بمزايا تقنية.. البنك المركزي السوري يطرح فئات نقدية جديدة بتصاميم تاريخية غنية

إصدار الليرة السورية الجديدة وتفاصيل حذف الأصفار من العملة هو الحدث الاقتصادي الأبرز الذي كشفت عنه السلطات النقدية السورية رسمياً، حيث تهدف هذه الخطوة الجوهرية إلى إعادة هيكلة النظام المالي وتحسين كفاءة التداول النقدي في البلاد عبر طرح فئات نقدية حديثة كلياً، وتتميز الليرة السورية الجديدة بتصاميم فنية راقية تعكس عراقة التراث السوري الممتد عبر المحافظات المختلفة، مع دمج تقنيات أمنية متطورة تجعلها مواكبة للمعايير العالمية في مكافحة التزييف وتسهيل الاستخدام اليومي لجميع فئات المجتمع السوري.

أهداف رؤية إصدار الليرة السورية الجديدة وتأثيرها الاقتصادي

تقوم الاستراتيجية الوطنية التي رافقت إعلان الليرة السورية الجديدة على مجموعة من الركائز الاقتصادية والمالية الصلبة التي تسعى الحكومة من خلالها إلى ترميم الثقة في الاقتصاد المحلي، حيث تشمل هذه الرؤية خمسة محاور أساسية تستهدف ضبط السياسة النقدية وتحقيق نوع من الاستقرار السعري الملموس في الأسواق، فضلاً عن السعي نحو إيجاد سوق صرف متوازن يمتاز بالشفافية الكاملة أمام المستثمرين والمتعاملين؛ إذ يطمح مصرف سوريا المركزي عبر هذه الإصلاحات إلى بناء قطاع مصرفي سليم يتمتع بالمرونة والقدرة على التوسع والنمو المستقبلي، إضافة إلى التركيز الكبير على تطوير منظومة رقمية للمدفوعات تتسم بالأمان والسرعة، وصولاً إلى تعزيز التكامل المالي على المستوى الدولي والشمول المالي المستدام الذي يدعم مسيرة إعادة بناء الاقتصاد الوطني وتطوير أدواته الإنتاجية والخدمية بصورة شاملة؛ فالهدف ليس مجرد استبدال أوراق نقدية بأخرى بل هو تحول بنيوي يمس جوهر الاستقرار المالي في الدولة السورية.

المواصفات الفنية ومزايا استخدام الليرة السورية الجديدة

تتمتع الليرة السورية الجديدة بخصائص تقنية وأمنية هي الأحدث من نوعها في تاريخ العملات السورية، حيث أكد حاكم مصرف سوريا المركزي، عبدالقادر الحصرية، أن التصاميم الجديدة لم تكتفِ بالجانب الجمالي المستوحى من البيئة الثقافية والتاريخية للمحافظات، بل تضمنت سمات ملموسة وخصائص تقنية موجهة خصيصاً لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية والمكفوفين، مما يتيح لهم تمويل معاملاتهم والتعرف على الفئات النقدية بسهولة وأمان ودون الحاجة للمساعدة؛ وتبرز أهمية هذه الخطوة في تعزيز الاستدامة والشمولية المجتمعية ضمن النظام المالي الحديث، حيث تعمل هذه المزايا الأمنية المتطورة على توفير حماية قصوى للعملة ضد عمليات التزوير، مما يزيد من موثوقية الليرة السورية الجديدة في التداولات التجارية الكبرى والمدفوعات الشخصية الصغرى على حد سواء، ويجعلها أداة نقدية فاعلة تعكس التطور التقني الذي يسعى المصرف المركزي لتعميمه في كافة مفاصل العمليات المصرفية والمالية والخدمية في مختلف المناطق.

آلية استبدال الفئات وحذف الأصفار في الليرة السورية الجديدة

أوضح مصرف سوريا المركزي أن معيار استبدال العملة القديمة بالليرة السورية الجديدة يعتمد بشكل دقيق على حذف صفرين من القيمة الاسمية الحالية، وهذا يعني من الناحية الحسابية أن كل مائة ليرة من الإصدارات السابقة ستعادل ليرة واحدة فقط من الإصدار الجديد، وهي عملية تنظيمية بحتة لن تؤثر على الوظائف الأساسية للعملة أو على القوة الشرائية الحقيقية للمواطنين؛ إذ دعا الحصرية الجمهور إلى ضرورة التعاون التام والمحافظة على القيمة الاعتبارية للنقد الوطني خلال هذه المرحلة الانتقالية الحساسة، مشدداً على أن جميع معاملات المصرف المركزي ستبدأ بالاعتماد الكلي على الليرة السورية الجديدة مع مطلع العام، ومع ذلك لن يطلب من المواطنين التخلي المفاجئ عن العملة القديمة، بل ستكون هناك فترة تعايش قانوني يلتزم خلالها البائعون والمؤسسات بقبول الإصدارين معاً في وقت واحد لتسهيل التدفق النقدي ومنع أي ارتباك في الأسواق المحلية، كما أن توجه المركزي لإعادة فتح فرعه في محافظة إدلب يأتي كخطوة تكميلية لتوسيع نطاق الخدمات المالية تحت مظلة العملة الجديدة.

• الالتزام بالسياسة النقدية الجديدة وتطبيق قواعد الاستقرار السعري.
• تطوير بيئة العمل المصرفي لتصبح أكثر قدرة على التكامل الدولي.
• اعتماد معايير أمنية فائقة في تصميم الليرة السورية الجديدة لحماية المدخرات.
• توفير مرافق مالية مخصصة لضعاف البصر والمكفوفين ضمن الإصدار الحديث.
• ضمان التوزيع العادل للخدمات المصرفية عبر افتتاح فروع مركزية في المدن الرئيسية.

يمثل إطلاق الليرة السورية الجديدة بملامحها التاريخية وتقنياتها المعاصرة جسراً نحو مرحلة اقتصادية مختلفة، حيث تتضافر جهود المصرف المركزي مع وعي المواطنين لإنجاح عملية التحول النقدي وحذف الأصفار، مما يمهد الطريق لبيئة استثمارية شفافة تدعم استقرار السوق والنمو المالي المستمر في كافة الأراضي السورية.