قفزة قياسية.. الصين تضاعف واردات الذهب عبر هونغ كونغ في أحدث تقرير اقتصادى

واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ شهدت قفزة نوعية ومفاجئة خلال شهر نوفمبر من عام 2025، حيث كشفت أحدث الاحصائيات الرسمية الصادرة عن دائرة الإحصاء في هونغ كونغ عن نمو هائل في الواردات الصافية بنسبة تجاوزت 101.5% مقارنة بمستويات شهر أكتوبر السابق له مباشرة؛ إذ قفزت الكميات المسجلة من نحو 8.02 طن متري لتصل إلى 16.16 طن متري، الأمر الذي يعكس بوضوح استعادة السوق الصيني لزخمه القوي في اقتناء المعدن النفيس بصفته المستهلك الأكبر للمعدن الأصفر على مستوى العالم أجمع.

نمو واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ وتأثيرها العالمي

رغم أن البيانات الرسمية القادمة من هونغ كونغ لا تستخلص الحجم الكلي والنهائي لما تستورده العملاقة الآسيوية، وذلك بسبب القنوات الموازية الأخرى للاستيراد المباشر عبر مدن استراتيجية مثل شنغهاي والعاصمة بكين، إلا أن الأرقام الحالية تعطي دلالة قطعية على النشاط المحموم داخل السوق الصيني؛ حيث سجل إجمالي الواردات عبر بوابة هونغ كونغ ما يربو على 30.22 طن متري بزيادة طفيفة قدرت بنحو 0.5% عن الشهر الفائت، وهذا التدفق المستمر للسبائك والعملات الذهبية يضع ضغوطاً إيجابية وتأثيرات ملموسة على حركة الأسعار في البورصات العالمية، فالسوق تترقب دائماً تحركات التنين الصيني لفهم اتجاهات العرض والطلب المستقبلي خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية الراهنة التي تدفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة تحمي مدخراتهم من التآكل وتذبذب العملات الورقية.

العوامل المحلية المحركة لزيادة واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ

شهدت كواليس السوق المحلية الصينية في الآونة الأخيرة تغيرات استثنائية في هيكلة الأسعار وفقاً لما أدلى به المحلل المستقل “روس نورمان”، حيث أوضح أن الفروق بين الأسعار المحلية والعالمية تراوحت بين علاوات سعرية محدودة وخصومات كبرى تعكس المزاج الشرائي المتباين لدى الصينيين؛ إذ تم تداول الذهب محلياً بخصومات تراوحت ما بين 15 و30 دولاراً للأونصة الواحدة مقارنة بالأسعار العالمية السائدة، وقد بلغت هذه الخصومات مستويات تاريخية في الأسابيع الماضية حين وصلت إلى 64 دولاراً وهو الخصم الأعمق الذي تشهده البلاد منذ أكثر من خمس سنوات مضت، وتلعب هذه التخفيضات السعرية دوراً حيوياً في تنشيط واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ من خلال جذب المشترين لتعويض الضعف الطارئ في مستويات الطلب لدى قطاع التجزئة، ولا بد من الإشارة إلى أن الفترة الحالية من العام تعد موسماً مغرياً للغاية للاستيراد بسبب الاقتراب التدريجي من احتفالات السنة القمرية الجديدة التي يرتفع فيها الطلب الموسمي بشكل تقليدي وكبير.

• تحفيز الطلب المحلي عبر الخصومات السعرية الكبيرة مقارنة بالسعر العالمي.
• الاستعداد المبكر لموسم الهدايا والمشتريات المرتبط بالسنة القمرية الجديدة.
• تحوط المستثمرين الأفراد من تقلبات الأسواق المالية المحلية عبر الذهب.
• تعزيز مراكز الشراء عند وصول الأسعار لمستويات دعم فنية جذابة.

استراتيجية تعزيز الاحتياطيات وتأثير واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ

لم تكتفِ المؤسسات الخاصة والأفراد بزيادة المشتريات، بل استمر البنك المركزي الصيني في نهجه التوسعي الذي ساهم في دعم واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ بشكل غير مباشر، حيث رفع حيازاته الرسمية من المعدن الأصفر للشهر الثالث عشر على التوالي لتصل إلى 74.12 مليون أونصة تروي دقيقة بنهاية شهر نوفمبر الماضي؛ وتأتي هذه التحركات في وقت سجلت فيه أسعار الذهب الفورية قفزة هائلة بنسبة 72% منذ مطلع العام الحالي لتلامس مستوى قياسياً غير مسبوق عند 4,549.71 دولار للأونصة، في أكبر مكسب مئوي سنوي يتم رصده منذ عام 1979، وبناءً على تقارير وكالة رويترز فإن هذه الموجة الصعودية القوية وجدت دعماً كبيراً من السياسات النقدية التيسيرية التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في مناطق مختلفة من العالم، وزيادة شهية البنوك المركزية الكبرى وتدفق السيولة نحو صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب الفيزيائي الحقيقي.

تتقاطع العوامل الاقتصادية المختلفة لتجعل من مراقبة واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ ضرورة ملحة لكل مهتم بأسواق المال، فالمزيج بين شراء البنك المركزي وطلبات القطاع الخاص يضمن تدفقاً مستمراً للمعدن نحو الشرق؛ وهذا السلوك الاستثماري الرصين من الجانب الصيني يؤكد أن الذهب سيبقى المكون الأساسي في الاستراتيجيات المالية لمواجهة الأزمات العالمية بنجاح وثبات.