مستوى قياسي جديد.. أسعار الذهب في البحرين تقفز لـ48 ديناراً للجرام الواحد

سجلت أسعار الذهب اليوم في الأسواق المحلية والعالمية قفزة تاريخية حيث لامس المعدن النفيس مستويات قياسية غير مسبوقة مدفوعاً بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة؛ وتأتي هذه التحركات السعرية الكبيرة في سياق تقارير اقتصادية أكدت ارتفاع سعر جرام الذهب عيار 21 ليبلغ 48 ديناراً و400 فلس، تزامناً مع صعود الأونصة عالمياً لمستويات فاقت التوقعات نتيجة لضعف الدولار الأمريكي وتصاعد حدة التوترات الجيوسياسية الراهنة التي أعادت تشكيل خارطة الاستثمارات العالمية في نهاية العام الجاري بشكل لافت للانتباه.

تطورات أسعار الذهب اليوم وتأثيرها على السوق المحلي

تعيش الأسواق المحلية حالة من الترقب الشديد بعدما شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعاً استثنائياً شمل كافة العيارات المتداولة، إذ سجل جرام الذهب عيار 22 سعراً قدره 50 ديناراً و700 فلس، بينما قفز سعر الجرام من عيار 24 ليصل إلى 55 ديناراً و400 فلس؛ وهذا الصعود المحلي الحاد يعكس الحالة العامة التي تسيطر على البورصات العالمية، حيث بلغت قيمة الأونصة نحو 4535 دولاراً، وهو ما يفرض واقعاً جديداً على المستهلكين والمستثمرين الصغار الذين يراقبون حركة الأسعار بدقة لتحديد توقيت الشراء أو البيع في ظل هذه الموجة الصاعدة التي لم تشهدها الأسواق منذ فترة طويلة؛ ولتوضيح حجم التغيرات التي طرأت على المعدن الأصفر وسعر العملات المرتبطة به، يوضح الجدول التالي تفاصيل الأرقام المحققة خلال التداولات الأخيرة:

أسباب استمرار ارتفاع أسعار الذهب اليوم عالمياً

يرى المحللون في مؤسسة جولد بيليون أن أسعار الذهب اليوم استطاعت كسر حاجز المقاومة النفسي عند 4500 دولار للأونصة بفضل زخم شرائي قوي استمر للأسبوع الثالث على التوالي؛ فقد افتتحت التداولات الأسبوعية عند مستوى 4340 دولاراً لترتفع بنسبة إجمالية بلغت 4.5%، وهذا الانتعاش القوي يرجع إلى تضافر مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي دفعت المستثمرين نحو الذهب بقوة، منها ما يلي:

• تزايد حدة الصراعات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا والضغوط المفروضة على قطاع النفط.
• تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ ثلاثة أشهر، مما يقلل تكلفة حيازة المعدن الأصفر.
• انخفاض مستويات السيولة المالية في الأسواق العالمية تزامناً مع فترات الأعياد الحالية.
• المخاوف المستمرة من اضطرابات إمدادات الطاقة العالمية وعدم الاستقرار الإقليمي في مناطق الإنتاج.
• التوقعات القوية بشأن توجه البنك الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

إن هذه العوامل مجتمعة ساهمت في اختراق الذهب لمستويات فنية معقدة، حيث وصل السعر إلى مستوى المقاومة 4550 دولاراً، مما يعزز من مكانة المعدن النفيس كأداة تحوط أساسية ضد المخاطر المحتملة في ظل عدم استقرار السياسات النقدية والاضطرابات الميدانية التي تؤثر على تدفقات التجارة العالمية؛ ومن الملاحظ أن الفجوة السعرية التي خلفها الارتفاع تدل على وجود رغبة حقيقية من كبار المتداولين في الاحتفاظ بالأصول الملموسة بعيداً عن تقلبات أسواق الأسهم والعملات الورقية التي تتأثر بالبيانات الاقتصادية المباشرة؛ والجدير بالذكر أن العلاقة العكسية التقليدية بين قوة العملة الأمريكية والمعدن الأصفر قد ظهرت بوضوح خلال الأيام الماضية، مما ساعد الذهب على تسجيل قمم تاريخية جديدة لم يألفها المتابعون من قبيل هذا الزخم التاريخي.

التوقعات الاقتصادية وأثرها على أسعار الذهب اليوم ومستقبله

تتجه الأنظار حالياً نحو قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي التي ترسم ملامح أسعار الذهب اليوم بشكل مباشر، حيث تترقب الأسواق احتمالية خفض أسعار الفائدة مرتين خلال العام القادم؛ ورغم أن أعضاء البنك الفيدرالي لم يلمحوا إلا لخفض وحيد وبحلول عام 2026، إلا أن التكهنات السائدة في أروقة البورصات تذهب نحو سياسة نقدية أكثر تيسيراً لمواجهة التباطؤ، مما يزيد من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً ثابتاً ولكن قيمته تزداد في بيئة الفائدة المنخفضة؛ إن تصادم هذه التوقعات مع الواقع الجيوسياسي المتأزم، خاصة مع استمرار الضغوط الأمريكية على صادرات النفط الفنزويلية، يعزز من حالة عدم اليقين التي يقتات عليها المعدن الأصفر ليرتفع أكثر؛ ويبدو أن الأسواق المالية حالياً تمر بمنعطف حرج يوازن بين تضخم الأسعار وحاجة البنوك المركزية للسيطرة على الأوضاع الاقتصادية، وهو ما يجعل الذهب سيد الموقف في المرحلة الراهنة والمستقبلية المنظورة.