قبل 2026.. صعود مفاجئ في سعر الروبي الروسي وتوقعات بضغوط اقتصادية مرتقبة

سعر صرف الروبية الإندونيسية مقابل الدولار يشهد حالة من التباين الملحوظ مع اقتراب نهاية عام 2025 وبداية عام 2026، حيث سجلت العملة الإندونيسية ارتفاعاً طفيفاً في تداولات يوم الاثنين الموافق 29 ديسمبر مقابل العملة الأمريكية، إذ فتحت الروبية عند مستوى 16.740 للدولار الواحد محققة صعوداً بنسبة 0.06% مقارنة بإغلاق الجمعة الماضي، بينما يراقب المستثمرون تحركات سعر صرف الروبية الإندونيسية مقابل الدولار بدقة في ظل الضغوطات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية المتزايدة التي تؤثر على استقرار الأسواق المالية الدولية في هذا التوقيت الحساس.

توقعات سعر صرف الروبية الإندونيسية مقابل الدولار في السوق الفورية

تشير البيانات الاقتصادية القادمة من جاكرتا إلى أن سعر صرف الروبية الإندونيسية مقابل الدولار سجل استقراراً نسبياً مع ميل واضح نحو التعزيز في مطلع تداولات الأسبوع الأخير من العام، وبالرغم من أن العملة قد أغلقت في وقت سابق وتحديداً يوم الجمعة 26 ديسمبر على انخفاض طفيف بنسبة 0.02% لتستقر عند 16.745 روبية، إلا أن جلسة الاثنين كشفت عن مرونة كافية في مواجهة التقلبات؛ حيث يعزو المحللون هذا التباين إلى حالة الهدوء التي تسبق عطلات رأس السنة الميلادية وتأثيرها المباشر على حجم التداول اليومي، ففي الوقت الذي استقر فيه سعر “جيسدور” (Jisdor) التابع لبلنك إندونيسيا عند مستوى 16.767 روبية، تبرز الحاجة لمتابعة النقاط التالية التي تعكس أداء العملة:

• الافتتاح عند مستوى 16.740 روبية في تداولات الاثنين 29 ديسمبر وسط تفاؤل حذر.
• تسجيل ارتفاع بنسبة 0.06% مقارنة بأسعار الإغلاق المسجلة في نهاية تداولات الجمعة.
• تأثر أداء العملة بسعر دولار جاكرتا بين المصارف الفورية الذي تعتمده السلطات النقدية.
• ترقب شديد لتحركات المستثمرين قبل الدخول في عطلات المؤسسات المالية الرسمية.

العوامل المؤثرة على سعر صرف الروبية الإندونيسية مقابل الدولار والسياسة النقدية

يرى المحلل الاقتصادي لوكمان ليونج أن سعر صرف الروبية الإندونيسية مقابل الدولار لا يزال عرضة لمخاطر الضعف نتيجة السياسات المالية التيسيرية المتوقعة من قبل الحكومة وبنك إندونيسيا، إذ يوضح ليونج أن احتمالات التدخل النقدي لتحفيز الاقتصاد قد تشكل عائقاً أمام استمرار تعزيز العملة المحلية أمام الدولار الأمريكي القوي؛ هذا بالإضافة إلى أن انخفاض حركة التجارة في نهاية العام يرفع من حدة التقلبات السعرية ويجعل الروبية مكشوفة أمام أي تحولات مفاجئة في الطلب على العملات الصعبة، وهو ما دفع الخبراء لتوقع نطاق تداول يتراوح بين 16.700 و16.800 روبية للدولار الواحد خلال الساعات القادمة، مع التأكيد على أن استقرار الاقتصاد الداخلي مرهون بقدرة البنك المركزي على موازنة معدلات الفائدة بما يضمن عدم نزوح رؤوس الأموال الأجنبية إلى الخارج بحثاً عن عوائد أكثر أماناً في الأصول المقومة بالدولار.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على سعر صرف الروبية الإندونيسية مقابل الدولار

يؤكد مراقب أسواق المال إبراهيم عساعيب أن سعر صرف الروبية الإندونيسية مقابل الدولار يتأثر بشكل مباشر بتصاعد الأزمات العالمية، وفي مقدمتها التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا التي ألقت بظلالها على إمدادات النفط العالمية واستقرار الأسواق في جنوب شرق آسيا؛ حيث إن الإجراءات الأمريكية الصارمة ضد شحنات النفط الفنزويلية أثارت مخاوف المستثمرين بشأن أمن الطاقة العالمي مما دفعهم للتحوط عبر شراء الدولار، وبجانب هذه العوامل السياسية تضغط البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية على العملات الناشئة، فرغم انخفاض طلبات السلع طويلة الأجل بنسبة 2.2% في أكتوبر، إلا أن النمو السنوي الأمريكي في الربع الثالث بلغ 4.3% متجاوزاً كافة التوقعات، مما يجعل الفيدرالي الأمريكي متمسكاً بموقفه المتشدد حيال الفائدة ويضع ضغوطاً إضافية على سعر صرف الروبية الإندونيسية مقابل الدولار خلال الفترة الراهنة.

تستمر التوقعات المرتبطة بمسار سعر صرف الروبية الإندونيسية مقابل الدولار في التذبذب بين مستويات 16.760 و16.790 وفقاً لتقديرات إبراهيم عساعيب، بينما يظل الأداء الاقتصادي الأمريكي وتوجهات بنك إندونيسيا المحركين الأساسيين لقيمة العملة في مطلع عام 2026، ومع هدوء النشاط التجاري قبل رأس السنة، يبقى الحذر سيد الموقف لمراقبة أي تغيرات تطرأ على السياسة النقدية العالمية وتأثيرها المباشر على جاكرتا.