تراجع جماعي.. خسائر حادة تهبط بأسعار الفضة دون مستوى 80 دولارًا

توقعات أسعار الذهب والفضة في ظل التوترات الجيوسياسية باتت محور اهتمام المستثمرين، حيث شهدت تعاملات اليوم الاثنين تراجعاً ملحوظاً في أسعار المعادن النفيسة مع اتجاه المتعاملين نحو عمليات جني أرباح مكثفة؛ فقد انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.7% ليصل إلى مستويات دون قمة يوم الجمعة القياسية التي بلغت 4549.71 دولار، بينما هبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 1.2%، ويأتي هذا التصحيح بالتزامن مع انخفاض الطلب على الملاذات الآمنة إثر أنباء عن تقارب في وجهات النظر بين ترامب وزيلينسكي لإنهاء النزاع في أوكرانيا، وهو ما ألقى بظلاله على الأسواق ودفع الأسعار للتراجع بعد مكاسب تاريخية حققتها خلال الفترة الماضية.

أسباب تذبذب توقعات أسعار الذهب والفضة حالياً

يعتقد المحللون ومنهم تيم ووترر أن المزيج الحالي بين الرغبة في تسييل المكاسب والمؤشرات الإيجابية لاتفاق سلام محتمل هو المحرك الأساسي وراء هذا التراجع، فالذهب والفضة فقدا بعض بريقهما اللحظي بعد جولة صعود حادة جعلت المستثمرين يميلون لتأمين مكاسبهم السريعة؛ كما أوضح نور الدين محمد رئيس شركة تارجت للاستثمار أن الانخفاضات الحالية في الفضة التي لامست 4.6% لتستقر عند 75.47 دولار بعد أن قفزت لـ 83.62 دولار، تعد تصحيحاً صحياً لا يؤثر على الاتجاه الصاعد العام، إذ بلغت نسبة الصعود في جلسة واحدة يوم الجمعة الماضي نحو 10%، مما يجعل التراجع الحالي فرصة استراتيجية لبناء مراكز شرائية جديدة بأسعار محسنة قبل موجة الارتفاع التالية المتوقعة.

العوامل الصينية وتأثيرها على توقعات أسعار الذهب والفضة

تلعب الصين دوراً محورياً في رسم ملامح السوق؛ حيث أدى إعلان بكين عن نيتها فرض قيود على تصدير الفضة بدءاً من عام 2026 إلى اضطراب في حسابات العرض والطلب العالمية، وبما أن الصين تسيطر على نحو 10% من المعروض العالمي البالغ 4000 طن، فإن هذا النقص المتوقع دفع الفضة لتكون الحصان الأسود الذي تفوق على الذهب بمكاسب بلغت 181% منذ مطلع العام؛ كما تساهم عوامل أخرى في دعم هذه القفزات المستمرة مثل:

• تصنيف الفضة ضمن قائمة المعادن الأمريكية الحرجة للاقتصاد.
• استمرار العجز في المخزونات العالمية للسنة الخامسة على التوالي.
• اتساع الفجوة بين الطلب الصناعي المتزايد ومحدودية الإنتاج العالمي.
• الطلب القوي من البنوك المركزية والتحول نحو صناديق الاستثمار المتداولة.

الرؤية المستقبلية ضمن توقعات أسعار الذهب والفضة لعام 2026

تشير الرؤى الاستثمارية إلى أن الفضة قد تكسر حاجز 100 دولار وقد تصل إلى 120 دولار للأونصة خلال عامي 2026 و2027، شريطة أن يسير الذهب في نفق صاعد يستهدف مستويات 5000 دولار بنهاية عام 2026؛ ويرى الخبراء أن التوازن المثالي في المحفظة الاستثمارية يتطلب شراء ثلاث إلى أربع أونصات من الفضة مقابل كل أونصة ذهب، مع ضرورة مراقبة النسبة الذهبية بين المعدنين التي يفضل أن تكون بين 60 إلى 65 أونصة فضة لكل أونصة ذهب؛ ومع بلوغ هذه المستويات المرتفعة مستقبلاً، يجب على المستثمر الحذر من عمليات جني أرباح عنيفة قد تفتعلها الأسواق عند القمم التاريخية ما لم تظهر محفزات اقتصادية أو قرارات من البنوك المركزية بشأن الفائدة تدعم استمرار هذا الزخم.

تظل توقعات أسعار الذهب والفضة مرتبطة بشكل وثيق بالهدوء الجيوسياسي والسياسات النقدية الأمريكية، فرغم المكاسب الكبيرة التي سجلها الذهب بنسبة 72% في 2025؛ إلا أن التحولات في مشهد الصادرات الصينية ونقص المخزونات تجعل الفضة تتصدر المشهد كأداة استثمارية ذات إمكانات نمو هائلة تتجاوز الأداء التقليدي للملاذات الآمنة المعتادة في الأسواق العالمية.