تراجع حاد.. جني الأرباح يطيح بأسعار الذهب والفضة من مستويات قياسية رفيعة

أسباب تراجع أسعار الفضة بشكل حاد تعد المحور الأساسي الذي يشغل بال المستثمرين حالياً بعد أن شهد المعدن الأبيض تقلبات عنيفة أطاحت بمواصفات صعوده القياسي، حيث سجلت الأسواق تراجعاً كبيراً عقب تجاوز الأونصة حاجز 80 دولاراً للمرة الأولى في تاريخها، وهو ما أدى إلى توقف موجة الارتفاع التي غذتها عمليات المضاربة الصينية الكثيفة، بينما لحق الذهب بهذا المسار مسجلاً أكبر انخفاض له منذ شهرين كاملين.

تأثيرات الطلب الصيني على أسباب تراجع أسعار الفضة بشكل حاد

تعتبر التحركات الاستثمارية في الأسواق الآسيوية من أهم أسباب تراجع أسعار الفضة بشكل حاد في الوقت الراهن، إذ جاء هذا الهبوط بعد ساعات قليلة من وصول المعدن إلى ذروة عند 84 دولاراً للأونصة، وقد تسببت زيادة الطلب في شنغهاي برفع علاوات الأسعار الفورية هناك بفرق شاسع وصل إلى 8 دولارات للأونصة مقارنة بأسعار بورصة لندن؛ وهو فارق سعري تاريخي لم يسبق رصده من قبل، ومع تدفق هذه البيانات تراجع المعدن الأبيض بنسبة تجاوزت 9% في يوم واحد، محققاً بذلك أقسى وتيرة هبوط يومي منذ عام 2021، حيث لفت المحللون الفنيون إلى أن وتيرة الصعود كانت متسارعة للغاية وغير مستدامة فنياً، وقد أظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) للفضة خلال أسبوعين قراءة استقرت عند 67، وذلك بعد أن ظل هذا المؤشر فوق مستوى 70 لثلاثة أسابيع متتالية؛ وهو ما يعزز القناعة بأن السوق قد دخلت منطقة “ذروة الشراء” التي تستدعي تصحيحاً سعرياً عميقاً لإعادة التوازن للأسواق العالمية والمحلية في آن واحد.

دور صناديق الاستثمار والمضاربة في أسباب تراجع أسعار الفضة بشكل حاد

أبدت مؤسسات مالية كبرى مثل “UBS SDIC” قلقاً متزايداً من احتمالية تكبد المتداولين خسائر جسيمة نتيجة التحولات المفاجئة في الأسواق الصاعدة، وهذا القلق يمثل أحد أسباب تراجع أسعار الفضة بشكل حاد حالياً، خاصة بعد أن قفزت علاوة الصندوق لأكثر من 60% فوق قيمة الأصول الأساسية المرتبطة بعقود بورصة شنغهاي للعقود الآجلة، وتبرز مجموعة من العوامل التي تزيد من حساسية هذا المعدن مقارنة بالذهب، ومنها ما يلي:

  • الاستخدام الكثيف للمعدن في الصناعات التكنولوجية وخاصة الخلايا الشمسية.
  • اقتراب المخزونات العالمية من مستويات منخفضة تاريخية تهدد سلاسل الإمداد.
  • اعتماد بورصات كبرى مثل “كومكس” إجراءات رفع الهوامش للحد من المراهنات السعرية.
  • التوجه للحد من المضاربات العشوائية التي ترفع حدة التذبذبات اليومية.

وبناءً على هذه الضغوط، قامت مجموعة “CME” برفع الهوامش اعتباراً من يوم الاثنين، في خطوة تهدف بشكل مباشر إلى السيطرة على السوق ومنع الانفجار السعري غير المدروس، وهو ما ساهم في الضغط على الأسعار هبوطاً لتصل إلى مستويات أدنى من مناطق القمة المسجلة مؤخراً.

أزمة الخزائن العالمية وأسباب تراجع أسعار الفضة بشكل حاد

يرتبط فهم أسباب تراجع أسعار الفضة بشكل حاد بالأزمة التي واجهتها خزائن لندن قبل شهرين فقط، حيث تسببت التدفقات الخارجة نحو صناديق المؤشرات وتزايد الصادرات إلى الهند في تآكل المخزونات المتاحة بشكل حاد، ورغم عودة بعض التدفقات للخزائن البريطانية لاحقاً، إلا أن الكتلة الأكبر من الفضة العالمية لا تزال محتجزة في نيويورك، بانتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الأمريكية التي قد تفرض تعريفات جمركية أو قيوداً تجارية جديدة تؤثر على حركة المعدن دولياً، وتوضح الأرقام التالية حجم الانخفاضات التي طالت قطاع المعادن الثمينة خلال التداولات الأخيرة:

المعدن الثمين نسبة الانخفاض الأخيرة السعر المسجل (دولار/أونصة)
الفضة (السعر الفوري) 9.2% 71.96
الذهب 4.4% 4334.14
البلاتين 13%
البلاديوم 15%

أسباب تراجع أسعار الفضة بشكل حاد شملت أيضاً تأثيرات فنية على المعادن الشقيقة، حيث عانى البلاديوم من أكبر سقوط له منذ عام 2022، بينما تراجع الذهب إلى ما دون 4329 دولاراً للأونصة بعد فقدانه الزخم الذي اكتسبه الأسبوع الماضي، ليبقى المشهد رهن التطورات الجيوسياسية والاقتصادية ومدى قدرة الأسواق على امتصاص فائض المضاربات الذي أدى إلى هذه الفجوات السعرية الكبيرة بين البورصات العالمية والمحلية في الصين.