تحركات عاجلة لليابان.. ترقب تدخل طوكيو لإنقاذ الين أمام تقلبات الدولار المستمرة

توقعات سعر صرف الدولار مقابل الين تشغل بال المستثمرين اليوم مع تماسك العملة الأميركية في التعاملات المبكرة وسط تقلبات حادة تشهدها الأسواق المالية العالمية، حيث يترقب الجميع احتمالات تدخل السلطات اليابانية لدعم العملة المحلية التي عانت من ضغوط بيعية، وفي الوقت نفسه شهدت العملة الخضراء تراجعاً طفيفاً أمام اليورو في ظل سيولة ضعيفة غلبت على المشهد العام، مما يفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول المسار المستقبلي لهذه الأزواج الرئيسية في مطلع عام 2026.

العوامل المؤثرة على توقعات سعر صرف الدولار مقابل الين

تشهد الأسواق حالة من الترقب الشديد نظراً للتحركات المتذبذبة التي يبديها زوج العملات الأكثر شهرة، فرغم قيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة في الآونة الأخيرة، إلا أن المخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي وتدخلات الحكومة لا تزال تلقي بظلالها على أداء الين؛ مما يجعله عرضة للهبوط المتكرر، وعلى الجانب الآخر يراقب المتداولون عن كثب تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مع تزايد الشكوك حول إمكانية تثبيت أسعار الفائدة في اجتماع يناير المقبل، وهو الأمر الذي سيلعب دوراً محورياً في رسم ملامح التداولات العالمية خلال النصف الأول من العام الجديد، وإليكم رصداً دقيقاً لآخر مستويات العملة الأميركية وسلة العملات المنافسة:

  • ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.15% ليصل إلى مستوى 98.1 نقطة مقابل العملات الرئيسية.
  • تراجع العملة الأميركية بنسبة 1.3% على أساس شهري رغم صعودها الطفيف في الربع الأخير.
  • تسجيل الدولار خسارة سنوية تقارب 10%، وهي الأكبر له منذ أكثر من عقدين زمنيين.
  • صعود اليورو مقابل الدولار إلى مستويات 1.1763، والجنيه الإسترليني إلى 1.3495 دولار.
العملة مقابل الدولار السعر الحالي نسبة التغير يومياً
الين الياباني 156.3 0.3% –
اليورو الأوروبي 1.1763 0.1% +
الفرنك السويسري 0.7897 0.15% +

سيناريوهات التدخل الياباني وأثرها على توقعات سعر صرف الدولار مقابل الين

يشير المحللون الاستراتيجيون في بنك أوف أميركا إلى أن وتيرة السيولة المنخفضة خلال فترات العطلات قد تؤجل أي تدخل رسمي وشيك، لكن استمرار الصعود القوي لزوج الدولار/ين قد يقلب الموازين مع دخول شهر يناير، إذ تم تحديد نطاق 162 إلى 165 يناً كمنطقة خطر قد تستدعي تحركاً مباشراً من وزارة المالية اليابانية لوقف ما تصفه بالتحركات المضاربية البعيدة عن أساسيات الاقتصاد، كما أن هذه المنطقة تعد حاسمة لأن استمرار التضخم الأساسي في طوكيو فوق مستهدف 2% يضغط على البنك المركزي لمواصلة رفع تكاليف الاقتراض، ورغم تراجع ضغوط تكلفة الغذاء قليلاً؛ إلا أن تصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا حول اقتراب التضخم من الأهداف بثبات تعزز هذه التوقعات الصارمة؛ مما يضع العملة الأميركية في مواجهة تحديات حقيقية.

مستقبل السياسة النقدية وتأثيرها في توقعات سعر صرف الدولار مقابل الين

أصدرت وزيرة المالية اليابانية ساتسوكي كاتاياما تحذيرات هي الأشد من نوعها، مؤكدة امتلاك طوكيو لكامل الصلاحيات والحرية في مجابهة التحركات العنيفة التي تضر بقيمة الين، وهو ما يزيد من الضغوط البيعية على العملة الأميركية التي تستحوذ على وزن نسبي كبير في المؤشرات العالمية، وفي غضون ذلك يراهن المستثمرون على أن المخاوف المتعلقة بسوق العمل في الولايات المتحدة ستجبر الفيدرالي على تبني سياسة تيسيرية، حيث تتوقع بعض البنوك الكبرى مثل بنك الكومنولث الأسترالي تنفيذ حوالي ستة تخفيضات في أسعار الفائدة خلال العامين المقبلين، مما يعني أن الدولار قد يواصل رحلة الهبوط التي بدأها في 2024؛ تزامناً مع ثبات معدلات الفائدة في البنوك المركزية الأخرى التي ترفض السير على خطى واشنطن حالياً.

تظهر أداة فيد ووتش حالياً أن احتمالية خفض الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل تبلغ 17%، مما يعكس حالة عدم اليقين المسيطرة على المشهد، ومع تقاطع هذه البيانات الرقمية مع الرغبة اليابانية في حماية العملة؛ تبدو توقعات سعر صرف الدولار مقابل الين مائلة نحو مزيد من الحذر والترقب لنتائج اجتماعات مطلع العام الجديد.