سعر الصرف يستقر.. الين الياباني يترقب قراراً مرتقباً بشأن رفع أسعار الفائدة الحالية

سعر الين الياباني مقابل الدولار والعملات الأجنبية استقطب اهتمام المستثمرين مطلع هذا الأسبوع؛ حيث سجلت العملة اليابانية مكاسب طفيفة ومحدودة في تعاملات اليوم الاثنين، وذلك عقب موجة تراجع شهدتها في نهاية الأسبوع الماضي تأثراً بصدور محضر اجتماع بنك اليابان؛ إذ يسعى المتعاملون حالياً لاستشراف التوقيت المرجح لزيادات إضافية في أسعار الفائدة اليابانية، ومدى احتمالية تدخل السلطات النقدية لدعم العملة في سوق الصرف، في ظل سيولة ضعيفة تزامنت مع اقتراب عطلات نهاية العام التي أثرت بشكل مباشر على تحركات العملات الأوروبية الرئيسية مقابل نظيراتها العالمية.

التوقعات المستقبلية لتحركات “سعر الين الياباني مقابل الدولار” في ظل قرارات الفائدة

أظهر ملخص الآراء المتعلق باجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان لشهر ديسمبر أن المسؤولين ناقشوا بجدية ضرورة المضي قدماً في سياسة رفع أسعار الفائدة؛ الأمر الذي يعكس رغبة في تقليص الفجوة النقدية مع الاقتصادات الكبرى، وقد أكدت وزيرة المالية اليابانية ساتسوكي كاتاياما أن الحكومة تمتلك كامل الهامش للمناورة والتدخل إذا ما شهدت العملة تحركات مفرطة وغير مبررة؛ مما دفع المستثمرين إلى توخي الحذر وتقليص مراكز الشراء على زوج الدولار/ين، ومع ذلك يرى خبراء اقتصاد أن النظرة التشاؤمية تجاه العملة اليابانية لا تزال تسيطر على تقاطعات أخرى؛ حيث يظهر ضعف الين بوضوح أمام العملات ذات العائد المرتفع مثل الدولار الأسترالي، في حين تبحث الأسواق عن الهوية الحقيقية للين الياباني كملاذ آمن في ظل التقلبات الجيوسياسية الراهنة وضغوط التضخم العالمي المستمرة.

• تحركات سعر الين الياباني مقابل الدولار تخضع لمراقبة دقيقة من قبل وزيرة المالية ساتسوكي كاتاياما.
• تزايد ضغوط البيع على الين الياباني في مواجهة الدولار الأسترالي والعملات الرئيسية الأخرى.
• توقعات باستمرار بنك اليابان في مسار رفع الفائدة نظراً لبقاء الفوائد الحقيقية في النطاق السلبي.
• الأسواق العالمية تترقب محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي لتحديد اتجاهات العملة الخضراء مستقبلاً.

تأثير السياسات النقدية لبنك اليابان على استقرار سعر الين الياباني مقابل الدولار

رفع بنك اليابان سعر الفائدة الرئيسي مؤخرًا إلى مستوى 0.75%، وهو المعدل الأعلى الذي تشهده البلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود، مقارنة بنحو 0.5% في الفترة السابقة؛ وبرر أعضاء المجلس هذا القرار بضرورة مواجهة التضخم الذي جعل معدلات الفائدة الحقيقية سلبية بشكل كبير، ورغم هذه الخطوة الجريئة، لم ينجح الين في وقف نزيفه بشكل كامل؛ إذ تراجع إلى مستويات 157.78 مقابل الدولار خلال شهر ديسمبر، مما أعاد إلى الأذهان التدخل الحكومي المباشر الذي حدث في يوليو 2024 عندما قفز الزوج إلى 161.96 وهو أدنى مستوى للين في 38 عاماً؛ ويوضح الجدول التالي التطورات الرقمية الأخيرة في أسواق الصرف والعملات المرتبطة بالتحركات اليابانية:

العوامل الجيوسياسية المحيطة بتقلبات سعر الين الياباني مقابل الدولار والأسواق الناشئة

في ظل شح البيانات الاقتصادية المنتظرة هذا الأسبوع، انتقل تركيز المستثمرين لمتابعة الملفات الجيوسياسية التي تؤثر بشكل غير مباشر على سعر الين الياباني مقابل الدولار؛ فمن جهة تبرز تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول اقتراب التوصل لاتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا، ومن جهة أخرى تتصاعد التوترات في شرق آسيا مع المناورات العسكرية الصينية حول تايوان والتحركات الصاروخية لكوريا الشمالية، وتتجه الأنظار أيضاً إلى محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) لمعرفة توجهات الفيدرالي الأمريكي بعد خفض الفائدة الأخير، خاصة مع وجود تباين في التوقعات بين المحللين الذين يراهنون على خفضين إضافيين بينما لم يتوقع البنك سوى خفض واحد؛ ويشير محللون في “غولدمان ساكس” إلى أن المحاضر القادمة قد تكشف عن خلافات داخلية عميقة بشأن المسار النقدي المستقبلي، وهو ما قد يزيد من حدة التذبذب في قيمة العملات وتراجع الدولار الأسترالي والفرنك السويسري في ختام التعاملات الأخيرة.