تراجع جديد.. سعر اليورو يتذبذب في المنطقة السلبية وسط تعاملات ضعيفة بالأسواق الدولية

سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي يشهد حالة من التذبذب الملحوظ في التداولات الحالية بالسوق الأوروبية؛ حيث تراجعت العملة الموحدة بشكل طفيف مقابل العملة الخضراء بالتزامن مع استعادة الدولار لزخمه الصعودي قبيل صدور محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي يترقبه المستثمرون بشغف لاستنباط التوجهات المستقبلية بشأن تكاليف الاقتراض، في ظل هيمنة أجواء الهدوء النسبي وضعف السيولة التي تفرضها عطلات رأس السنة الجديدة بنهاية عام 2025.

تحركات سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي اليوم

سجلت الأسواق تحركاً هبوطياً للعملة الأوروبية بنسبة بلغت 0.1% ليتداول الزوج عند مستويات تقارب 1.1764 دولاراً بعد أن افتتح الجلسة عند 1.1772 دولاراً؛ إذ يأتي هذا التراجع بعد استقرار نسبي شهده سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي في تعاملات يوم الاثنين عقب سلسلة من الخسائر المحدودة التي نتجت عن عمليات جني أرباح فنية وتصحيح سعري من أعلى مستوى سجله الزوج في ثلاثة أشهر والمستقر عند 1.1808 دولاراً، ويتزامن هذا الهبوط مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% ليعكس رغبة المستثمرين في التحوط قبل الإفصاح عن تفاصيل مداولات الفيدرالي التي قد تكشف عن فجوات في وجهات النظر بين الأعضاء حول السياسة النقدية المتوقعة لعام 2026؛ مما يضع ضغوطاً مؤقتة على تحركات اليورو في المدى القصير مقابل العملة الأمريكية.

المؤشر السعري القيمة المسجلة
سعر الافتتاح اليومي 1.1772 $
أعلى مستوى تداول 1.1779 $
السعر الحالي (تراجع 0.1%) 1.1764 $
أعلى مستوى في 3 أشهر 1.1808 $

العوامل المؤثرة على سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي

تتأثر معنويات المتداولين بمجموعة من البيانات الاقتصادية المتقلبة التي تجعل التنبؤ بمسار سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي عملية دقيقة؛ حيث تراجعت رهانات خفض الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي في اجتماع فبراير 2026 إلى أقل من 10%، وذلك مدفوعاً بتحسن ملحوظ في الأنشطة الاقتصادية داخل منطقة اليورو وانحسار المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية السلبية التي كانت تضغط على النمو سابقاً، وفي المقابل يترقب الجميع محضر الاجتماع الفيدرالي الذي قد يظهر انقساماً جوهرياً بين صناع السياسة النقدية في واشنطن؛ مما قد يقلص التوقعات التي كانت تشير إلى إجراء تخفيضين في أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام المقبل، وهو ما يدعم استمرارية قوة الدولار في مواجهة العملات الرئيسية الأخرى ومن بينها اليورو الذي يحاول الصمود دفاعاً عن مكاسبه الأخيرة.

  • تحسن النشاط الاقتصادي في دول منطقة اليورو يقلل ضغوط خفض الفائدة الأوروبية.
  • انقسام أعضاء الفيدرالي الأمريكي يعزز حالة اليقين بشأن مسار الفائدة في 2026.
  • تقلص فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة لتصل إلى 160 نقطة أساس.
  • تأثير ضعف السيولة الناتجة عن عطلات رأس السنة على التداولات العرضية للعملات.

الرؤية التحليلية لمستقبل سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي

على الرغم من الضغوط الحالية التي يفرضها الدولار، لا يزال سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي محافظاً على هيكليته الصاعدة من الناحية الفنية وفقاً لتوقعات الخبراء ليوم 30 ديسمبر 2025؛ فالفجوة بين أسعار الفائدة الأمريكية والأوروبية وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ مايو 2022، وهو عامل جوهري يصب في مصلحة العملة الأوروبية على المدى المتوسط والبعيد، كما ينتظر المستثمرون صدور بيانات التضخم ومعدلات البطالة والأجور في منطقة اليورو لإعادة تقييم مراكزهم الشرائية، وبينما يسود الهدوء الأسواق قبل انطلاق العام الجديد؛ يظل التركيز منصباً على كيفية تفاعل سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي مع أي إشارات متشددة قد تصدر عن محضر الفيدرالي فيما يخص معدلات الفائدة المرتفعة.

تستمر مراقبة مستويات الدعم والمقاومة للزوج في ظل هذه المتغيرات، حيث تظل النظرة الفنية إيجابية طالما استقر سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي فوق مستويات التصحيح الرئيسية، بانتظار محفزات اقتصادية جديدة تعيد زخم التداولات بعد انتهاء موسم العطلات وبدء جولة جديدة من البيانات الاقتصادية المؤثرة عالمياً.