تراجع عالمي.. أسعار الذهب تفقد مكاسبها بعد صدور محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي

توقعات أسعار الذهب بعد محضر الفيدرالي أصبحت الشغل الشاغل للمستثمرين؛ حيث شهدت الأسواق تحولات دراماتيكية في تحركات المعدن الأصفر عقب الكشف عن كواليس البنك المركزي الأمريكي، فبعد تحقيق مكاسب خلال الجلسة، بدأت الأسعار في التراجع تدريجيًا لتسجل مستوى 4,347.32 دولار للأوقية، بينما بلغ أدنى مستوى يومي نحو 4,323.72 دولار، وهو ما يعكس حالة القلق والترقب التي سيطرت على المتداولين فور قراءة تفاصيل الاجتماع التي أظهرت انقسامًا حادًا حول السياسة النقدية المقبلة.

خفايا محضر الفيدرالي وتأثيرها على توقعات أسعار الذهب

كشف المحضر الأخير أن قرار خفض الفائدة إلى مستويات (3.50% – 3.75%) لم يحظَ بإجماع سهل؛ إذ سيطرت حالة من “حبس الأنفاس” بنتيجة تصويت بلغت 9 ضد 3، حيث برز “صقور التثبيت” متمثلين في جيفري شميد وأوستن غولسبي اللذين رفضا الخفض بدعوى توقف التقدم في ملف التضخم، بينما طالب المحافظ ستيفن ميران بخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس لحماية سوق التوظيف، وهذا التباين الصارخ يعزز حالة عدم اليقين حول توقعات أسعار الذهب في المدى المتوسط؛ لأن بعض المؤيدين للخفض اعترفوا بأن قرارهم كان مبنيًا على توازن دقيق وكادوا يدعمون التثبيت لولا الرغبة في وحدة الصف.

مخطط النقاط وارتباطه بـ توقعات أسعار الذهب لعام 2026

يشير تحديث “مخطط النقاط” إلى مسار يتسم بالحذر الشديد؛ إذ تتوقع الأغلبية خفضًا يتيمًا بمقدار ربع نقطة مئوية فقط طوال عام 2026، وهو ما يضع ضغوطًا إضافية على توقعات أسعار الذهب التي تتأثر مباشرة بتكلفة الفرصة البديلة؛ فالتوقعات لعام 2027 تشير إلى خفض إضافي وحيد للوصول إلى “المعدل المحايد” عند 3%، وهذا التباطؤ في وتيرة التيسير النقدي يعطي انطباعًا بأن الفيدرالي يفضل التريث لدراسة تداعيات التضخم لفترات أطول، مما يجعل الذهب في وضعية فنية حساسة تتطلب مراقبة دقيقة لمستويات الدعم والمقاومة التاريخية.

• الاتجاه العام المسيطر حاليًا هو الهبوط بعد التراجع عن القمة القياسية 4,550.11 دولار.
• تشكل قمة منخفضة عند 4,404 دولار يؤكد سيطرة البائعين على زمام الأمور في الوقت الراهن.
• ظهور “شمعة المطرقة” عند قاع 4,338 يعطي أملًا في تصحيح صاعد قصير المدى للمضاربين.
• مؤشر MACD بدأ يظهر تقاطعًا صاعدًا طفيفًا مما يشير إلى تراجع زخم الهبوط مؤقتًا.

التحليل الفني والسيناريوهات الحاسمة لـ توقعات أسعار الذهب

من الناحية الفنية، لا يزال السعر يتحرك أسفل مؤشر SuperTrend وسحابة إيشيموكو، مما يعزز النظرة السلبية رغم محاولات الارتداد؛ إذ إن نمط “العلم الهابط” يكتمل بنسبة كبيرة وقد يمهد لمزيد من النزيف السعري في حال كسر مستوى 4,302 دولار، بينما تظل منطقة 4,360–4,380 دولار منطقة حظر تداول بسبب التذبذب العالي، وتعتبر حزم المقاومة بين 4,395 و4,415 دولار هي الفيصل الحقيقي؛ فالعجز عن اختراقها يعني استمرار الضغوط البيعية، بينما الإغلاق فوقها يغير المشهد الفني لفتح آفاق زخم صاعد يستهدف مستويات أعلى.

تعتمد إدارة المخاطر في ظل هذه المعطيات على اليقظة؛ حيث إن كسر مستويات الدعم الرئيسية يبطل أي آمال في الانعكاس الصاعد، بينما يتطلب النجاح في الصفقات استخدام أوامر الوقف المتحرك لحماية الأرباح المحققة، ويبقى الدرس الأبرز هو تجنب التداول في مناطق التذبذب وانتظار تأكيدات قوية من أحجام التداول عند المستويات المفصلية، مع ضرورة الوعي بأن هذه الرؤية الفنية والأساسية تهدف لتوضيح المشهد السعري الحالي ولا تمثل نصيحة استثمارية مباشرة للمتداولين.