تحركات الذهب.. أسعار المعدن الأصفر تتراجع بينما الفضة تسجل مستويات قياسية جديدة

توقعات أسعار الذهب والفضة في الأسواق العالمية تشغل بال المستثمرين بشكل كبير مع بداية تعاملات الأسبوع الحالي يوم الإثنين؛ حيث شهدت الساحة المالية تحركات متباينة تعكس حالة الترقب الشديد لما ستؤول إليه الأوضاع الاقتصادية العالمية نتيجة المتغيرات الجيوسياسية والصناعية المتسارعة، وهذا ما دفع البعض لإعادة تقييم مراكزهم المالية وضخ سيولة إضافية في أصول معينة مقابل التخلي عن أخرى رغبة في تأمين مكاسب سريعة ومضمونة في ظل التقلبات المستمرة التي تفرضها البنوك المركزية والطلب الصناعي المتنامي على المعادن النفيسة في مختلف القارات.

توقعات أسعار الذهب والفضة في ظل عمليات جني الأرباح

شهدت بداية التداولات الصباحية اليوم الإثنين انخفاضًا طفيفًا في قيمة المعدن الأصفر بنسبة وصلت إلى 0.1 بالمئة ليستقر سعر الأونصة عند مستوى 4527.79 دولارًا، ويأتي هذا التراجع الطفيف كخطوة طبيعية وتصحيحية بعد أن لامس الذهب مستويات قياسية غير مسبوقة في الجلسات السابقة حينما وصل إلى 4549.71 دولارًا للأونصة الواحدة؛ إذ يميل المتعاملون في البورصات العالمية إلى بيع جزء من حيازاتهم لتسييل الأرباح التي تحققوا منها خلال موجات الارتفاع المتتالية، ومن الملاحظ أن توقعات أسعار الذهب والفضة تظل مرتبطة بمدى قدرة الذهب على التماسك فوق مستويات دعم فنية معينة تمنع انجرافه نحو مستويات أدنى، خاصة وأن المعدن لا يزال يحتفظ بجاذبيته كأداة للتحوط ضد التضخم رغم هذه التراجعات التي يصفها المحللون بأنها تقنية وبسيطة ومؤقتة في سياق الاتجاه الصعودي العام الذي يشهده السوق العالمي منذ عدة أشهر مضت.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب والفضة اليوم

على النقيض من مسار الذهب الصباحي، انفجرت أسعار الفضة صعودًا بنسبة مذهلة بلغت 3.8 بالمئة لتصل إلى 82.15 دولارًا للأوقية، وذلك بعد أن سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق في وقت مبكر من الصباح عند 83.62 دولارًا، وتلعب مجموعة من العوامل الدور الأبرز في رسم توقعات أسعار الذهب والفضة للفترات القادمة، حيث يمكن تلخيص هذه العوامل في النقاط التالية:

  • الزيادة الكبيرة في الطلب الصناعي خاصة في قطاعات الطاقة المتجددة وصناعة الألواح الشمسية التي تستهلك كميات ضخمة من الفضة.
  • تهاوي المخزونات العالمية من المعادن البيضاء في المستودعات الرئيسية مما خلق فجوة واضحة بين العرض المحدود والطلب المتزايد.
  • القيود المفروضة على سلاسل التوريد وعمليات التعدين التي قلصت من حجم الإنتاج العالمي السنوي للمعادن الثمينة.
  • التوجه الاستثماري القوي نحو الفضة كبديل أرخص للذهب مع إمكانيات نمو سنوية تتجاوز بمراحل ما حققه المعدن الأصفر.

تحليل بيانات المعادن الثمينة وتغيرات البورصة

تظهر الأرقام المسجلة منذ مطلع العام الجاري تفوقًا صريحًا للفضة التي قفزت بنسبة 181 بالمئة، وهي تسير بخطى ثابته نحو تسجيل أفضل أداء سنوي لها منذ عام 1951 ميلادي، متفوقة بوضوح على الذهب الذي ارتفع بنسبة 72 بالمئة خلال نفس الفترة الزمنية، ولتوضيح الصورة بشكل أدق حول توقعات أسعار الذهب والفضة وبقية المعادن، نستعرض الجدول التالي الذي يوضح الأسعار والتغيرات الفورية المسجلة في الجلسة الأخيرة:

المعدن النفيس السعر الحالي (دولار) نسبة التغير أعلى مستوى مسجل
الذهب (أونصة) 4527.79 -0.1% 4549.71
الفضة (أوقية) 82.15 +3.8% 83.62
البلاتين (فوري) 2429.10 -0.8% 2478.50
البلاديوم 2003.83 +0.1%

تستمر التقلبات في سوق المعادن لتشمل البلاتين الذي هبط بنسبة 0.8 بالمئة ليستقر عند 2429.10 دولارًا بعد أن كان قد سجل قمة تاريخية عند 2478.50 دولارًا في وقت سابق، بينما حافظ البلاديوم على استقرار نسبي مائل للارتفاع بنسبة 0.1 بالمئة ليصل إلى 2003.83 دولارًا، وتعكس هذه البيانات تداخلًا معقدًا في توقعات أسعار الذهب والفضة وبقية المعادن الاستراتيجية التي تخضع لموازنات دقيقة بين الحاجة الصناعية والتحوط المالي، إذ يراقب الخبراء عن كثب تحركات الدولار وعوائد السندات التي تؤثر بشكل مباشر على جاذبية هذه الأصول، مع التأكيد على أن الفضة تمكنت من جذب أنظار كبار المستثمرين بفضل أدائها الاستثنائي الذي جعل منها الحصان الأسود في تداولات هذا العام، متجاوزة بكثير التوقعات الأولية التي وُضعت لها في بداية الموسم المالي الحالي وسط ظروف اقتصادية عالمية معقدة للغاية وجديرة بالدراسة المتأنية.