رقم تاريخي جديد.. سعر أونصة الذهب يتجاوز 4500 دولار في الأسواق العالمية

توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة تشكل الآن المحور الأساسي لاهتمامات المستثمرين في الأسواق المالية العالمية، حيث تشير المعطيات الراهنة إلى تسجيل قفزات تاريخية غير مسبوقة تجاوزت كافة المستويات المقاومة والحواجز النفسية السابقة؛ فقد استطاع المعدن الأصفر إنهاء تداولات الأسبوع الأخير متخطياً حاجز 4500 دولار للأونصة الواحدة وسط تهافت كثيف من المؤسسات الضخمة للتحوط ضد المخاطر المتزايدة والتقلبات الجيوسياسية المتسارعة التي تفرض البحث عن ملاذات آمنة تحمي رؤوس الأموال من العواصف الاقتصادية الدولية.

العوامل الاقتصادية المحركة لمسار توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة

إن الصعود المذهل الذي حققه المعدن الأصفر بنسبة بلغت 72% منذ بداية العام الجاري لم يكن وليد الصدفة بأي حال من الأحوال، بل جاء نتاج تظافر عوامل جيوسياسية واقتصادية معقدة عززت من جاذبية المقتنيات الثمينة؛ حيث ساهمت قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في تقليص تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بأصول لا تدر عائداً، مما خلق بيئة مثالية لنمو توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة التي باتت تتصدر عناوين الأخبار الاقتصادية اليومية، كما أدى الغموض الذي يكتنف المشهد العالمي إلى لجوء البنوك المركزية الكبرى لتعظيم حيازاتها من السبائك بعيداً عن تقلبات العملات الورقية المهتزة؛ تزامناً مع تزايد الطلب الصناعي ونقص المخزونات العالمية الذي جعل الفضة تكتسب زخماً مضاعفاً بعد إدراجها ضمن قوائم المعادن الحرجة والحيوية للاستراتيجيات التقنية والتكنولوجية الحديثة في الولايات المتحدة.

مستويات قياسية جديدة تحت مجهر توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة

سجلت شاشات التداول في الجلسة الختامية مستويات تاريخية لم تعهدها الأسواق من قبل، وهو ما يبرهن على القوة الشرائية الكبيرة التي تدعم استمرار توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة في اتجاها الصاعد؛ فقد ارتفع الذهب في المعاملات الفورية لغاية 4502.75 دولار بعد أن لامس ذروة عند 4530.60 دولار، بينما سجلت العقود الآجلة تسليم شهر فبراير نحو 4533.60 دولار للأونصة، وفي المقابل أظهرت الفضة أداءاً استثنائياً بانفجار سعري وصل إلى 74.35 دولار بعد ملامسة القمة التاريخية عند 75.14 دولار؛ لتبلغ نسبة نموها السنوي حوالي 158% في ظل رهانات قوية على استمرار دورة التيسير النقدي الأميركي خلال العام القادم.

المعدن النفيس السعر القياسي المسجل (دولار) نسبة الارتفاع السنوي
الذهب (المعاملات الفورية) 4530.60 دولار 72%
الفضة (المعاملات الفورية) 75.14 دولار 158%
البلاتين 2413.62 دولار 8% (قفزة أخيرة)
البلاديوم 1757.25 دولار 4.4% (ارتفاع أسبوعي)

التوجه المؤسسي وانعكاسه على قوة توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة

تراقب الأوساط الفنية بدقة سلوك المصارف المركزية التي تسعى بكل جهد لتقليل التبعية للدولار الأمريكي عبر زيادة مشترياتها من الذهب، وهذا التوجه الاستراتيجي ساعد في تثبيت الأسعار فوق مستويات دعم صلبة وتاريخية؛ كما رصد المحللون تدفقات نقدية ضخمة نحو صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) التي وفرت سيولة كبيرة دعمت استدامة المسار الصاعد المعادن النفيسة لفترة زمنية أطول من التوقعات الأولية، ولم تقتصر هذه المكاسب على الذهب والفضة فقط بل امتدت لتشمل البلاتين والبلاديوم اللذين استجابا بمرونة للمتغيرات الاقتصادية الكلية والطلب الصناعي المتزايد، ويمكن تلخيص أبرز الدوافع وراء هذا الانفجار السعري وتأثيره على توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة في النقاط التالية:

  • الطلب الصناعي المتنامي على الفضة خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
  • تناقص المعروض العالمي من المعادن الثمينة في البورصات الرئيسية مما خلق عجزاً واضحاً.
  • تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي وتوقعات التضخم التي تدفع المستثمرين نحو الأصول الملموسة.
  • تغيير المراكز الاستثمارية للمتداولين استعداداً للمرحلة القادمة من خفض أسعار الفائدة.
  • الاعتراف الأمريكي الرسمي بالفضة كمعدن استراتيجي وحيوي للصناعات الدقيقة الحديثة.

وصلت أسعار البلاتين إلى مستويات غير مسبوقة عند 2413.62 دولار للأونصة مسجلة ارتفاعاً بنسبة 8% في وقت قياسي، وهو ما يوضح أن موجة الصعود الحالية شمولية وتغطي كافة فئات المعادن الثمينة التي تعززت قوتها بارتفاع البلاديوم بنسبة 4.4% ليصل إلى 1757.25 دولار مدفوعاً بذات العوامل الجوهرية التي تضع توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة في طليعة الأدوات الاستثمارية الأكثر ربحية واستقراراً في الوقت الراهن.