تحديثات الأسواق الجنوبية.. سعر الذهب في تداولات الصرف مقابل العملات الأجنبية اليوم

الوضع السياسي والأمني في الجنوب اليمني يشهد تحولات متسارعة تضع المنطقة أمام منعطفات تاريخية حاسمة، حيث تتقاطع المصالح الإقليمية والدولية عند واحد من أهم الممرات البحرية في العالم وهو مضيق باب المندب، مما يجعل استقرار الجنوب اليمني ضرورة حتمية للأمن والسلم الدوليين، في ظل بروز معطيات تفرض واقعاً جديداً على الأرض يتطلب قراءة دقيقة للمشهد العام وتطوراته الراهنة التي تمس صلب الحياة المعيشية والسياسية في هذه الرقعة الجغرافية الحيوية.

تحولات الوضع السياسي والأمني في الجنوب اليمني وتصريحات عبدالخالق عبدالله

تتجه الأنظار نحو التصريحات السياسية الوازنة التي تُلقي بظلالها على المشهد، إذ أدلى الدكتور عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية بدولة الإمارات العربية المتحدة، برؤية تحليلية لافتة حول التهديدات العسكرية الأخيرة، حيث أشار بوضوح إلى أن تهديد قائد التحالف العربي بعمل عسكري ضد الجنوب يعد أمراً مثيراً للجدل خاصة وأن عمل التحالف قد انتهى عملياً منذ عام 2019م، وهذا الطرح يعكس حجم التعقيدات التي طرأت على التحالفات السياسية والعسكرية، ويؤكد أن الوضع السياسي والأمني في الجنوب اليمني لم يعد يتحمل لغة التهديد القديمة، بل يحتاج إلى مقاربات واقعية تعترف بالمتغيرات التي حدثت على مدار السنوات الست الماضية، فالجنوب بموقعه الاستراتيجي المطل على خطوط الملاحة الدولية بات يمثل ثقلاً سياسياً لا يمكن تجاوزه في أي تسويات قادمة، كما أن القوى الفاعلة على الأرض أصبحت تمتلك زمام المبادرة في إدارة شؤونها الداخلية وحماية مكتسباتها الوطنية بعيداً عن أي إملاءات تفرضها ظروف الحرب التي وضعت أوزارها ميدانياً منذ فترة طويلة.

جهود مكافحة الفساد ضمن الوضع السياسي والأمني في الجنوب اليمني

لا ينفصل الملف الأمني عن المعركة المستمرة ضد الفساد المالي والإداري الذي أنهك مؤسسات الدولة، حيث حققت القوات المسلحة الجنوبية نجاحاً ميدانياً كبيراً ضمن حملتها الوطنية الشاملة لمكافحة الفساد ومنع نهب الحق العام، وتمثل هذا النجاح في العثور على مصفاة نفط عشوائية وغير قانونية تعمل في الخفاء داخل مزرعة تابعة لأحد المتنفذين الشماليين في منطقة الخشعة، وتعد هذه العملية خطوة محورية ضمن تعزيز الوضع السياسي والأمني في الجنوب اليمني، حيث تهدف إلى تجفيف منابع تمويل الجهات الخارجة عن القانون وحماية الثروات الوطنية من العبث، ولتوضيح أهم المكتسبات التي تسعى القوات المسلحة لتحقيقها في هذا المسار نذكر ما يلي:

  • حماية الموارد النفطية من النهب المنظم الذي يمارسه متنفذون مرتبطون بأجندات مشبوهة.
  • تفكيك الشبكات الاقتصادية غير القانونية التي تساهم في إضعاف العملة المحلية وإرباك السوق.
  • بسط السيطرة الأمنية الكاملة على المنشآت الحيوية وضمان خضوعها للقانون والرقابة الرسمية.
  • تحويل العوائد المالية الضائعة إلى الخزينة العامة لدعم الخدمات الأساسية للمواطنين.

تأثير الاستقرار الاقتصادي على الوضع السياسي والأمني في الجنوب اليمني

بالتوازي مع التحركات الأمنية، سجل الريال اليمني حالة من الاستقرار الملحوظ مقابل العملات الأجنبية في أسواق الصرف بالعاصمة عدن والمحافظات المحررة مساء السبت 27 ديسمبر 2025م، وهذا التوازن النقدي يلعب دوراً حيوياً في تدعيم الوضع السياسي والأمني في الجنوب اليمني، كون الاقتصاد يمثل ركيزة الاستقرار الاجتماعي ومقياساً لنجاح السياسات المالية المتبعة في مواجهة التحديات، وحسب المصادر المصرفية فإن أسعار الصرف استقرت عند مستويات تمنح المواطنين نوعاً من الطمأنينة المعيشية بعد فترات من التذبذب الحاد، ويمكن تلخيص حالة السوق المصرفي في الجدول التالي:

العملة حالة الصرف (مقابل الريال اليمني)
الدولار الأمريكي استقرار عند مستويات ثابتة
الريال السعودي توازن في عمليات البيع والشراء
العملات الأجنبية الأخرى هدوء نسبي في شركات الصرافة

إن ما تشهده المنطقة اليوم من تراكم للأزمات السياسية والأمنية على ضفاف أخطر الممرات البحرية يحتم وجود رؤية موحدة للجنوب، فالجنوب الممتد على باب المندب لم يعد شأناً محلياً خالصاً بل هو قلب المعادلة الدولية المعقدة، ويبقى الرهان على قدرة القوى الجنوبية في الموازنة بين حماية المكتسبات السياسية وتثبيت دعائم الاقتصاد والأمن لضمان مستقبل مستقر للشعب، بعيداً عن صراعات النفوذ التي تحاول النيل من استقرار الوضع السياسي والأمني في الجنوب اليمني.