قفزة تاريخية.. أسعار الذهب تخطف الأنظار عالمياً بارتفاع أسبوعي قدره 4.5%

تحركات أسعار الذهب العالمي شهدت خلال الأيام القليلة الماضية تطورات مثيرة للاهتمام جذبت أنظار الأوساط الاقتصادية؛ حيث سجل المعدن الأصفر طفرة سعرية لافتة بنسبة تقدر بنحو 4.5%، لينجح في كسر التوقعات وبلوغ قمة تاريخية جديدة لم يسبق لها مثيل عند 4550 دولاراً للأونصة بعدما افتتح الأسبوع عند 4340 دولاراً، لينتقل بذلك لمستوى دعم جديد يعزز من مكانته الاستثمارية وثقة المتداولين في قيمته السوقية الثابتة.

أسرار القفزة الكبيرة في تحركات أسعار الذهب العالمي

تعتبر تحركات أسعار الذهب العالمي المرآة الحقيقية للأحداث السياسية والاقتصادية المتشابكة؛ فالمعدن النفيس حافظ على مساره الصاعد للأسبوع الثالث توالياً متخطياً الحاجز النفسي الشرس عند 4500 دولار، وهو ما يعكس رغبة المستثمرين العارمة في التحوط ضد المجهول وحماية رؤوس أموالهم من التقلبات العنيفة، كما نجد أن الصدام المتنامي بين واشنطن وكاراكاس قد ألقى بظلاله القوية على استقرار قطاع الطاقة وإمدادات النفط العالمية؛ ما أدى لهروب جماعي نحو شراء سبائك الذهب كدرع واقٍ في أوقات التأزم الجيوسياسي، وهذا الزخم دفع الخبراء والمحللين الفنيين لمراجعة مستويات المقاومة السعرية ومحاولة التنبؤ بمسارات السيولة الضخمة التي تتدفق حالياً نحو الذهب بحثاً عن الأمان، في ظل مشهد عالمي مفتوح على كافة الاحتمالات والتأويلات السياسية التي ترسم ملامح الفترة القادمة.

انعكاس تحركات أسعار الذهب العالمي على السوق المصري

لم تكن الأسواق المصرية بمنأى عن هذه التبدلات؛ فقد لاحقت محلات الصاغة وبورصات تداول المعادن المحلية هذه القفزات بسرعة البرق، محققة أرقاماً قياسية جديدة للجرام الواحد بمختلف نقاءاته وعياراته الشائعة بين المستهلكين والمستثمرين على حد سواء، وتتأثر الأسعار المحلية بشكل مباشر بآليات العرض والطلب الداخلية جنباً إلى جنب مع تحركات أسعار الذهب العالمي التي تحدد البوصلة الأساسية للتسعير اليومي، ويمكن للمتابعين رصد التغيرات اللحظية عبر جدول الأسعار الأحدث الذي يوضح القيمة الحالية للذهب في السوق المصري:

تحليل العوامل الجوهرية المؤثرة في تحركات أسعار الذهب العالمي

توجد مجموعة من الركائز الأساسية التي تمنع تراجع تحركات أسعار الذهب العالمي برغم وصولها لمناطق التشبع الشرائي الفني؛ إذ تتكاتف الأسباب لتجعل من الذهب الخيار الأوحد للكثيرين في الوقت الراهن وتتلخص هذه المعطيات بوضوح في النقاط الآتية:

• الحصار الأمريكي المشدد على الصادرات النفطية لفنزويلا وما يسببه من ذعر في أسواق الطاقة.
• المخاوف المتنامية من تعثر عجلة النمو الاقتصادي في دول أمريكا اللاتينية وانعكاساتها دولياً.
• تآكل القوة الشرائية للعملات الرئيسية والبحث عن مخزن قيمة صلب يحمي المدخرات المالية.
• التوجه الاستراتيجي للبنوك المركزية الكبرى نحو زيادة حيازاتها من سبائك الذهب لدعم احتياطياتها.
• الترقب الدائم لبيانات التضخم الأمريكية ومؤشرات تكلفة المعيشة التي تؤثر على قرارات الفائدة.

تؤكد المؤشرات الميدانية أن تحركات أسعار الذهب العالمي ستبقى رهينة الأوضاع المتوترة بين القوى الفاعلة عالمياً؛ فبينما يرى البعض في القمم الحالية توقيتاً مناسباً لبيع الحيازات وتسييل الأرباح، يصر فريق آخر على أن الصعود الملحوظ سيتواصل ما لم تظهر بوادر تهدئة سياسية ملموسة.