أرقام خضراء.. مؤشر مازي يرتفع في ختام تعاملات بورصة الدار البيضاء بمنتصف الأسبوع

أداء بورصة الدار البيضاء ومؤشر مازي سجل طفرة إيجابية صريحة مع نهاية تداولات جلسة الثلاثاء؛ حيث استطاعت السوق المالية المغربية أن تستعيد توازنها بشكل ملحوظ بعد موجة من التقلبات السابقة التي خيمت على الأجواء العامة للاستثمار، وقد ظهر هذا التحسن بوضوح من خلال الارتفاع الرقمي الذي حققه المؤشر الرئيسي مازي الذي استقر في مستويات مطمئنة للمستثمرين الراغبين في رصد حركة الأموال وتدفق السيولة نحو القطاعات الحيوية المدرجة في قائمة الحصيلة العامة.

انتعاش أداء بورصة الدار البيضاء ومؤشر مازي الرئيسي

تعكس الأرقام المسجلة في ختام تداولات الثلاثاء حالة من التفاؤل بين الفاعلين الاقتصاديين؛ إذ إن أداء بورصة الدار البيضاء ومؤشر مازي اتسم بالصعود القوي بواقع 0.85% ما جعل المؤشر يستقر عند مستوى 18,542.15 نقطة، وهذا التحول الرقمي لا يمثل مجرد إحصائيات بل يؤكد قدرة السوق على امتصاص الضغوط البيعية السابقة والتوجه نحو مسار تصاعدي يدعمه الطلب المتزايد على الأسهم القيادية، كما أن المراقبين يرون في هذا الارتفاع مؤشرًا على عودة الثقة التدريجية للمحافظ الاستثمارية الكبرى التي تبحث عن عوائد مستقرة في بيئة مالية منظمة، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الزخم لم يقتصر على المؤشر العام بل شمل فئات متنوعة من الأصول المالية التي يتم التداول عليها يوميًا في ردهات البورصة المغربية.

تطورات مؤشرات أداء بورصة الدار البيضاء ومؤشر مازي للشركات

يمتد التحليل ليشمل المؤشرات الفرعية التي تقدم صورة أكثر تفصيلاً حول حركة السيولة؛ فقد أظهر مؤشر “MASI 20” الذي يضم قائمة أقوى عشرين شركة مدرجة صعودًا بنسبة 0.67% ليغلق عند حدود 1,461.47 نقطة، وفي سياق متصل برز الاهتمام الكبير بالمعايير البيئية والاجتماعية من خلال مؤشر “MASI ESG” الذي لم يتخلف عن الركب بل سجل ارتفاعًا بنسبة 0.29% ليصل إلى 1,234.29 نقطة، وهذه البيانات تؤكد أن التوجهات الحديثة للاستثمار في المغرب تسير جنباً إلى جنب مع مبادئ الحوكمة المتبعة عالميًا وبأن أداء بورصة الدار البيضاء ومؤشر مازي يتأثر بشكل مباشر بمدى التزام الشركات بالمعايير الأخلاقية والمستدامة التي تجذب رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية على حد سواء، ويمكن تلخيص أبرز الأرقام المسجلة في الجدول التالي:

حجم التداولات والرسملة وتأثيرها على أداء بورصة الدار البيضاء ومؤشر مازي

عند النظر إلى الجانب الهيكلي للسوق نجد أن القوة الشرائية كانت حاضرة بقوة خلال الجلسة؛ حيث تجاوز حجم التداولات الإجمالي سقف 1.83 مليار درهم مغربي مع ملاحظة أن أغلب هذه المبادلات المالية تمت داخل السوق المركزي للأسهم، وهذا التدفق المالي الضخم ساهم في تعزيز رسملة البورصة التي تخطت حاجز 1,028.33 مليار درهم؛ مما يبرز الثقل الذي تتمتع به السوق المالية في المنظومة الاقتصادية، ولتوضيح العوامل المساهمة في استقرار أداء بورصة الدار البيضاء ومؤشر مازي يمكن رصد ما يلي:

• تركيز التداولات في السوق المركزي الذي يضمن الشفافية العالية والسرعة في تنفيذ العمليات.
• ارتفاع منسوب الثقة لدى المستثمرين المؤسساتيين الذين ضخوا سيولة كبيرة في الجلسة الأخيرة.
• التوازن النوعي بين العرض والطلب على أسهم القطاعات البنكية والعقارية والصناعية الكبرى.
• استقرار الوضع الماكرو-اقتصادي الذي ينعكس بشكل تلقائي على قيمة الأصول المالية بالسوق.

إن الاستقراء الدقيق لمجريات الأمور يوضح أن أداء بورصة الدار البيضاء ومؤشر مازي يسير وفق رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز موقع المغرب كقطب مالي إقليمي رائد؛ حيث إن الارتفاع المسجل ليس وليد الصدفة بل هو ثمرة استثمارات مدروسة وتطوير مستمر لآليات التداول والرقابة المالية، ومع بلوغ رسملة السوق لمستويات قياسية تتجاوز الألف مليار درهم يصبح من الواضح أن السوق تمتلك المقومات اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية بمرونة عالية، وهو ما يفسر التوافد المتزايد للأفراد والشركات على ولوج عالم الاستثمار في الأسهم المحلية بحثًا عن تنويع محافظهم.

تحركات السوق الحالية تشير بوضوح إلى أن تحسن أداء بورصة الدار البيضاء ومؤشر مازي يمنح دفعة قوية للاقتصاد الوطني؛ إذ أن استقرار المؤشرات الرئيسية فوق مستوياتها التاريخية يدعم جاذبية المغرب للاستثمارات الخارجية ويسهل عمليات التمويل عبر السوق المالي مباشرة، وتظل الأرقام المحققة برسم تداولات يوم الثلاثاء نقطة مضيئة تعكس متانة الأسس التي تقوم عليها بورصة الدار البيضاء في ظل البيئة الاقتصادية المتغيرة.