أرقام قياسية للذهب.. سعر الأوقية يقترب من 4365 دولارًا بأداء هو الأفضل تاريخيًا

توقعات أسعار المعادن النفيسة في الأسواق العالمية تشهد حالة من الترقب الشديد تزامناً مع القفزات السعرية الأخيرة التي سجلتها الملاذات الآمنة، حيث استعادت الأسواق زخمها بعد موجة من الانخفاضات الحادة التي خيمت على الجلسات السابقة نتيجة عمليات جني الأرباح الواسعة؛ إذ عادت المخاطر الجيوسياسية المشتعلة والاضطرابات الاقتصادية لتصدر المشهد من جديد، مما دفع الذهب لتحقيق قفزة نوعية تجعله يختتم العام الجاري بأداء استثنائي هو الأفضل له على الإطلاق منذ سبعينيات القرن الماضي وتحديداً عام 1979، وسط تفاؤل حذر يسود أوساط المستثمرين الذين يراقبون تحركات البنوك المركزية الكبرى لتحديد بوصلة التداول خلال الفترة القادمة وصياغة رؤية واضحة حول آفاق الاستثمار في المعدن الأصفر والفضة وبقية المعادن الثمينة التي تتأثر بشكل مباشر ببيانات التضخم ومعدلات الفائدة الأمريكية.

توقعات أسعار المعادن النفيسة وتأثير سياسات الاحتياطي الاتحادي

تشير التحليلات الراهنة إلى أن توجهات المستثمرين نحو قراءة توقعات أسعار المعادن النفيسة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقرارات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، خاصة مع انتظار صدور محضر اجتماع شهر ديسمبر الذي يترقبه الجميع بشغف اليوم الثلاثاء؛ حيث يسود اعتقاد بين أوساط المتعاملين والخبراء الماليين بأن البنك قد يتجه نحو إقرار خفضين متتاليين لأسعار الفائدة خلال العام المقبل، وهي الخطوة التي يُنظر إليها كمحفز أساسي لدعم جاذبية الذهب وتقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازته، الأمر الذي انعكس فعلياً على الذهب في المعاملات الفورية بزيادة بلغت 0.8% ليصل إلى مستوى 4365.86 دولار للأوقية، معوضاً بذلك جزءاً كبيراً من خسائره التي تكبدها يوم أمس والتي صُنفت كأكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية منذ أواخر أكتوبر، حينما تراجعت الأسعار من ذروتها التاريخية التي بلغت 4549.71 دولار، بينما شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب صعوداً مماثلاً بنسبة 0.8% لتستقر عند 4380.10 دولار للأوقية.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار المعادن النفيسة والفضة

تعتمد توقعات أسعار المعادن النفيسة بشكل كبير على توازنات العرض والطلب الفيزيائي بجانب الضغوط التضخمية، وقد ظهر ذلك جلياً في الأداء المذهل لمعدن الفضة الذي قفز في المعاملات الفورية بنسبة 4.6% ليصل إلى 75.523 دولار للأوقية، وذلك بعد يوم واحد من تسجيله أعلى مستوى تاريخي له على الإطلاق عند 83.62 دولار قبل أن يتعرض لعملية تصحيح قوية كانت الأقسى منذ صيف عام 2020؛ وبنظرة فاحصة على مكاسب الفضة منذ مطلع العام نجد أنها حققت نمواً هائلاً بنسبة 161% متفوقة بوضوح على أداء الذهب، وهي نتائج تعود بصفة رئيسية إلى:

  • إدراج الفضة رسمياً ضمن قائمة المعادن الحرجة والاستراتيجية في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • العجز الواضح في المعروض العالمي مقابل الطلب الصناعي المتزايد في قطاعات الطاقة المتجددة.
  • تصاعد الطلب الاستثماري كتحوط ضد تقلبات العملات الورقية والمخاطر السيادية العالمية.
  • الترابط الوثيق بين أسعار المعادن الصناعية والنفيسة في فترات الانتعاش الاقتصادي.

توقعات أسعار المعادن النفيسة ومستقبل البلاتين والبلاديوم

في سياق متصل بملف توقعات أسعار المعادن النفيسة، شهدت معادن المجموعة البلاتينية انتعاشة ملموسة بعد جولة من التقلبات العنيفة التي ضربت الأسواق مطلع الأسبوع، حيث ارتفع البلاتين في المعاملات الفورية بنسبة 4.5% ليلامس مستوى 2203.07 دولار للأوقية، محاولاً استعادة توازنه بعد أن سجل في الجلسة الماضية أكبر تراجع يومي في تاريخه إثر ملامسته قمة غير مسبوقة عند 2478.50 دولار، كما لم يبتعد البلاديوم عن هذا المشهد الإيجابي إذ ربح نحو 2% من قيمته السوقية ليصل إلى 1648.75 دولار للأوقية، محاولاً تقليص آثار الانخفاض المروع الذي تعرض له يوم الاثنين حين فقد 16% من قيمته في جلسة واحدة، وهذا التباين الشديد في الأسعار يؤكد أن السوق حالياً يمر بمرحلة إعادة تقييم شاملة بناءً على المعطيات الاقتصادية الجديدة.

المعدن النفيس السعر الحالي (دولار) نسبة الارتفاع اليومي
الذهب (فوري) 4365.86 0.8%
الفضة (فورية) 75.523 4.6%
البلاتين 2203.07 4.5%
البلاديوم 1648.75 2.0%

تستمر حالة الترقب لما سيسفر عنه اجتماع البنك المركزي الأمريكي، حيث تظل توقعات أسعار المعادن النفيسة رهينة السياسات النقدية القادمة ومدى استمرار التوترات الدولية التي تغذي الطلب على الملاذات الآمنة، مما يجعل من الذهب والفضة والبلاتين محط أنظار كبار المستثمرين والصناديق السيادية الساعية لتأمين محافظها المالية من تقلبات السوق المفاجئة.