توقعات متصاعدة.. بنك يو بي إس يحدد أسعار الذهب الجديدة خلال عام 2025

توقعات أسعار الذهب في السنوات القادمة تشير إلى تحولات جذرية ومفاجئة في خارطة الاستثمار العالمي، حيث قام مصرف “يو بي إس” السويسري مؤخرًا بتحديث تقديراته لمستقبل المعدن الأصفر، مرجحًا صعودًا مستمرًا يحفزه القلق الاقتصادي العام؛ فالبيانات الحديثة تعكس تفاؤلاً كبيراً من قبل المحللين حول قدرة الذهب على تحقيق أرقام قياسية تاريخية، خاصة في المسار الممتد من العام المقبل وصولاً إلى منتصف عام 2026، وهو ما يجعل مراقبة تحركات السوق أمراً ضرورياً للمستثمرين الذين يبحثون عن الأمان المالي في ظل التقلبات العالمية المستمرة والضغوط التي تفرضها السياسات النقدية الدولية والتوترات الجيوسياسية الراهنة.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب في السنوات القادمة

إن الارتفاع الذي تشهده توقعات أسعار الذهب في السنوات القادمة يرتكز على دعائم اقتصادية واضحة وملموسة، حيث يرى الخبراء في “يو بي إس” أن انخفاض العوائد الحقيقية يمثل المحرك الأساسي لزيادة جاذبية الذهب؛ وبجانب تراجع العوائد، تبرز حالة عدم اليقين المسيطرة على السياسة الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية كعامل ضغط قوي، لاسيما مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي وما يصاحبها من تغييرات محتملة في الخطط المالية للدولة، وهذا التخوف من عدم استقرار الاقتصاد الأكبر عالمياً يدفع المؤسسات الكبرى لرفع سقف طموحاتها بشأن القيمة السوقية للمعدن النفيس، إذ يتوقع أن يظل الطلب العالمي في حالة نمو مطرد لمواجهة التضخم والاضطرابات المالية التي لم تجد الحلول الكافية حتى الآن في الأسواق التقليدية.

مستويات صعود الأوقية ضمن توقعات أسعار الذهب في السنوات القادمة

بناءً على التقرير الأخير الصادر عن المصرف السويسري، فإن القفزة النوعية في توقعات أسعار الذهب في السنوات القادمة وصلت إلى مستويات كانت تعتبر بعيدة المنال في القريب العاجل؛ فبدلاً من التقدير السابق الذي كان يحوم حول 4300 دولار، بات البنك يتوقع وصول الأوقية إلى مستوى 5000 دولار بحلول الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2026، ومع ذلك يشير التحليل الفني إلى إمكانية حدوث تصحيح سعري طفيف مع نهاية ذلك العام لتهبط الأسعار نحو 4800 دولار، وهذه التحركات المدروسة تعكس رؤية البنك لتدفقات الأموال نحو الملاذ السائل الأكثر أماناً، خاصة مع تزايد الضغوط المالية التي تجبر البنوك المركزية على مراجعة سياساتها المتعلقة بالاحتياطيات الأجنبية وتفضيل الذهب على العملات الورقية المتذبذبة.

الفترة الزمنية المتوقعة السعر المستهدف (دولار/أوقية) التوقع السابق (دولار/أوقية)
الأرباع الثلاثة الأولى من 2026 5000 دولار 4300 دولار
نهاية عام 2026 4800 دولار 4300 دولار
سيناريو المخاطر السياسية القصوى 5400 دولار 4900 دولار

السيناريوهات البديلة وضغوط السوق على توقعات أسعار الذهب في السنوات القادمة

لا تتوقف توقعات أسعار الذهب في السنوات القادمة عند حدود النمو الطبيعي، بل وضع “يو بي إس” سيناريوهات أكثر حدة ترتبط بتفاقم الأزمات السياسية أو التدهور المفاجئ في الموازنات المالية الكبرى؛ وفي حال تحققت هذه المخاطر، فإن السعر قد يقفز فجأة إلى مستوى 5400 دولار للأوقية، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت تضع السقف عند 4900 دولار، ولتوضيح الأسباب الكامنة وراء هذه القفزات غير المسبوقة، يمكن حصر أهم المحفزات في النقاط التالية:

  • الاستمرار في سياسات خفض الفائدة التي تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب غير المدر للعائد المباشر.
  • تصاعد حدة النزاعات التجارية والسياسية الدولية التي تدفع البنوك المركزية الكبرى لزيادة مخزونها من سبائك الذهب.
  • المخاوف المتزايدة من مستويات الدين العام في الاقتصادات المتقدمة وصعوبة السيطرة على العجز المالي المتنامي.
  • تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على استقرار الدولار، مما ينعكس إيجاباً على تسعير السلع الأساسية والمعدن الأصفر.

تعتمد توقعات أسعار الذهب في السنوات القادمة على تكامل الرؤية بين المخاطر الجيوسياسية والمعايير الاقتصادية الصرفة، مما يجعل الذهب الخيار الاستراتيجي الأول للتحوط؛ فالمعطيات التي قدمها المصرف السويسري ونقلتها رويترز تؤكد أننا أمام حقبة تاريخية جديدة للمعدن النفيس، حيث تتداخل العوامل المالية والسياسية لترسم مساراً صاعداً يتجاوز كل الأرقام القياسية المحققة سابقاً في الأسواق.