تراجع 105 جنيهات.. أسعار الذهب في مصر وعيار 21 يسجل رقماً جديداً

توقعات أسعار الذهب في السوق المحلية والعالمية تسيطر على اهتمامات المستثمرين حاليًا بعد أن شهدت الأسواق تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، حيث أثر ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وعمليات جني الأرباح المكثفة على حركة المعدن النفيس، بالتوازي مع التفاؤل الحذر بشأن مفاوضات السلام في أوكرانيا وضعف التداولات المعتاد مع اقتراب أعياد نهاية العام، مما جعل المتابعين يترقبون المسار القادم للملاذ الآمن بدقة بالغة وتساؤلات حول جدوى الشراء في الوقت الراهن.

توقعات أسعار الذهب في السوق المحلية والعالمية بعد التراجعات الأخيرة

أوضحت تقارير حية من منصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت أن المعدن الأصفر سجل هبوطًا ملموسًا، حيث كشف سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، أن الجرام محليًا فقد نحو 105 جنيهات من قيمته دفعة واحدة؛ ليسجل سعر عيار 21 الأكثر انتشارًا مستوى 5970 جنيهًا، بينما لم يكن السوق العالمي بمنأى عن هذا النزيف السعري، إذ تراجعت الأوقية بنحو 126 دولارًا لتستقر عند مستوى 4407 دولارات، ويعكس هذا التحرك الفجائي رغبة المستثمرين في تسييل جزء من أرباحهم المحققة خلال العام الجاري الذي شهد أداءً استثنائيًا، ويمكن تلخيص الأسعار المسجلة في الصاغة المصرية خلال تداولات اليوم عبر الجدول التالي:

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب في السوق المحلية والعالمية

تأتي هذه الانخفاضات بعد أسبوع من الصعود التاريخي، حيث كان الذهب قد حقق طفرة قوية زاد خلالها عيار 21 بنحو 285 جنيهًا؛ منطلقًا من 5790 جنيهًا ليصل إلى 6075 جنيهًا قبل الإغلاق الأخير، وعلى المستوى العالمي، قفزت الأوقية بنحو 194 دولارًا بعد أن بدأت تعاملات الأسبوع الماضي عند 4339 دولارًا لتلامس قمة قياسية غير مسبوقة عند 4555 دولارًا، ويرى الخبراء أن قوة الدولار الحالية ترفع تكلفة اقتناء الذهب لحائزي العملات الأخرى، وهو ما يضغط على الأسعار ويدفعها للتراجع المؤقت من قمتها التاريخية التي سجلتها في الساعات الأولى من التداولات الأوروبية، ومع ذلك فإن أي تراجع إضافي قد يكون محدود الأمد لعدة أسباب جوهرية منها:

• ترقب خفض أسعار الفائدة الأمريكية بحلول عام 2026 مما يقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن.
• استمرار التوترات الجيوسياسية العالمية التي تعزز مكانة الذهب كدرع واقٍ ضد تقلبات العملات.
• حالة الهدوء النسبي المرتبطة بعطلات رأس السنة ومراقبة بيانات مبيعات المنازل المعلقة في أمريكا.
• الغموض المحيط باستقلالية البنك المركزي الأمريكي وتصريحات ترامب بشأن السياسة النقدية المستقبلية.

رؤية المؤسسات الدولية حول توقعات أسعار الذهب في السوق المحلية والعالمية

على الصعيد السياسي والاقتصادي، يتابع العالم تصريحات دونالد ترامب بشأن التقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، ورغم حديثه عن “تقدم كبير” مع زيلينسكي، إلا أن ملف الحدود والترتيبات النهائية قد يستغرق أسابيع، مما يبقي على حالة عدم اليقين قائمة؛ وبالإضافة لذلك، أظهرت بيانات سوق العمل الأمريكي انخفاض طلبات إعانة البطالة إلى 214 ألف طلب، وهو ما جاء أفضل من التوقعات، مما قد يمنح الفيدرالي مساحة للمناورة بشأن الفائدة، وتجدر الإشارة إلى أن الفيدرالي خفض الفائدة ثلاث مرات هذا العام، وتتوقع الأسواق خفضين إضافيين في 2026، حيث تشير أداة “سي إم إي فيد واتش” إلى احتمالية تبلغ 18.3% لخفض إضافي في يناير المقبل، وهو ما يدعم استمرار الاتجاه الصعودي للذهب على المدى المتوسط رغم ظهور إشارات تشبع شرائي تقنية تستدعي من المشترين توخي الحذر قبل الدخول في صفقات جديدة.

وفيما يخص الآفاق بعيدة المدى، فجر بنك “يو بي إس” السويسري مفاجأة برفع توقعاته لسعر الأوقية إلى 5000 دولار خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2026، مبررًا ذلك بزيادة الطلب والضغوط الاقتصادية وتصاعد المخاطر المالية، وقد يذهب السعر بعيدًا ليصل إلى 5400 دولار في حال تفاقم القلاقل السياسية أو الأزمات المالية العالمية، ورغم أن البنك يرجح حدوث تصحيح هبوطي طفيف في نهاية 2026 ليستقر السعر عند 4800 دولار، إلا أن الزخم العام يظل إيجابيًا للغاية، خاصة بعد أن حقق الذهب 50 قمة قياسية منذ بداية العام الجاري مسجلاً مكاسب بنسبة 70%، وهو الأداء الأفضل للمعدن الأصفر منذ السبعينيات، مما يكرس بقوة أهمية متابعة توقعات أسعار الذهب في السوق المحلية والعالمية كأداة رئيسية لحفظ القيمة في أوقات التحولات الكبرى.