هبوط مفاجئ.. أسعار الفضة تتراجع عالميًا بعد كسر حاجز 80 دولارًا للأونصة

توقعات أسعار المعادن النفيسة في الأسواق العالمية شهدت تحولاً ملحوظاً مع بداية تداولات اليوم الاثنين، حيث اتجه المستثمرون نحو عمليات جني أرباح واسعة النطاق أدت إلى تراجع جماعي في سوق الملاذات الآمنة، وجاء هذا الهبوط تزامناً مع هدوء ملموس في حدة التوترات السياسية الدولية التي كانت تدفع الأسعار نحو مستويات تاريخية غير مسبوقة خلال الفترة الماضية، مما انعكس بشكل مباشر على أداء الذهب والفضة وبقية المعادن الأخرى التي فقدت جزءاً من مكاسبها المحققة مؤخراً وسط ترقب شديد لما ستسفر عنه التحركات الدبلوماسية الوشيكة.

تأثير التوترات الجيوسياسية على توقعات أسعار المعادن النفيسة

إن المشهد الاقتصادي الحالي يعكس حساسية مفرطة تجاه الأنباء الواردة من البيت الأبيض، إذ ساهمت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية التوصل إلى تسوية وشيكة تنهي النزاع العسكري في أوكرانيا في تقليل حالة الذعر الاستثماري؛ وهذا الهدوء النسبي دفع المتداولين إلى التخلي عن جزء من مراكزهم في الذهب والفضة لصالح أصول أخرى، وهو ما أضعف الطلب الفوري على الأصول التي تُعرف تاريخياً بقدرتها على حماية القيمة خلال الأزمات الكبرى، كما أن لجوء الصناديق الاستثمارية الكبيرة لتسييل جزء من الأرباح الاستثنائية التي تحققت يوم الجمعة الماضي زاد من وتيرة التراجع الحالي في الأسواق والبورصات العالمية، حيث يراقب المحللون والخبراء بدقة مدى استدامة هذا الهبوط أمام الضغوط التضخمية التي لا تزال تلوح في الأفق الاقتصادي العالمي.

تحليل أداء الذهب والفضة ضمن توقعات أسعار المعادن النفيسة

بالنظر إلى الأرقام المسجلة في المعاملات الفورية نجد أن الذهب تراجع بنسبة بلغت 0.4% ليستقر عند مستوى 4512.74 دولاراً للأونصة، وذلك بعد أن كان قد قفز إلى رقم قياسي وتاريخي عند 4549.71 دولاراً في ختام تعاملات الأسبوع الماضي؛ ولم تقتصر هذه الموجة الهبوطية على المعدن الأصفر وحده بل امتدت لتشمل العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم شهر فبراير التي سجلت هي الأخرى انخفاضاً مماثلاً بنسبة 0.4% لتصل إلى 4536.40 دولاراً للأونصة وفقاً للبيانات الرسمية المنقولة عن وكالة رويترز، وهذا التذبذب يوضح أن السوق يمر بمرحلة إعادة تقييم شاملة للمخاطر المحتملة في ظل المتغيرات السياسية المتسارعة التي أعقبت فترات من الصعود الصاروخي والنمو المتواصل.

العوامل الصناعية وتأثيرها على توقعات أسعار المعادن النفيسة

على الرغم من التراجع اللحظي الذي تشهده الأسواق اليوم إلا أن الفضة لا تزال تحتفظ بمكانتها كأفضل المعادن أداءً خلال العام الحالي بقفزة إجمالية وصلت إلى 181%؛ وهذا الارتفاع الكبير جاء مدفوعاً بمجموعة من العوامل الجوهرية التي تتمثل في الآتي:

• النقص الحاد في إمدادات المعروض العالمي من المناجم الرئيسية.
• الطلب المتزايد من القطاعات الصناعية خاصة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة.
• التوجه الاستثماري القوي نحو شراء السبائك والقطع النقدية المعدنية.
• التغطية المستمرة من عقود التحوط ضد تذبذب العملات الورقية.

وبالمقارنة مع الذهب الذي ارتفع بنحو 72% خلال عام 2025 تظل الفضة أكثر تقلباً وتأثراً بحركات جني الأرباح العنيفة كما حدث اليوم حين هبطت من مستوى تاريخي عند 83.62 دولاراً لتتداول عند حاجز 78.12 دولاراً للأونصة، وهو ما يعكس طبيعة المضاربات التي تستهدف هذا المعدن تحديداً لقدرته على تحقيق عوائد سريعة في فترات قصيرة.

لقد طالت موجة الانخفاض معادن أخرى مثل البلاتين الذي هبط من مستواه القياسي البالغ 2478.50 دولاراً ليلامس 2441.20 دولاراً؛ فيما كان البلاديوم الخاسر الأكبر بنسبة هبوط وصلت إلى 8%، وهذه التحركات الجماعية تؤكد أن توقعات أسعار المعادن النفيسة ستبقى رهينة التوازن بين الطلب الصناعي والواقع السياسي العالمي.