لقاء بيروت.. تفاصيل مباحثات نبيه بري مع وزير البترول المصري بشأن التعاون المشترك

تعزيز التعاون بين مصر ولبنان في مجال الغاز الطبيعي يشكل المحور الجوهري لتوطيد الروابط الاستراتيجية والاقتصادية التي تجمع بين القاهرة وبيروت، حيث تسعى الدولتان عبر تحركات دبلوماسية وفنية مكثفة إلى إرساء قواعد صلبة تضمن تأمين احتياجات الطاقة وتحقيق التكامل الإقليمي المنشود؛ وتأتي الزيارات المتبادلة بين وفود البلدين لتعكس رغبة الدولة المصرية الصادقة في مساندة الجانب اللبناني عبر استغلال الخبرات الواسعة والتقنيات المتطورة التي تمتلكها في قطاع الهيدروكربونات، مما يساهم في دفع عجلة التنمية وتوفير بدائل طاقة مستدامة تدعم استقرار قطاع الكهرباء والصناعة في لبنان الشقيق وتعود بالنفع المباشر على معيشة المواطنين في كلا البلدين.

آفاق تعزيز التعاون بين مصر ولبنان في مجال الغاز الطبيعي

استقبل رئيس مجلس النواب اللبناني، السيد نبيه بري، في مقر قصر عين التينة ببيروت، المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية المصري والوفد المرافق له في جلسة عمل تمتاز بالشفافية والحرص على تعميق أواصر الأخوة؛ إذ تمحورت النقاشات حول الأهمية الاستراتيجية لملف الطاقة وسبل تنفيذ الخطط الطموحة التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين مصر ولبنان في مجال الغاز وتحديث البنى التحتية اللازمة لاستقبال التدفقات، وقد أبدى الجانب اللبناني تقديره الكبير للمواقف المصرية الثابتة والداعمة للاستقرار في لبنان، مؤكداً أن هذه الشراكة التاريخية تمثل نموذجاً فريداً للعمل العربي المشترك القائم على تبادل المصالح، فيما شدد المهندس كريم بدوي على أن كافة الإمكانات اللوجستية والفنية بالوزارة مسخرة لخدمة الأشقاء اللبنانيين، رغبةً في بناء تحالف قوي يستفيد من تميز الموقع الجغرافي لكلا الدولتين في منطقة شرق المتوسط التي باتت مركزاً عالمياً للطاقة.

خطة العمل المشتركة لتطوير قطاع الطاقة والغاز

إن نجاح مساعي تعزيز التعاون بين مصر ولبنان في مجال الغاز يعتمد بشكل رئيسي على وضع آليات تنفيذية وجداول زمنية واضحة تضمن تدفق الموارد بكفاءة عالية، وهو ما جعل وزير البترول المصري يؤكد على انطلاق عمل اللجان الفنية المشتركة فوراً لمباشرة مهامها في تنفيذ الرؤى الاستراتيجية المتفق عليها؛ فالخبرات المصرية المتراكمة في مجالات استكشاف وإنتاج وإسالة الغاز تعد رصيداً تقنياً حيوياً يمكن للبنان الاستناد إليه لتأسيس قطاع طاقة وطني قوي قادر على الصمود والمنافسة، ولضمان ديمومة هذه الشراكة، تم التوافق على استمرار التنسيق بين الكوادر الهندسية والتركيز على برامج نقل المعرفة وتدريب الشباب اللبناني على أحدث أنظمة صناعة الغاز، مما يفتح الأبواب أمام استثمارات دولية كبرى تساهم في تحقيق استكشافات تجارية واعدة تلبي الطلب المحلي وتفتح آفاقاً رحبة لتصدير الفائض المستقبلي للأسواق الإقليمية.

العوائد الاقتصادية نتيجة تعزيز التعاون بين مصر ولبنان في مجال الغاز

تعتبر هذه التحركات الرسمية خطوة جادة نحو إعادة صياغة خريطة الطاقة في المنطقة، حيث يمثل الغاز الطبيعي الركيزة الأساسية لنمو الاقتصادات الحديثة والوسيلة الأقل تكلفة لتشغيل محطات الكهرباء والمصانع العملاقة؛ وهذا ما يجعل من تعزيز التعاون بين مصر ولبنان في مجال الغاز ضرورة حتمية لتجاوز الأزمات الاقتصادية التي يواجهها لبنان حالياً، ومن المنتظر أن تترجم هذه المباحثات إلى نتائج ملموسة تشمل زيادة حجم التدفقات وتطوير شبكات الربط الإقليمي، ولتحقيق هذه الغايات تم التركيز على مجموعة من المحاور الأساسية:

• تفعيل لجان العمل التقنية بشكل فوري لضمان انسيابية عمليات الضخ وتذليل أي معوقات فنية محتملة.
• تقديم الخبرات القانونية والتشريعية المصرية لدعم صياغة الأنظمة المنظمة لسوق الغاز اللبناني.
• فتح المجال أمام الشركات المصرية المتخصصة للمساهمة في صيانة وتجهيز منشآت الطاقة اللبنانية المتهالكة.
• تنسيق المواقف الرسمية في منتدى غاز شرق المتوسط بهدف حماية المصالح المشتركة وتعظيم المكاسب.

إن ترسيخ هذا التحالف بين القاهرة وبيروت يعكس وعياً عميقاً بأهمية استثمار الثروات الطبيعية في دعم الاستقلال الاقتصادي، لاسيما وأن تعزيز التعاون بين مصر ولبنان في مجال الغاز يسهم في إيجاد حلول جذرية لأزمات الطاقة المزمنة؛ وبذلك تستمر مصر في القيام بدورها كمركز إقليمي محوري لتجارة الطاقة، مؤكدة أن التكامل والتعاون هو الطريق الوحيد لتحقيق الازدهار المستدام للشعبين والوصول إلى مستقبل مشرق تسوده الرفاهية.