توقعات قاتمة للدولار.. اليورو يقود قمة أداء العملات العالمية خلال عام 2025

الطلب القياسي على السبائك الذهبية هو المحرك الأساسي لأسواق المعادن النفيسة في نهاية عام 2025، حيث تعكس التحركات الأخيرة في الأسواق العالمية حالة من الترقب الكبير بين المستثمرين؛ فقد شهدت أسعار المعدن الأصفر تراجعاً ملحوظاً في السوق الأوروبية خلال تعاملات يوم الأربعاء مستأنفة بذلك خسائرها التي توقفت بشكل مؤقت، ليسجل الذهب أدنى مستوياته في أسبوعين كاملين بالتزامن مع اشتداد عمليات جني الأرباح والتصحيح السعري قبل إغلاق العام، وسط ضغوط متزايدة ناتجة عن قوة الدولار الأمريكي الذي يتصدر المشهد حالياً مقابل سلة من العملات الرئيسية.

تحليل أداء الطلب القياسي على السبائك الذهبية والأسعار اليومية

شهدت أسعار المعدن النفيس خلال الساعات الماضية تراجعاً بنسبة 1.5% لتصل إلى مستوى 4,274.23 دولاراً للأونصة، وهو المستوى الأدنى للمعدن منذ منتصف شهر ديسمبر الجاري، مقارنة بسعر الافتتاح الذي بلغ 4,339.10 دولاراً؛ وبالرغم من أن الذهب سجل أعلى قمة له عند 4,373.24 دولاراً خلال الجلسة، إلا أن ضغوط البيع كانت أقوى من محاولات الارتفاع، ويأتي هذا بعد جلسة الثلاثاء التي حقق فيها الذهب مكاسب طفيفة بنحو 0.2% فقط، وذلك عقب تعرضه لأكبر خسارة يومية منذ شهر أكتوبر الماضي بنسبة بلغت 4.45% يوم الاثنين، حيث بدأت موجة التصحيح من القمة التاريخية غير المسبوقة التي بلغت 4,550.04 دولاراً للأونصة، مما دفع المستثمرين لإعادة تقييم مراكزهم المالية وضخ السيولة نحو الأصول البديلة.

المؤشر السعري القيمة (دولار أمريكي)
أعلى مستوى في 2025 4,550.04 $
سعر تداول الأربعاء 4,274.23 $
سعر الافتتاح 4,339.10 $
حيازات صندوق SPDR 1,071.99 طن

العوامل المؤثرة على الطلب القياسي على السبائك الذهبية والدولار

يرتبط تراجع الأسعار الحالي بقوة مؤشر الدولار الذي ارتفع بنسبة تجاوزت 0.2% مسجلاً أعلى مستوى له في أسبوع عند 98.44 نقطة، وهذا الصعود يأتي مدفوعاً بنتائج محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير الذي كشف عن انقسام واضح في الآراء؛ فرغم خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 3.75%، إلا أن المعارضة من ثلاثة أعضاء شكلت أكبر انشقاق منذ عام 2019، مما يشير إلى توجه الفيدرالي نحو التريث وتثبيت الفائدة لفترة أطول في عام 2026، وقد أدى ذلك إلى استقرار توقعات الإيقاف المؤقت لخفض الفائدة في يناير المقبل عند نسبة 84% وفق أداة “فيد ووتش”، وهو ما يضع ضغوطاً إضافية على المعدن الذي لا يدر عائداً مقارنة بالعملة الأمريكية التي تستفيد من سياسات التشدد النقدي الحذرة.

ويرى المحلل الاقتصادي روس نورمان أن التقلبات الحادة الحالية ناتجة عن تداخل عمليات جني الأرباح مع فتح مراكز شرائية جديدة، مشيراً إلى أن العوامل الجيوسياسية وضغوط سلاسل التوريد والرسوم الجمركية ستظل تدعم الأسواق؛ وتتضمن أسباب هذا التفوق التاريخي في الأداء السنوي ما يلي:

  • استمرار البنوك المركزية في نهج “إلغاء الدولرة” وتكديس احتياطيات الذهب بمستويات تاريخية.
  • انخفاض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن نتيجة التحول العام نحو خفض التكاليف الائتمانية عالمياً.
  • تعاظم دور الذهب كدرع واقٍ وملاذ آمن وحيد في مواجهة العقوبات الاقتصادية والنزاعات المسلحة.
  • التحوط من تآكل القوة الشرائية للعملات الورقية في ظل تنامي الديون السيادية والضغوط التضخمية.
  • الندرة المادية الناتجة عن صعوبة زيادة الإنتاج المنجمي وارتفاع تكاليف الاستخراج والطاقة.

توقعات عام 2026 واستمرار الطلب القياسي على السبائك الذهبية

بالرغم من التراجعات الفنية المؤقتة، ينهي الذهب عام 2025 بمكاسب سنوية استثنائية تتجاوز 64% في أفضل أداء له منذ أواخر السبعينات، مدعوماً ببقاء حيازات صندوق “SPDR Gold Trust” عند أعلى مستوياتها منذ سنوات طويلة؛ وتؤكد القراءة الفنية أن السعر لا يزال يرتفع بتأثير دعمه الحالي رغم موجة التصحيح، حيث يتوقع الخبراء أن يشهد عام 2026 صراعاً دولياً على بناء المخزونات الاستراتيجية، خاصة في ظل السياسات التجارية المتقلبة والمخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي الأمريكي تحت إدارة “ترامب”، مما يجعل التراجع الحالي مجرد استراحة محارب في مسار صاعد يستهدف مستويات قياسية جديدة، فالبيئة النقدية المعقدة والاضطرابات الاقتصادية تضمن بقاء الذهب الخيار الأول لتأمين الثروات واستدامة الاستثمارات طويلة الأمد في المستقبل القريب.