله الدائم بشعاره الشهير “ربنا موجود.”

إنسانية استثنائية وحبّ للفقراء

تمتع البابا شنودة بعبقرية الصلة بالآخرين، حيث كان مُحباً وعطوفاً للصغير والكبير. أولى عناية خاصة لأخوة الرب واليتامى، ولم تغب أعماله الخيرية عن الأضواء. قفشاته اللطيفة وضحكته النقية كانت تُحبّب الناس فيه، بينما قوة شخصيته كانت تظهر في أوقات الشدة مدافعاً جسوراً عن الكنيسة وشعبها. خلال الأزمات، كان يعتكف للصلاة والبحث عن حلول من السماء، مما أكسبه احتراماً عميقاً كقائد روحي استثنائي.
سيبقى قداسة البابا شنودة الثالث أيقونة للقيادة الإنجيلية والإنسانية، قدوة ومصدر إلهام للأجيال المقبلة.