هبوط جماعي.. أسعار الذهب والنفط تتراجع عالمياً مقابل استقرار مؤشر الدولار

توقعات أسعار الذهب والنفط اليوم تشغل بال المستثمرين في الأسواق العالمية، حيث شهدت التعاملات المالية ليوم الثلاثاء تراجعاً ملحوظاً للمعدن الأصفر بعيداً عن مستوياته القياسية التي حققها يوم الجمعة الماضي؛ إذ بدأت الأسواق في استيعاب المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة بجانب ترقب السياسات النقدية المتعلقة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما دفع الكثيرين نحو عمليات جني أرباح سريعة أثرت بوضوح على منحنى التداول العام في البورصات الدولية.

أسباب تراجع توقعات أسعار الذهب والنفط اليوم في الأسواق

ساهمت مجموعة من العوامل المتداخلة في تبدل المشهد الاقتصادي الحالي، حيث رصدت التقارير الصادرة عن وكالة بلومبرغ للأخبار الاقتصادية انخفاضاً واضحاً في العقود الآجلة للذهب تسليم شهر فبراير لتستقر عند مستوى 4472.40 دولار للأوقية، وهو ما يمثل تراجعاً بنسبة 1.8 بالمئة إذا ما قورن بسعر الجمعة البالغ 4552.70 دولار؛ بينما سجل سعر الذهب في التداولات الفورية المباشرة نحو 4452.92 دولار للأوقية، وهذا التذبذب يفرض على المحللين إعادة قراءة توقعات أسعار الذهب والنفط اليوم بدقة بالغة لفهم اتجاهات السيولة وتأثيرها على المعادن النفيسة التي لم تسلم هي الأخرى من التقلبات، إذ تأرجحت أسعار الفضة في نطاقات واسعة جداً بين مستوى 73.52 ومستوى 82.62 دولار للأوقية، لتنتهي تداولات اليوم عند 74.19 دولار بانخفاض وصلت قيمته إلى 3.9 بالمئة مقارنة بالجلسة السابقة؛ مما يعكس حالة من عدم الاستقرار تسود أروقة التداول العالمية وتؤثر بشكل مباشر على شهية المخاطرة لدى المتداولين في مختلف السلع الأساسية.

العلاقة بين مؤشر الدولار ومعادلة توقعات أسعار الذهب والنفط اليوم

تظهر بيانات السوق أن هناك ترابطاً وثيقاً بين حركة العملة الخضراء وبين توقعات أسعار الذهب والنفط اليوم، فقد استقر مؤشر الدولار الذي يقيس قوة العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية بانتظار صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي لشهر ديسمبر؛ ومن المتوقع أن يكشف هذا المحضر عن تباين في وجهات النظر وصراعات داخلية بين أعضاء البنك المركزي حول وتيرة خفض الفائدة ومسار السياسة النقدية للعام المقبل، والجدير بالذكر أن مؤشر الدولار يتجه حالياً لتسجيل أسوأ أداء سنوي له منذ قرابة ثماني سنوات بتراجع إجمالي يقدر بنحو 9.6 بالمئة؛ حيث سجل المؤشر 98.033 نقطة في التعاملات المبكرة متأثراً بالمخاوف المتزايدة من العجز المالي المتفاقم وحالة عدم اليقين السياسي التي تخيم على المشهد في الولايات المتحدة، ولتوضيح التغيرات السعرية الأخيرة يمكن تلخيص الأرقام في الجدول التالي:

تحولات أسعار النفط وتأثرها بمناخ التداول العام

انعكست الضغوط البيعية في سوق المعادن على قطاع الطاقة، مما أدى إلى تحول في توقعات أسعار الذهب والنفط اليوم نحو الانخفاض الطفيف بعد أن كانت أسعار النفط قد قفزت بأكثر من 2 بالمئة في الجلسات الماضية؛ وقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير التي تنتهي صلاحيتها اليوم الثلاثاء بواقع 21 سنتاً، في حين سجل عقد شهر مارس الأكثر تداولاً وتفاعلاً في الأسواق هبوطاً مقداره 19 سنتاً ليصل إلى 61.30 دولار للبرميل، وبدوره لم يبتعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عن هذا المسار حيث فقد 20 سنتاً من قيمته ليستقر عند 57.88 دولار؛ وهو ما يؤكد أن السلع الاستراتيجية تسير وفق رؤية موحدة تتأثر بالبيانات الاقتصادية التالية:

• نتائج اجتماعات البنك المركزي الأمريكي وتأثيرها على السيولة.
• حجم الانقسامات داخل الاحتياطي الاتحادي بشأن السياسة العقدية الحذرة.
• معدلات الطلب العالمي في ظل التوترات السياسية القائمة.
• رهانات المستثمرين على خفض الفائدة وتأثيرها على قوة العملة.

تتداخل هذه العوامل لترسم صورة معقدة أمام الخبراء الطامحين لتحديد توقعات أسعار الذهب والنفط اليوم بدقة، فبينما يصارع الذهب للحفاظ على جاذبيته كملاذ آمن في ظل انخفاض الدولار التاريخي، تجد أسعار الطاقة نفسها مقيدة بمستويات العرض والطلب وحركة العملات؛ ويبقى الموعد الحاسم مع كشف كواليس اجتماع الاحتياطي الاتحادي الذي سيوضح ما إذا كان العام القادم سيحمل مزيداً من التسهيلات النقدية أم أن الحذر سيكون سيد الموقف لمواجهة العجز المالي.