طي صفحة الماضي.. سوريا تطرح عملة جديدة بحذف صفرين وتصريحات حاسمة للرئيس الشرع

إصدار العملة السورية الجديدة بحذف صفرين يمثل خطوة استراتيجية جريئة أعلنت عنها الدولة رسمياً لتكون فاتحة عهد نقدي مختلف، حيث كشف الرئيس أحمد الشرع خلال احتفالية مهيبة في قصر المؤتمرات بدمشق، وبحضور السيدة عقيلته لطيفة الدروبي، أن هذا التحول النقدي الذي تشهده البلاد بمثابة “عملية جراحية دقيقة” تهدف إلى إنهاء حقبة زمنية ماضية وبناء أساس مالي متين يتناسب مع تطلعات المرحلة المقبلة التي تسعى فيها السلطات لإعادة ترتيب البيت الاقتصادي السوري من الداخل عبر أدوات نقدية أكثر مرونة وواقعية.

أبعاد قرار إصدار العملة السورية الجديدة بحذف صفرين وتأثيره الاقتصادي

أوضح الرئيس السوري خلال كلمته أن التوجه نحو إصدار العملة السورية الجديدة بحذف صفرين لم يكن وليد الصدفة، بل جاء ثمرة نقاشات تقنية معقدة ومطولة شملت استعراضاً دقيقاً لست تجارب دولية سابقة في مجال “نزع الأصفار”، مبيناً أن تلك التجارب العالمية تباينت نتائجها بين نجاحات باهرة وإخفاقات تعليمية؛ ولذلك حرص الشرع على وضع النقاط على الحروف أمام الجمهور السوري من خلال التأكيد على أن الهدف الجوهري من تحويل كل مئة ليرة قديمة إلى ليرة واحدة جديدة هو “تسهيل التعاملات النقدية” اليومية وتخفيف الأعباء المحاسبية، وهو لا يقدم وعوداً زائفة بتحسين فوري ومباشر في المؤشرات الاقتصادية الكلية، بل هو إجراء تنظيمي يمهد الطريق لإصلاحات أعمق ترتكز على الشفافية والوضوح في التعاملات المالية بين الأفراد والمؤسسات لضمان سير العجلة المالية بانتظام.

فلسفة الهوية الوطنية في إصدار العملة السورية الجديدة بحذف صفرين

تعتمد الرؤية المرتبطة بـ إصدار العملة السورية الجديدة بحذف صفرين فلسفة تصميمية ثورية تعزز مفهوم السيادة الشعبية، حيث لفت الرئيس الشرع إلى أن العملة في ثوبها الجديد تبتعد تماماً عن “تقديس الأشخاص” وتركز بدلاً من ذلك على الرموز الوطنية الجامعة التي تعبر عن الأرض والتاريخ والموارد؛ فالأشخاص عابرون بينما تبقى الهوية الوطنية راسخة في وجدان الشعب، وقد تضمن التصميم الجديد استعادة حية للذاكرة التاريخية السورية عبر تسليط الضوء على السلع الاستراتيجية والموارد الطبيعية التي تزخر بها الأراضي السورية، مما يحول الورقة النقدية من مجرد وسيلة تبادل تجاري إلى لوحة فنية تحكي قصة بلد غني بمقوماته، وتكرس الانتماء للوطن بعيداً عن أي حسابات سياسية ضيقة أو تمجيد فردي لا يخدم المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.

الخطة الزمنية والآلية الرسمية لتبديل العملة الوطنية

حددت السلطات المالية ملامح واضحة لعملية التبديل، وهو ما كشف عنه حاكم مصرف سوريا المركزي، عبدالقادر الحصرية، موضحاً أن الانطلاق الرسمي لتداول الفئات النقدية الجديدة سيكون متاحاً وفق جدول زمني دقيق؛ ولتوضيح المعايير المتبعة عند إصدار العملة السورية الجديدة بحذف صفرين، يمكن تلخيص البيانات الأساسية في النقاط والجدول التالي:

  • تحويل القيمة الاسمية بحيث تصبح كل 100 ليرة قديمة تساوي ليرة واحدة جديدة.
  • اعتماد فترة زمنية أولية للتبديل تضمن وصول السيولة لكافة المناطق الجغرافية.
  • توفير مراكز تبديل تحت إشراف المصرف المركزي لمنع أي عمليات احتيال أو مضاربة.
  • التزام الدولة الكامل باستبدال كافة المبالغ النقدية والمكتنزات التي يحوزها المواطنون دون استثناء.
البيان التفاصيل المعتمدة
تاريخ البدء الفعلي للتبديل الأول من يناير/كانون الثاني 2026
المدة الزمنية للعملية 90 يوماً (قابلة للتمديد)
سعر الصرف الداخلي 100 قديم = 1 جديد
الجهة المشرفة مصرف سوريا المركزي وقنواته الرسمية

وصف الرئيس السوري هذه المرحلة بأنها “حساسة للغاية”، موجهاً نداءات عاجلة للمواطنين بضرورة التحلي بالهدوء والمسؤولية لإتمام عملية إصدار العملة السورية الجديدة بحذف صفرين بنجاح؛ وحذر الشرع بشدة من الانجرار وراء حالة “الفزع” أو التخلص العشوائي من الكتلة النقدية القديمة في السوق السوداء، مؤكداً أن الدولة ضامنة لكل قرش يملكه السوريون، كما شدد على أهمية تجنب التزاحم المبالغ فيه على مراكز الصرف لتفادي الإضرار باستقرار سعر الصرف، خاصة مع عزم المركزي ضخ السيولة الجديدة تدريجياً وبطريقة مدروسة لمحاصرة التضخم ومنع المضاربات الوهمية التي قد تستهدف الليرة خلال الفترة الانتقالية، مما يضمن تدفقاً نقدياً آمناً يدعم الاستقرار المجتمعي في ظل إصدار العملة السورية الجديدة بحذف صفرين بموعدها المحدد.