أرقام تاريخية.. اليوان الصيني يحقق أعلى قفزة في قيمته أمام الدولار منذ سنوات

سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار يشهد تطورات دراماتيكية في الأسواق العالمية مؤخراً، حيث نجحت العملة الصينية في اختراق حاجز الـ 7 يوانات للدولار الواحد بمنتصف تعاملات الأسبوع، محققة بذلك قفزة نوعية هي الأولى من نوعها منذ قرابة عامين ونصف، وهو ما يضع اليوان في مسار تصاعدي واثق نحو تسجيل أقوى أداء سنوي له منذ عام 2020، مدعوماً بتضافر عوامل اقتصادية محلية ودولية ساهمت في تعزيز قيمته السوقية بشكل ملحوظ أمام العملة الأمريكية المتعثرة.

أسباب قفزة سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار

تضافرت مجموعة من العوامل الاقتصادية التي أدت إلى تسارع وتيرة صعود العملة الوطنية في الصين خلال الأيام الأخيرة؛ فمن جهة أسهم الضعف العام في مؤشر الدولار الأمريكي في منح العملات الآسيوية مساحة للتنفس، ومن جهة أخرى شهدت الأسواق زيادة كبيرة في عمليات التسوية الموسمية للعملات الأجنبية من قبل الشركات المصدرة، فضلاً عن الانتعاش الملحوظ في ثقة المستثمرين التي تأثرت إيجاباً ببيانات النمو القوية غير المتوقعة في النشاط الصناعي الصيني، مما أعطى انطباعاً واضحاً بأن الاقتصاد قد بدأ فعلياً في استعادة زخمه المعهود، وهو ما انعكس بشكل مباشر وفوري على تحركات سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار في تداولات السوق الفوري والمستقبلي على حد سواء، حيث يسعى الفاعلون الاقتصاديون لاقتناص فرص الارتفاع وسط مؤشرات تفاؤل قوية بمستقبل الاقتصاد الكلي للصين وقدرته على تجاوز التحديات السابقة.

رقابة البنك المركزي وتحركات سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار

على الرغم من هذا الأداء القوي، تبدي السلطات النقدية الصينية حذراً واضحاً وتراقب عن كثب وتيرة هذا الارتفاع السريع؛ إذ قام بنك الشعب الصيني باتخاذ خطوات تهدف لتهدئة المخاوف من التقلبات الحادة من خلال تثبيت السعر المرجعي عند مستويات أضعف قليلاً من التوقعات، تزامناً مع رسائل إعلامية عبر صحيفة الشعب الرسمية تدعو الشركات والمستثمرين لتوخي الحذر والعقلانية في تقدير صعود سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار، محذرة من أن المسار المستقبلي يبقى رهيناً بمتغيرات السوق السياسية والاقتصادية المعقدة، وفيما يلي أبرز التوجهات التي تحكم الرؤية الرسمية الحالية:

• الحث على الحفاظ على منظور عقلاني تجاه تقلبات العملة وتجنب الرهان باتجاه واحد.
• التأكيد على أن العوامل السياسية الدولية تلعب دوراً موازياً لعوامل السوق في تحديد القيمة.
• استخدام آلية التثبيت اليومي لضبط إيقاع التداول ومنع المضاربات المفرطة التي تضر بالاستقرار.

المؤشرات الفنية وتوقعات سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار

تشير البيانات الفنية إلى أن بنك الشعب الصيني حدد السعر الوسيط عند 7.0288 لليوان، وهو مستوى قوي تقنياً مقارنة بالأشهر الماضية، لكنه ظل أقل من التقديرات المستقلة التي كانت تترقب ملامسة 6.9945، مما يعكس رغبة “بكين” في عدم تجاوز الخطوط الحمراء سريعاً، وأوضح المحللون في بنك “بي إن واي” أن هذا التثبيت يحمل دلالات استراتيجية عميقة في ظل كسر حاجز الـ 7.00 النفسي، مؤكدين أن غياب خط سعر صرف محدد يتيح مرونة أكبر في التعامل مع التدفقات النقدية الضخمة الناتجة عن الصادرات التي تجاوزت قيمتها تريليون دولار لأول مرة، مما يمهد الطريق لسيناريوهات مستقبلية متفائلة بشأن سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار خلال السنوات القادمة.

يرى خبراء بنك تشاينا ميرشنتس أن استمرار فائض التجارة عند مستوياته المرتفعة سيوفر سيولة دولارية هائلة في الحساب الجاري، مما يدعم استقرار سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار على المدى الطويل، ورغم احتمالات التراجع التدريجي خلال بعض فترات العام المقبل، إلا أن الرؤية العامة تظل إيجابية للغاية بفضل الصادرات القوية التي قفزت بالفائض التجاري لما يتجاوز تريليون دولار في غضون أحد عشر شهراً فقط، وهو ما يضع العملة الصينية في مكانة تنافسية ممتازة تؤهلها لمواصلة رحلة الصعود أمام العملات الرئيسية الأخرى حتى نهاية عقد 2026.