توقعات الذهب العالمية.. هل تقترب الأوقية من ملامسة حاجز 5000 دولار؟

توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة تشهد تحولات دراماتيكية في ظل التقلبات العالمية الراهنة، حيث استهلت الأسواق تعاملات اليوم الثلاثاء بصعود ملحوظ للمعدن الأصفر الذي نجح في التعافي من أدنى مستوياته المسجلة في أسبوعين، وذلك بالتزامن مع نشاط حمى جني الأرباح بنهاية العام وتزايد عمليات الشراء التصحيحية التي أعقبت موجة الهبوط الحادة، إذ تعكس هذه التحركات رغبة المستثمرين في استغلال المستويات السعرية الحالية لتعزيز مراكزهم المالية قبل انطلاق دورة جديدة من التداول.

توقعات أسعار الذهب والفضة في ظل تحليلات السوق الحالية

تؤكد التقارير الواردة من “رويترز” أن توقعات أسعار الذهب والفضة تدعمها الأرقام المسجلة اليوم؛ فقد ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.7% ليستقر عند 4363.79 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 03:22 بتوقيت جرينتش، ويأتي هذا الارتداد بعد أن شهدت الجلسات السابقة تراجعًا ملموسًا من القمة التاريخية البالغة 4549.71 دولارًا، في حين صعدت العقود الآجلة الأمريكية تسليم فبراير بنسبة 0.8% لتصل إلى 4377.80 دولارًا؛ مما يبرهن على تحسن شهية المخاطرة، كما تظهر البيانات أن تراجع أمس الذي كان الأكبر منذ شهر أكتوبر الماضي قد حفز بقوة تدفق السيولة الشرائية نحو الملاذات الآمنة بانتظار قفزات أخرى.

ولفهم أداء السوق بشكل أدق، نستعرض الجدول التالي الذي يوضح أبرز المستويات السعرية للمعادن النفيسة في التداولات الأخيرة بناءً على تقارير السوق:

المعدن النفيس السعر الفوري (دولار/أونصة) نسبة التغير اليومي أعلى مستوى تاريخي قريب
الذهب الفوري 4363.79 +0.7% 4549.71
الفضة الفورية 74.41 +3% 83.62
البلاتين 2132.86 +1.1% 2478.50
البلاديوم 1634.29 +1.1% 1945.60

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب والفضة ومؤشرات الزخم

يشير كيلفن وونج، كبير محللي السوق في شركة “OANDA”، إلى أن التراجعات السابقة كانت ضرورية لتصحيح وضعية السوق التي وصلت لمرحلة التشبع الشرائي؛ مما جعل توقعات أسعار الذهب والفضة مرتبطة بشكل وثيق بمؤشر القوة النسبية (RSI) الذي هبط من مستويات الذروة ليدعم فرص الارتداد الفني، وهناك مجموعة من المحركات الأساسية التي ساهمت في ارتفاع الذهب بنسبة 66% خلال عام 2025 نلخصها في النقاط التالية:

  • سياسات التيسير النقدي والتوجه نحو خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.
  • تفاقم النزاعات الجيوسياسية التي تدفع المستثمرين للجوء إلى الملاذات الآمنة.
  • الطلب القوي والمستمر من قبل البنوك المركزية العالمية لتنويع احتياطياتها.
  • زيادة التدفقات النقدية نحو صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.

النظرة المستقبلية ضمن توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن الأخرى

تتصدر الفضة المشهد بمكاسب استثنائية بلغت 154% منذ بداية العام متجاوزة الذهب بمراحل واسعة، وذلك بفضل إدراجها ضمن المعادن الحيوية وتزايد الطلب الصناعي مقابل نقص الإمدادات، وبالرغم من التقلبات الحادة التي شهدت تسجيل الفضة لأكبر خسارة يومية لها منذ سنوات في الجلسة الماضية، إلا أن تعافيها اليوم بنحو 3% يعيد الثقة للمتداولين، ويرى المحللون أن توقعات أسعار الذهب والفضة للأشهر الستة القادمة تظل إيجابية للغاية؛ حيث يستهدف الذهب مستوى 5010 دولارات، بينما قد تصل الفضة إلى 90.90 دولارًا للأونصة، في حين يراقب السوق باهتمام أداء البلاتين والبلاديوم اللذين سجلا ارتدادًا بنسبة 1.1% اليوم بعد تراجعات قياسية، مما يبرز حالة التذبذب الشديد التي تحكم حركة المعادن العالمية حاليًا.

تظل حركة الأسواق رهينة بالبيانات الاقتصادية القادمة وقدرة المعادن على الصمود فوق مستويات الدعم الرئيسية التي تم اختبارها مؤخرًا، وحيث أن المستثمرين يترقبون أي إشارات جديدة من البنوك المركزية فإن الزخم الصاعد يبدو مهيئًا للاستمرار مدفوعًا بالعوامل الهيكلية للسوق ونقص المعروض المادي في مواجهة الطلب المتصاعد.