اتفاقية مصرية لبنانية.. مذكرة تفاهم جديدة لتعزيز إنتاج الكهرباء عبر الغاز الطبيعي

التعاون بين مصر ولبنان في قطاع الغاز الطبيعي يمثل حجر الزاوية في استراتيجية البلدين لتأمين موارد الطاقة وتحقيق الاستقرار في الشبكات الكهربائية، حيث تعكس هذه الخطوة عمق الروابط التاريخية والسياسية التي تجمع بين القاهرة وبيروت في مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة، ومن هنا تبرز أهمية التنسيق الفني والتقني لنقل التكنولوجيا المصرية الرائدة لرفع كفاءة المنظومة الطاقية اللبنانية بفاعلية كبيرة.

أعلن وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس كريم بدوي، خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة بيروت، أن الدولة المصرية ملتزمة بتقديم كامل إمكاناتها الفنية لتعزيز التعاون بين مصر ولبنان في قطاع الغاز الطبيعي عبر مسارات متعددة تشمل نقل الخبرات المكتسبة في عمليات استكشاف الحقول البحرية والبرية وتطوير آليات الاستخراج المتطورة، إذ يمتد هذا الدعم ليشمل قطاعات النقل والتوزيع وشبكات الإمداد الموجهة للمصانع والمنازل والمحطات المخصصة لتوليد الطاقة الكهربائية؛ وخلال لقاء رسمي جرى في قصر بعبدا مع الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون، تم استعراض الرؤى المشتركة لتطوير الشراكة الثنائية بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ قطاع الطاقة العالمي والمحلي.

اتفاقيات استراتيجية لتعزيز التعاون بين مصر ولبنان في قطاع الغاز الطبيعي

تواصل وزارة البترول المصرية جهودها الدؤوبة لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية بشأن مساندة الأشقاء، حيث كشف المهندس كريم بدوي عن خطة تنفيذية تتضمن تشكيل مجموعات عمل متخصصة ومشتركة بين وزارتي البترول في مصر والطاقة في لبنان، لإدارة الملفات الفنية وتنسيق الجهود اليومية الرامية لتوطين الخبرات المصرية في القطاع اللبناني؛ وتهدف هذه المجموعات إلى ضمان استمرارية تدفق المعلومات والخبرات في مجالات البنية التحتية، وهو ما يجسد حرص القاهرة على تعميق أطر العلاقات الثنائية ودفع الدولة اللبنانية نحو مسار الاستقرار والازدهار والتقدم المنشود، وتتضمن مجالات التنسيق الفني العناصر الموضحة في الجدول التالي:

مجال التعاون الفني النشاط المستهدف
استكشاف وإنتاج الحقول نقل خبرات المسح السيزمي والحفر
البنية التحتية والشبكات تطوير خطوط النقل ومحطات التوزيع
توليد الطاقة الكهربائية تأمين إمدادات الغاز للمحطات اللبنانية

آفاق مستقبلية لتطوير التعاون بين مصر ولبنان في قطاع الغاز الطبيعي

يمثل ملف الطاقة أولوية قصوى في أجندة العمل المشترك، حيث أوضح الوزير المصري أن توفير الغاز لمحطات الكهرباء اللبنانية سيسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الحياة والخدمات المقدمة للمواطنين في لبنان، مشدداً على أن الروابط التاريخية المتينة هي المحرك الأساسي لهذه التحركات الاقتصادية التي تستهدف تلبية الاحتياجات العاجلة لقطاع الطاقة اللبناني؛ ومن جانبه أعرب الرئيس اللبناني جوزيف عون عن خالص تقديره للمواقف المصرية الدائمة والداعمة لبلاده، مشيراً إلى أن لبنان يثمن عالياً الاستجابة السريعة من الجانب المصري لمطالب بيروت، خاصة أن توقيع مذكرة التفاهم الجديدة يعد خطوة عملية في سبيل زيادة معدلات إنتاج الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الموارد المصرية المتوفرة والخبرات المتراكمة لدى الكوادر في القاهرة.

  • تحفيز عمليات التنقيب في المياه الإقليمية من خلال الخبرات الفنية المصرية.
  • إعادة تأهيل خطوط الغاز القائمة لرفع كفاءة النقل والحد من الفواقد.
  • تبادل الزيارات الميدانية بين مهندسي البلدين لتدريب الكوادر اللبنانية.
  • تطوير برامج مشتركة لصيانة محطات التوليد التي تعمل بالغاز الطبيعي.

تأثير التعاون بين مصر ولبنان في قطاع الغاز الطبيعي على الإنتاج المحلي

بالتوازي مع هذه التحركات الإقليمية، يشهد قطاع البترول المصري نشاطاً مكثفاً لزيادة معدلات الإنتاج، حيث تم تسجيل زيادة ملحوظة في منطقتين بالصحراء الغربية بواقع 12 ألف برميل يومياً، كما نجحت شركة عجيبة للبترول في وضع بئر (Arcadia-28) على خريطة الإنتاج بمعدل 4100 برميل يومياً، بالإضافة إلى تفقد وزير البترول لأعمال حفر أول بئر ضمن البرنامج الاستثماري الجديد لشركة “إيني” العالمية في منطقة خليج السويس؛ وتصب هذه النجاحات في صالح استدامة التعاون بين مصر ولبنان في قطاع الغاز الطبيعي، حيث تساهم قوة الموقف الإنتاجي المصري في طمأنة الأسواق الإقليمية وتوفير فوائض كافية للتصدير ودعم الدول المجاورة، مما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي رائد لتداول وتجارة الطاقة في شرق المتوسط.

عبر الرئيس اللبناني عن تمنياته لمصر قيادة وشعباً بمزيد من السلام والتقدم، محملاً الوزير المصري رسالة تحية وتقدير إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي على مواقفه النبيلة تجاه لبنان، حيث يرى الجانبان أن التعاون بين مصر ولبنان في قطاع الغاز الطبيعي هو مجرد بداية لمرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي الذي سينعكس إيجاباً على رفاهية الشعبين واستقرار المنطقة بشكل شامل خلال السنوات القليلة القادمة.