تحركات مفاجئة.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري خلال تعاملات يوم الاثنين بمحلات الصرافة

سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الاثنين الموافق للهبوط التدريجي الذي شهده عام 2025، يعكس حالة ملموسة من الثبات والهدوء النسبي في تعاملات البنوك الحكومية والخاصة العاملة في مصر؛ حيث تأتي هذه الوضعية الاقتصادية نتيجة توازن دقيق بين العرض والطلب في السوق المحلي، بينما تتوجه أنظار المستثمرين والمحللين في القطاع المصرفي نحو مراقبة التحركات المستقبلية للسياسة النقدية، مع التركيز على تدفقات النقد الأجنبي المتوقعة التي تساهم بشكل مباشر في استقرار سعر الصرف خلال الفترة الراهنة.

تأثير السياسات المالية على سعر الدولار مقابل الجنيه المصري

يمارس البنك المركزي المصري دوراً محورياً في الحفاظ على استقرار العملة الصعبة، حيث يستعد اليوم لطرح أذون خزانة مقومة بالدولار الأمريكي لمدة عام كامل بقيمة تصل إلى 800 مليون دولار، وهي خطوة استراتيجية تستهدف بالدرجة الأولى تدعيم احتياطيات السيولة الدولارية وتوفير موارد النقد الأجنبي اللازمة للسوق؛ إذ ترافق هذا الطرح مع قرارات جريئة في نهاية عام 2025 شملت خفض أسعار الفائدة بواقع 100 نقطة أساس لتصل مستويات عائد الإيداع لليلة واحدة إلى 20%، والإقراض إلى 21%، بينما استقر سعر العملية الرئيسية عند 20.5%، مما يوضح رغبة صانع القرار في التوفيق بين دفع عجلة النمو والسيطرة على التضخم المتذبذب، الأمر الذي انعكس إيجاباً على سعر الدولار مقابل الجنيه المصري وجعله يتحرك في نطاق ضيق للغاية.

تحركات العملات العربية مقارنة بـ سعر الدولار مقابل الجنيه المصري

لم يتوقف مشهد الاستقرار عند العملة الأمريكية فحسب، بل امتد ليشمل العملات العربية الأكثر تداولاً في السوق المصري، حيث سجل الريال السعودي في البنك الأهلي المصري مستويات 12.65 جنيه للشراء و12.72 جنيه للبيع، في حين ارتفع قليلاً بمصرف أبوظبي الإسلامي ليبلغ 12.70 جنيه للشراء و12.73 جنيه للبيع؛ وبالمثل حافظ الدرهم الإماراتي على وتيرة ثابتة مسجلاً 12.95 جنيه للشراء و12.99 جنيه للبيع في البنك الأهلي، بينما وصل في مصرف أبوظبي الإسلامي إلى 12.97 جنيه للشراء و13.01 جنيه للبيع، وهذا التناغم في أسعار الصرف يؤكد أن سوق العملات يعيش فترة من التوازن الرصين نتيجة تحسن الوفرة المالية، مما يعزز الثقة في سعر الدولار مقابل الجنيه المصري وما يتبعه من سلة عملات إقليمية.

رؤية الخبراء حول مستقبل سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في 2026

بالنظر إلى المسار الزمني الذي قطعه سعر الدولار مقابل الجنيه المصري خلال عام 2025، نجد أنه مرَّ بمحطات فارقة بدأت بتجاوز مستوى 51 جنيهاً في ذروة الارتفاع، ثم تراجع تدريجياً ليكسر حاجز 50 جنيهاً في يونيو الماضي، وصولاً إلى مستوياته الحالية التي هبطت لما دون 48 جنيهاً في ديسمبر الجاري؛ وتتباين حالياً آراء المحللين الاقتصاديين حول ما سيحمله عام 2026، إلا أن أغلب التوقعات ترجح بقاء العملة الأمريكية قريبة من مستوى 48 جنيهاً، مع التأكيد على أن أي تغيرات جوهرية ستكون مرتبطة بمجموعة من المحاور الرئيسية كالتالي:

• مدى قدرة الدولة على جذب تدفقات دولاريه كبرى من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
• حجم السيولة المتاحة من النقد الأجنبي داخل العروق المصرفية لتلبية طلب المستورين.
• التغيرات التي تطرأ على مؤشر الدولار في الأسواق العالمية وتأثيرها على العملات الناشئة.
• قدرة السياسة النقدية على موازنة معدلات الفائدة مع مستويات التضخم السائدة.

تشير المعطيات الحالية إلى أن سعر الدولار مقابل الجنيه المصري يتجه نحو استدامة الاستقرار خلال الربع الأول من العام القادم؛ فالمؤشرات الرقمية والقرارات المصرفية الأخيرة تدعم هذا التوجه بشكل قوي وتمنح الاقتصاد المصري مرونة كافية لمواجهة التقلبات العالمية المحتملة في أسواق الصرف الدولية.