قفزة تاريخية للذهب.. مكاسب الفضة تتجاوز 150% وسط تحولات كبرى بأسواق المعادن

توقعات أسعار الذهب والفضة في عام 2026 تمثل الشغل الشاغل للمستثمرين الذين يراقبون تحركات الأسواق العالمية والتقلبات الجيوسياسية الراهنة، حيث يتجه المعدنان الثمينان نحو إنهاء عام 2025 بمكاسب تاريخية تعوض التراجعات الحادة التي حدثت في الأسابيع الأخيرة؛ ما يعكس ثقة الصناديق الاستثمارية في الملاذات الآمنة وقت الأزمات الاقتصادية، وسط حالة من الضبابية التي تغلف المشهد السياسي والمالي إقليميًا ودوليًا.

أداء الذهب والفضة ومحركات توقعات أسعار الذهب والفضة في عام 2026

شهدت الأسواق أداءً استثنائيًا خلال الأشهر الماضية؛ إذ يظهر الجدول التالي مقارنة دقيقة بين مستويات الأداء السنوي والتذبذبات السعرية التي سجلها المعدنان بناءً على البيانات المتوفرة والتحليلات الفنية قبل الدخول في العام الجديد:

المعدن الثمين نسبة الارتفاع السنوي (2025) أعلى مستوى مسجل (للأونصة) السعر الحالي (تقريبي)
الفضة الفورية 150% تقريبًا 80 دولار 71.80 دولار
الذهب الفوري 64% تقريبًا 4,500 دولار 4,300 دولار

إن الارتفاع الذي حققته الفضة بنحو 150% منذ مطلع العام جعلها تتفوق بوضوح على مؤشرات الأسهم العالمية والعملات الصعبة، ورغم التصحيح السعري الذي خفض قيمتها من مستوى 80 دولارًا التاريخي الذي سجلته في أواخر ديسمبر، إلا أن الأساسيات الاقتصادية تدعم استقرارها فوق مستويات 71 دولارًا حاليًا؛ في حين أن الذهب استفاد بدوره من وتيرة المشتريات الضخمة التي نفذتها البنوك المركزية الكبرى، وهو ما رفع قيمته بنسبة 64% بفضل العزوف عن المخاطر، رغم تراجعه الطفيف من عتبة 4,500 دولار إلى حدود 4,300 دولار للأونصة.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب والفضة في عام 2026 والطلب الصناعي

تستند توقعات أسعار الذهب والفضة في عام 2026 إلى مجموعة من المعطيات الجوهرية التي تمنع الانهيار السعري وتدفع نحو مستويات قياسية جديدة، فالفضة بدأت تُعامل كمعدن حيوي استراتيجي في الولايات المتحدة مع استمرار الفجوة بين العرض والطلب؛ حيث تراجعت المخزونات العالمية إلى مستويات دنيا غير مسبوقة تاريخيًا بالتزامن مع دخولها الكثيف في الصناعات التقنية، وهذه الظروف تتقاطع مع ما يحدث في الأسواق المحلية مثل مصر التي شهدت مكاسب سنوية للفضة بلغت 169% رغم بعض التراجعات المؤقتة، وأيضًا في سوريا حيث يعمق الذهب خسائره محليًا متأثرًا بالتحركات الطفيفة لليرة أمام الدولار الأمريكي.
تتضمن الأسباب الرئيسية لاستمرار الصعود ما يلي:

  • زيادة الطلب الصناعي على الفضة باعتبارها مكونًا أساسيًا في تكنولوجيا الطاقة المتجددة.
  • استمرار البنوك المركزية في تنويع احتياطياتها بعيدًا عن العملات التقليدية والتركيز على السبائك.
  • الاضطرابات الجيوسياسية العالمية التي تجبر رؤوس الأموال على التوجه نحو استثمارات منخفضة المخاطر.
  • تراجع المعروض من المناجم الكبرى نتيجة قيود الإنتاج وارتفاع تكاليف الاستخراج.

الرؤية التحليلية وتوقعات أسعار الذهب والفضة في عام 2026 للمؤسسات الدولية

تشير مذكرات بحثية صادرة عن مؤسسات مالية كبرى مثل “إتش إس بي سي” إلى أن التفاؤل يسيطر على توقعات أسعار الذهب والفضة في عام 2026 بشكل كبير، فقد رفع محللو البنك توقعاتهم للمعدن الأصفر مرجحين وصول الأونصة إلى حاجز 5,000 دولار في العام بعد المقبل بسبب اتساع دائرة عدم اليقين العالمي؛ ويدعم هذا التوجه قناعة الخبراء بأن العوامل المحفزة التي سيطرت على عام 2025 ستظل فعالة وقوية خلال الفترات القادمة، مع احتمال أن تلحق معادن أخرى مثل النحاس والبلاتين والبلاديوم بركب المكاسب السنوية القوية، لتشكل منظومة متكاملة من الأصول النفيسة التي تحمي المحافظ الاستثمارية من التضخم أو الانهيارات المالية المفاجئة.

تظل توقعات أسعار الذهب والفضة في عام 2026 مرتبطة بقوة الطلب الفعلي والمخاطر السياسية المستمرة، ما يجعل العام القادم محطة محورية في تاريخ تداول المعادن التي أثبتت جدارتها كخيار أول للمستثمرين حول العالم.