ارقام غير مسبوقة.. قفزة مفاجئة في أسعار الذهب تتجاوز مستوياتها التاريخية المتوقعة أخيرًا

توقعات أسعار الذهب في مصر والعالم تشير إلى مرحلة تاريخية من المكاسب القياسية التي لم يشهدها المعدن النفيس خلال العقود الماضية، حيث تزايدت وتيرة البحث عن الملاذ الآمن مع تحطيم الأوقية لكافة الأرقام المسجلة سابقاً وسط موجة صعود استثنائية عصفت بالأسواق العالمية والمحلية في آن واحد، لتعكس هذه القفزات حالة من الترقب الشديد لدى المستثمرين والمدخرين الراغبين في حماية أموالهم من تقلبات العملات وتآكل القيمة الشرائية للسيولة النقدية.

أداء تاريخي ضمن توقعات أسعار الذهب في مصر والعالم

تعيش الأسواق حالياً حالة من الذهول نتيجة المكاسب الضخمة التي حققتها الأوقية والجرام على حد سواء، فقد شهد الأسبوع الماضي تحولات درامية جعلت المعدن الأصفر يرتفع بنسبة وصلت إلى 5% داخل السوق المصري، وهو ما تواكب بدقة مع صعود عالمي للأوقية بنسبة بلغت 4.5% في البورصات الدولية؛ وتأتي هذه التطورات في وقت حساس للغاية قبل إغلاقات العام الحالي، حيث تراجعت مستويات السيولة العامة في الأسواق العالمية تزامناً مع انخفاض ملحوظ في قيمة الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى، وهو ما منح الذهب الدفعة القوية التي كان يحتاجها لاختراق مستويات مقاومة فنية لطالما استعصت عليه، ليسجل بذلك أداءً مبهراً يجعله يتصدر المشهد الاقتصادي ويكتسب زخماً إضافياً يدفع الخبراء لتحديث نظرتهم حول توقعات أسعار الذهب في مصر والعالم والبحث في الأسباب العميقة خلف هذا الزلزال السعري.

مكاسب سوق الصاغة المحلي وتأثيرها على توقعات أسعار الذهب في مصر والعالم

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة متخصصة في مراقبة حركة الصاغة، أن جرام الذهب في السوق المحلي استطاع تحقيق مكسب صافي قدره 285 جنيهاً خلال سبعة أيام فقط من التداولات، إذ بدأ جرام الذهب عيار 21 وهو الأكثر طلباً بين المصريين تداولاته الأسبوعية عند مستوى 5790 جنيهاً، لكنه أبى أن يستقر عند هذا الحد ليواصل الزحف صعوداً حتى أغلق السوق عند مستوى 6075 جنيهاً، وهذا الارتفاع المتسارع لا يعكس فقط الطلب المحلي المتزايد بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بما رصده المحللون ضمن توقعات أسعار الذهب في مصر والعالم من تأثر بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية؛ كما أن الإحصائيات تظهر أن رحلة الصعود منذ مطلع عام 2025 كانت قوية للغاية، حيث بلغت إجمالي مكاسب الجرام منذ بداية العام نحو 2335 جنيهاً بنسبة نمو فاقت 63%، مما يعزز الثقة في المعدن كصمام أمان حقيقي ضد تقلبات الاقتصاد، ويبين الجدول التالي توزيعه الأسعار الحالية لمختلف العيارات بالسوق المصري:

العوامل المحركة للسوق وما وراء توقعات أسعار الذهب في مصر والعالم

لم تتوقف الإثارة عند الأسواق المحلية فقط بل امتدت لتشمل البورصات العالمية التي سجلت فيها الأوقية زيادة قدرها 194 دولاراً خلال أسبوع واحد، حيث انطلقت التداولات من نقطة 4339 دولاراً لتستقر لاحقاً عند 4533 دولاراً بنهاية الأسبوع، وهذا المستوى السعري الذي وصلت إليه الأوقية عالمياً عند 1909 دولارات بنسبة نمو 73% يعد المعدل الأعلى الذي يتم تسجيله منذ عام 1979؛ ولعل ما يدعم قوة توقعات أسعار الذهب في مصر والعالم خلال الفترة القادمة هو النهج الذي تتبعه البنوك المركزية الكبرى وتوجهها المكثف نحو الشراء الممنهج لتقليص اعتمادها على العملة الأمريكية، إضافة إلى المخاطر الناتجة عن تزايد التضخم العالمي والتقارير التي تشير إلى نية صناع السياسات النقدية خفض أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي يزيد من بريق الذهب الذي لا يدر فائدة ولكنه يحفظ القيمة، وتستمر العوامل التالية في تشكيل مستقبل السوق:

• اتجاه صناديق المؤشرات المتداولة لزيادة حيازتها من السبائك والذهب الفعلي.
• رغبة البنوك المركزية العالمية في تنويع احتياطياتها النقدية بعيداً عن تقلبات السندات والدولار.
• الطلب الصيني والهندي المتزايد كمحرك أساسي للاستهلاك الفعلي في آسيا والشرق الأوسط.

تتضافر كافة هذه العوامل الرقمية والسياسية لترسم ملامح جديدة للواقع الاقتصادي الذي نعيشه، حيث يظل الذهب هو الملاذ الأخير الذي يلجأ إليه الجميع عند اشتداد الأزمات واضطراب الرؤية حول المستقبل، ومع استمرار هذه القوة الشرائية الهائلة والتغيرات الهيكلية في النظام المالي العالمي، يظل الترقب سيد الموقف لما ستسفر عنه الأيام القادمة من مستويات سعرية قد تتجاوز حتى أكثر التوقعات تفاؤلاً في رحلة المعدن الأصفر نحو القمة.